بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله هذا الرجل الطاهر .
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و اترك الحكم للقاريء الكريم .
الحلقة العاشرة
( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) (الحج: 65).
جاء في تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي
قوله تعالى : ” ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض ” الخ ، استشهاد آخر على عموم القدرة والمقابلة بين تسخير ما في الأرض وتسخير الفلك في البحر يؤيد أن المراد بالأرض البر مقابل البحر ، وعلى هذا فتعقيب الجملتين بقوله : ” ويمسك السماء ” الخ ، يعطى أن محصل المراد أن الله سخر لكم ما في السماء والأرض برها وبحرها . والمراد بالسماء جهة العلو وما فيها فالله يمسكها أن تقع على الأرض إلا بإذنه مما يسقط من الاحجار السماوية والصواعق ونحوها . وقد ختم الآية بصفتي الرأفة والرحمة تتميما للنعمة وامتنانا على الناس .
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 14 ص 403 .
اما ما جاء في تفسير التبيان للشيخ الطوسي
و (يمسك السماء أن تقع على الأرض) أي يمنعها من الوقوع على الأرض ، ولا يقدر على إمساكها أحد سواه مع عظمها وثقلها ” الا باذنه ” اي لا تقع السماء على الأرض إلا إذا أذن الله في ذلك بأن يريد ابطالها واعدامها . ومعنى ( أن تقع ) ألا تقع . وقيل معناه كراهية أن تقع . ثم أخبر انه تعالى ( بالناس ) لرؤف رحيم ) أي متعطف منعم عليهم .
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 7 ص 337 .
اما ما جاء في كتب ابناء العامة فننقل اولاً ما جاء في تفسير ابن كثير
( ويمسك السماء أن تقع على الأرض ) * أي عن أن تقع عليها فالكلام على حذف حرف الجر وأن وما بعدها في تأويل مصدر منصوب أو مجرور على القولين المشهورين في ذلك ، وجعل بعضهم ذلك في موضع المفعول لأجله بتقدير كراهة أن تقع عند البصريين ، والكوفيون يقدرون لئلا تقع . وقال أبو حيان : الظاهر أن * ( تقع ) * في موضع نصب بدل اشتمال من السماء أي ويمنع وقوع السماء على الأرض . ورد بأن الإمساك بمعنى اللزوم يتعدى بالباء وبمعنى الكف بعن وكذا بمعنى الحفظ والبخل كما في تاج المصادر وأما بمعنى المنع فهو غير مشهور . وتعقب بأنه ليس بشيء لأنه مشهور مصرح به في كتب اللغة ، قال الراغب : يقال أمسكت عنه كذا أي منعته قال تعالى : * ( هل هن ممسكات رحمته ) * ( الزمر : 38 ) وكنى عن البخل بالإمساك اه ، وصرح به الزمخشري . والبيضاوي في تفسير قوله تعالى : * ( إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ) * ( فاطر : 41 ) نعم الأظهر هو الإعراب الأول ، والمراد بإمساكها عن الوقوع على الأرض حفظ تماسكها بقدرته تعالى بعد أن خلقها متماسكة آنا فآنا . وعدم تعلق إرادته سبحانه بوقوعها قطعا قطعا ، وقيل إمساكه تعالى إياها عن ذلك بجعلها محيطة لا ثقيلة ولا خفيفة ، وهذا مبني على اتحاد السماء والفلك وعلى قول الفلاسفة المشهور بأن الفلك لا ثقيل ولا خفيف : وبنوا ذلك على زعمهم استحالة قبوله الحركة المستقيمة وفرعوا عليه أنه لا حال ولا بارد ولا رطب ولا يابس ، واستدلوا على استحالة قبوله الحركة المستقيمة بما أبطله المتكلمون في كتبهم . والمعروف من مذهب سلف المسلمين أن السماء غير الفلك وأن لها أطيطا لقوله عليه الصلاة والسلام : ” أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلا وفيه ملك قائم أو ساجد ” وأنها ثقيلة محفوظة عن الوقوع بمحض إرادته سبحانه وقدرته التي لا يتعاصاها شيء لا لاستمساكها بذاتها .
وذكر بعض المتكلمين لنفي ذلك أنها مشاركة في الجسمية لسائر الأجسام القابلة للميل الهابط فتقبله كقبول غيرها وللبحث فيه على زعم الفلاسفة مجال ، والتعبير بالمضارع لإفادة الاستمرار التجددي أي يمسكها آنا فآنا من الوقوع * ( إلا بإذنه ) * أي بمشيئته ، والاستثناء مفرغ من أعم الأسباب ، وصح ذلك في الموجب قيل لصحة إرادة العموم أو لكون * ( يمسك ) * فيه معنى النفي أي لا يتركها تقع بسبب من الأسباب كمزيد مرور الدهور عليها وكثقلها بما فيها إلا بسبب مشيئته وقوعها ، وقيل : استثناء من أعم الأحوال أي لا يتركها تقع في حال من الأحوال إلا في كونها ملتبسة بمشيئته تعالى ولعل ما ذكرناه أظهر .
تفسير ابن كثير ج 17 ص 193 و ما بعدها .
اما ما جاء في تفسير الرازي
قوله تعالى : * ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم ) * واعلم أن النعم المتقدمة لا تكمل إلا بهذه لأن السماء مسكن الملائكة فوجب أن يكون صلبا . ووجب أن يكون ثقيلا ، وما كان كذلك فلا بد من الهوى لولا مانع يمنع منه ، وهذه الحجة مبنية على ظاهر الأوهام ، وقوله تعالى : * ( أن تقع ) * قال الكوفيون : كي لا تقع ، وقال البصريون كراهية أن تقع ، وهذا بناء على مسألة كلامية وهي أن الإرادات والكراهات هل تتعلق بالعدم ؟ فمن منع من ذلك صار إلى التأويل الأول ، والمعنى أنه أمسكها لكي لا تقع فتبطل النعم التي أنعم بها . أما قوله تعالى : * ( إن الله بالناس لرؤوف رحيم ) * فالمعنى أن المنعم بهذه النعم الجامعة لمنافع الدنيا والدين قد بلغ الغاية في الإحسان والإنعام ، فهو إذن رؤوف رحيم .
تفسير الرازي ج 23 ص 61 و ما بعدها .
و الان ننقل لكم ما جاء عن السيد احمد الحسن(ع) في كتاب المتشابهات
ما معنى قوله تعالى : ( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) (الحج: 65).
أي يمسك السماء أن تقع على الأرض بالعمد التي رفع السماء بها
(اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) (الرعد :2)
والعمود الذي يمسك السماء ويرفعها هو عمود النور النازل من السماء إلى الأرض وهو الله في الخلق وهو وجه الله وهو محمد (ص) وأيضاً هو في كل زمان الحجة على أهل الأرض فلولاه لساخت الأرض بأهلها وعادت عدماً فهو عمود النور النازل من السماء إلى الأرض وهو يمسك الأرض ويمسك السماء بإذنه سبحانه وتعالى عما يشركون .
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 3