بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله هذا الرجل الطاهر.
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) واترك الحكم للقاريء الكريم.
الحلقة السابعة
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ) (الواقعة:62)
ما هي النشأة الأولى؟
جاء في تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي
قوله تعالى: ” ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون ” المراد بالنشأة الأولى نشأة الدنيا، والعلم بها بخصوصياتها يستلزم الاذعان بنشأة أخرى خالدة فيها الجزاء، فإن من المعلوم من النظام الكوني أن لا لغو ولا باطل في الوجود فلهذه النشأة الفانية غاية باقية، وأيضا من ضروريات هذا النظام هداية كل شئ إلى سعادة نوعه وهداية الانسان تحتاج إلى بعث الرسل وتشريع الشرائع وتوجيه الأمر والنهي، والجزاء على خير الأعمال وشرها وليس في الدنيا فهو في دار أخرى وهي النشأة الآخرة .
على أنهم شاهدوا النشأة الأولى وعرفوها وعلموا أن الذي أوجدها عن كتم العدم هو الله سبحانه وإذ قدر عليها أولا فهو على إيجاد مثلها ثانيا قادر ، قال تعالى : ” قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ” يس : 79 ، وهذا برهان على الامكان يرتفع به استبعادهم للبعث . وبالجملة يحصل لهم بالعلم بالنشأة الأولى علم بمبادئ البرهان على إمكان البعث فيرتفع به استبعاد البعث فلا استبعاد مع الامكان .
وهذا – كما ترى – برهان على إمكان حشر الأجساد ، محصله أن البدن المحشور مثل البدن الدنيوي وإذ جاز صنع البدن الدنيوي وإحياؤه فليجز صنع البدن الأخروي وإحياؤه لأنه مثله وحكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد .
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 19 ص 133 – 134 .
أما قول الشيخ الطوسي رحمه الله في تفسيره
قوله تعالى : ( ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون (62))
يقول الله تعالى مخاطبا للكفار الذين أنكروا النشأة الثانية، ومنبها لهم على قدرته عليها، فقال (ولقد علمتم النشأة الأولى فهلا تذكرون) وتفكرون وتعتبرون بأن من قدر عليها قدر على النشأة الثانية. والنشأة المرة من الانشاء، كالضربة من الضرب، والانشاء إيجاد الشئ من غير سبب يولده، ومثله الاختراع والابتداع .
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 9 ص 504 – 505 .
ايضاً يؤكد الشيخ الطوسي على ان النشأة الاولى هي الدنيا بمقابل الاخرة
اما ما جاء عن ابن كثير في تفسيره
قال تعالى ” ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون ”
أي قد علمتم أن الله أنشأكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا فخلقكم وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة فهلا تتذكرون وتعرفون أن الذي قدر على هذه النشأة وهي البداءة قادر على النشأة الأخرى وهي الإعادة بطريق الأولى والاخرى كما قال تعالى ” وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ” وقال تعالى ” أو لا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ” ” أو لم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين * وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ” وقال تعالى ” أيحسب الانسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى ” .
تفسير ابن كثير ج 4 ص 316 – 317 .
و نقرأ ما جاء عن يماني ال محمد السيد احمد الحسن (ع)
س/ ما معنى قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ) (الواقعة:62)
الجواب:
النشأة الأولى هي عالم الذر وفيها الامتحان الأول وقد أحاط بها بنو آدم علما ولكنهم لما جاءوا إلى هذا العالم حجبتهم الكثافة الجسمانية ثم شهواتهم ومعاصيهم وغفلتهم عن ذكر الله والأولياء من الأنبياء والرسل والحجج (ع) يتذكرون هذه النشأة ويعرفون أولياءهم فيها وكل من كانت فطرته نقية يتذكر هذا العالم السابق ويعلم حاله فيه ولكن عامة الناس (نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ) (الحشر: 19)
فبسبب غفلتهم عن الله واهتمامهم بالعالم الجسماني وانغماسهم في الشهوات لا يتذكرون شيئاً عن أنفسهم والعالم السابق الذي عاشوا فيه وحالهم فيه .
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 3