بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله هذا الرجل الطاهر .
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) واترك الحكم للقاريء الكريم.
الحلقة السادسة
(والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها)
كيف يمكن ان يجلي النهار الشمس مع ان الشمس هي التي تجلي النهار بظهورها؟
جاء في تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي
قوله تعالى : ” والشمس وضحاها ”
في المفردات : الضحى انبساط الشمس وامتداد النهار وسمي الوقت به انتهى، والضمير للشمس، وفي الآية إقسام بالشمس وانبساط ضوئها على الأرض.
قوله تعالى: ” والقمر إذا تلاها ” عطف على الشمس والضمير لها وإقسام بالقمر حال كونه تاليا للشمس، والمراد بتلوه لها إن كان كسبه النور منها فالحال حال دائمة وإن كان طلوعه بعد غروبها فالأقسام به من حال كونه هلالا إلى حال تبدره.
قوله تعالى: ” والنهار إذا جلاها ” التجلية الاظهار والابراز، وضمير التأنيث للأرض، والمعنى وأقسم بالنهار إذا أظهر الأرض للابصار.
وقيل: ضمير الفاعل في ” جلاها ” للنهار وضمير المفعول للشمس، والمراد الأقسام بحال إظهار النهار للشمس فإنها تنجلي وتظهر إذا انبسط النهار، وفيه أنه لا يلائم ما تقدمه فان الشمس هي المظهرة للنهار دون العكس.
وقيل: الضمير المؤنث للدنيا، وقيل: للظلمة، وقيل: ضمير الفاعل لله تعالى وضمير المفعول للشمس، والمعنى وأقسم بالنهار إذا أظهر الله الشمس، وهي وجوه بعيدة.
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 20 ص 296 .
اما ما ورد عن الشيخ الطوسي رحمه الله في تفسيره التبيان
بسم الله الرحمن الرحيم (والشمس وضحيها (1) والقمر إذا تليها (2) والنهار إذا جليها (3))
هذا قسم من الله تعالى بالشمس وضحاها، وقد بينا أن له تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه تنبيها على عظم شأنه وكثرة الانتفاع به، فلما كانت الشمس قد عظم الانتفاع بها وقوام العالم من الحيوان والنبات بطلوعها وغروبها، جاز القسم بها، ولما فيها من العبرة بنشئ الضوء حتى تقوى تلك القوة العظيمة بإذن الله.
وقوله (وضحاها) يعني ضحاها الشمس، وهو صدر وقت طلوعها، وضحى النهار صدر وقت كونه، قال الشاعر:
أعجلها اقدحي الضحاء ضحى * وهي تناصي ذوائب السلم
وأضحى يفعل كذا إذا فعله في وقت الضحى، ويقال: ضحى بكبش أو غيره إذا ذبحه في وقت الضحى من أيام الأضحى. ثم كثر حتى قيل لو ذبحه آخر النهار.
وقوله (والقمر إذا تلاها) قسم آخر بالقمر وتلوه الشمس ووجه الدلالة من جهة تلو القمر للشمس من جهة المعاقبة على أمور مرتبة في النقصان. والزيادة، لأنه لا يزال ضوء الشمس ينقص إذا غاب جرمها، ويقوى ضوء القمر حتى يتكامل كذلك دائبين، تسخيرا من الله للعباد بما ليس في وسعهم أن يجروه على شئ من ذلك المنهاج. وقال ابن زيد: القمر إذا اتبع الشمس في النصف الأول من الشهر إذا غربت الشمس تلاها القمر بالطلوع، وفى آخر الشهر يتلوها في الغروب وقال الحسن (والشمس وضحاها) أي يضئ نورها (والقمر إذا تلاها) يعني ليلة الهلال . وقيل: تلاها في الضوء .
وقوله (والنهار إذا جلاها) قسم آخر بالنهار إذا جلاها يعني الشمس بضوءها المبين بجرمها . وقيل معناه إذا جلا الظلمة، فالهاء كناية عن الظلمة، ولم يتقدم لها ذكر لأنه معروف غير ملتبس.
(والليل إذا يغشاها) قسم آخر بالليل إذا يغشاها يعني الشمس بظلمته عند سقوط الشمس.
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 10 ص 356 و ما بعدها .
وجاء في تفسير ابن كثير
(والشمس وضحاها (1) والقمر إذا تلاها (2) والنهار إذا جلاها (3) والليل إذا يغشاها (4))
قال مجاهد ” والشمس وضحاها ” أي وضوئها، وقال قتادة ” وضحاها ” النهار كله.
قال ابن جرير والصواب أن يقال أقسم الله بالشمس ونهارها لان ضوء الشمس الظاهرة هو النهار، ” والقمر إذا تلاها ” قال مجاهد تبعها.
وقال العوفي عن ابن عباس ” والقمر إذا تلاها ” قال يتلو النهار، وقال قتادة إذا تلاها ليلة الهلال إذا سقطت الشمس رؤي الهلال، وقال ابن زيد هو يتلوها في النصف الأول من الشهر ثم هي تتلوه وهو يتقدمها في النصف الأخير من الشهر .
وقال مالك عن زيد بن أسلم إذا تلاها ليلة القدر .
وقوله تعالى ” والنهار إذا جلاها ” قال مجاهد أضاء وقال قتادة ” والنهار إذا جلاها ” إذا غشيها النهار، وقال ابن جرير : وكان بعض أهل العربية يتأول ذلك بمعنى والنهار إذا جلا الظلمة لدلالة الكلام عليها ” قلت ” ولو أن هذا القائل تأول ذلك بمعنى ” والنهار إذا جلاها ” أي البسيطة لكان أولى ولصح تأويله في قوله تعالى ” والليل إذا يغشاها ” فكان أجود وأقوى والله أعلم .
ولهذا قال مجاهد ” والنهار إذا جلاها ” إنه كقوله تعالى ” والنهار إذا تجلى ” وأما ابن جرير فاختار عود الضمير في ذلك كله على الشمس لجريان ذكرها.
وقالوا في قوله تعالى ” والليل إذا يغشاها ” يعني إذا يغشى الشمس حين تغيب فتظلم الآفاق . وقال بقية بن الوليد عن صفوان حدثني يزيد بن ذي حمامة قال : إذا جاء الليل قال الرب جل جلاله غشي عبادي خلقي العظيم فالليل يهابه والذي خلقه أحق أن يهاب . رواه ابن أبي حاتم .
تفسير ابن كثير ج 4 ص 550 و ما بعدها .
و لنرى ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) في كتاب المتشابهات
قال تعالى : ( والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها )
كيف يكون النهار هو الذي يجلي الشمس أو ليست الشمس هي التي تجلي وتظهر النهار؟ .
الجواب: في هذه الآية الشمس رسول الله محمد(ص) والقمر الذي تلاه هو علي أبن أبي طالب (ع) وصيه وخليفته والنهار في الآية هو الإمام المهدي (ع)، ومن المؤكد أن الإمام المهدي (ع) قد ولد من محمد(ص) وعلي (ع) وظهر وتجلى من رسول الله (ص)، ولكن الإمام المهدي (ع) هو الذي يظهر ويجلي حقيقة رسول الله (ص) أو الشمس للخلق عند ظهوره ويعرف الناس حقيقة الرسول (ص) فالإمام المهدي (ع) ظهر وتجلى من رسول الله (ص) وهو أيضاً يظهر ويجلي رسول الله محمد (ص) للخلق .
المتشابهات السيد احمد الحسن ع ج 3
و للفائدة انقل الرواية الوردة في كتاب بحار الانوار
فائدة :
عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته عن قول الله: ( والشمس وضحاها ) قال: الشمس رسول الله (ص) أوضح الله به للناس دينهم ، قلت: ( والقمر إذا تلاها ) قال: ذاك أمير المؤمنين (ع)، قلت: (والنهار إذا جلاها) قال: ذاك الإمـام من ذريـة فاطمـة عليها السـلام، يسأل رســول الله (ص) فيجلي لمـن سألـه، فحكى الله سبحانـه عنه فقـال: (والنهـار إذا جلاهـا). قلت: (والليل إذا يغشاها) قال: ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون آل رسول الله (ص) وجلسوا مجلسا كان آل رسول الله (ص) أولى به منهم، فغشوا دين رسول الله (ص) بالظلم والجور، وهو قوله: (والليل إذا يغشاها) قال: يغشي ظلمة الليل ضوء النهار …) بحار الأنوار: ج24 ص70.