بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما……..
شاء الله ومنذ بداية الخلق أن يجعل لكل دعوة ايمانية حقة أعداء يحرفون ما جاء به الانبياء والمرسلون، وكان الاسم العام لهذا العداء هو جهل الناس بالدين وعدم انصياعهم للحق مهما كان مقترنا بالدليل؛ لأنه يخالف اهواءهم ودنياهم التي تمثل الحقيقة الوحيدة الماثلة امام أعينهم، فهم في الواقع ينكرون الغيب لأن من البديهي أن من يؤمن بالغيب لا يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فمن تيقن بالمعاد يقينا كاملا عمل للاخرة وسلا عن الدنيا فكما ورد عن الامام الصادق (عليه السلام): ان رسول الله (ص) قال: من صدق الله نجا.
فكل من حارب الأنبياء والمرسلين هو في الحقيقة كذب الله في عرشه قبل أن يكذب الأنبياء بالمحصلة النهائية…..
فقد ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام): لو سكت الجاهل ما أختلف الناس ..أنظر وتمعن جيدا في هذا الحديث الذي يصرح فيه أهل البيت (عليهم السلام) أن العدو الحقيقي لأهل البيت هو جهل الناس بمعرفة ما جاء به الانبياء والاوصياء مما دفعهم الى تكذيبهم وبالتالي معاداتهم وقد يصل الامر الى قتلهم……
وهناك نوعان من الجهل: الجهل العادي (وهو عدم معرفة الانسان بالشئ مع علمه بعدم المعرفة)….
والجهل المركب (وهو أن يجهل الأنسان بالشيء مع ادعاءه معرفته)…..
فمجرد عدم معرفتك بالشئ لا يعني أن تكون عدوا له فينبغي على الانسان المنصف ان يجعل العقل دليله ليقوده الى الله دون النظر الى العقل على انه دليله الكامل الذي لا يحتاج معه الرجوع الى أحد فيورده سبيل المهالك فالغاية التامة من العقل هو أن يوصلك الى معرفة ولي الله وحجته في كل زمان وبعد ذلك التسليم المطلق لولي الله الذي هو العقل التام الذي يأخذ بيدك الى الله على أتم وجه..
اذا فالمشكلة الاساسية التي يواجهها الامام هي جهل الناس بالذي جاء به من الله، فقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: (إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من جهال الجاهلية. قلت: وكيف ذاك ؟ قال: إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر) الغيبة للشيخ النعماني ص307.
وهنا مفارقة عجيبة في الرواية السابقة، ففي بداية الرواية يذكر الامام (عليه السلام) ان القائم (عليه السلام) يلاقي من جهل الناس اشد مما لاقى رسول الله (ص)، وفي ختامها يذكر ان هؤلاء الجهال يتأولون كتاب الله ويحتجون به على الامام (عليه السلام). فهل تتناسب صفة تأويل كتاب الله والاحتجاج به مع الناس البسطاء، ام انها يراد بها امر اخر؟
من المؤكد ان المقصودون هم اشباه علماء اليهود الذين عاصروا عيسى (عليه السلام) وعلماء السوء الذين عاصروا رسول الله (ص) واشباههم في كل زمان.
وان الجهل المراد به هو الجهل بالثقافة المهدوية، والذي يجعلهم أعداء من حيث لا يشعرون فهم يريدون الامام من حيث يشاؤن أن يأتي لا من حيث يشاء الله سبحانه وتعالى …
فإذا كان كما يريدون فأين الامتحان والتمحيص!! والله جل شأنه يقول (احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون).
فالذي يقول هذا القول هو في الحقيقة يكرر ما قاله إبليس ـ لعنه الله ـ حينما عرض على الله ان يعبده الدهر كله دون السجود لآدم (عليه السلام) الذي أمره الله بالسجود له …
جاء في تفسير قوله تعالى (انى لهم التناوش من مكان بعيد)
عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله ” وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ” قال: (إنهم طلبوا المهدي عليه السلام من حيث لا ينال ، وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال) تفسير القمي ج2 ص206.
فلا تفوتوا الفرصة واقبلوا المهدي (عليه السلام) ورسوله السيد احمد الحسن (عليه السلام).
135 2 دقائق