أدلة الدعوة اليمانيةزاوية الحكمة اليمانيةزاوية العقائد الدينيةشيء من علم السيد أحمد الحسن عغير مصنف

(6- 24) والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً

سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد ‏احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله ‏هذا الرجل الطاهر .‏
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) ‏واترك الحكم للقاريء الكريم.‏

الحلقة السادسة
‏(والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها)‏
كيف يمكن ان يجلي النهار الشمس مع ان الشمس هي التي تجلي النهار بظهورها؟

جاء في تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي

قوله تعالى : ” والشمس وضحاها ” ‏
في المفردات : الضحى انبساط الشمس وامتداد النهار وسمي الوقت به انتهى، والضمير للشمس، ‏وفي الآية إقسام بالشمس وانبساط ضوئها على الأرض.‏
قوله تعالى: ” والقمر إذا تلاها ” عطف على الشمس والضمير لها وإقسام بالقمر حال كونه تاليا ‏للشمس، والمراد بتلوه لها إن كان كسبه النور منها فالحال حال دائمة وإن كان طلوعه بعد ‏غروبها فالأقسام به من حال كونه هلالا إلى حال تبدره.‏
‏ قوله تعالى: ” والنهار إذا جلاها ” التجلية الاظهار والابراز، وضمير التأنيث للأرض، والمعنى ‏وأقسم بالنهار إذا أظهر الأرض للابصار.‏
وقيل: ضمير الفاعل في ” جلاها ” للنهار وضمير المفعول للشمس، والمراد الأقسام بحال إظهار ‏النهار للشمس فإنها تنجلي وتظهر إذا انبسط النهار، وفيه أنه لا يلائم ما تقدمه فان الشمس هي ‏المظهرة للنهار دون العكس.‏
وقيل: الضمير المؤنث للدنيا، وقيل: للظلمة، وقيل: ضمير الفاعل لله تعالى وضمير المفعول ‏للشمس، والمعنى وأقسم بالنهار إذا أظهر الله الشمس، وهي وجوه بعيدة.‏
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 20 ص 296 .‏

اما ما ورد عن الشيخ الطوسي رحمه الله في تفسيره التبيان ‏

بسم الله الرحمن الرحيم (والشمس وضحيها (1) والقمر إذا تليها (2) والنهار إذا جليها (3))‏
هذا قسم من الله تعالى بالشمس وضحاها، وقد بينا أن له تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه تنبيها ‏على عظم شأنه وكثرة الانتفاع به، فلما كانت الشمس قد عظم الانتفاع بها وقوام العالم من ‏الحيوان والنبات بطلوعها وغروبها، جاز القسم بها، ولما فيها من العبرة بنشئ الضوء حتى تقوى ‏تلك القوة العظيمة بإذن الله. ‏
وقوله (وضحاها) يعني ضحاها الشمس، وهو صدر وقت طلوعها، وضحى النهار صدر وقت ‏كونه، قال الشاعر: ‏
أعجلها اقدحي الضحاء ضحى * وهي تناصي ذوائب السلم ‏
وأضحى يفعل كذا إذا فعله في وقت الضحى، ويقال: ضحى بكبش أو غيره إذا ذبحه في وقت ‏الضحى من أيام الأضحى. ثم كثر حتى قيل لو ذبحه آخر النهار.‏
وقوله (والقمر إذا تلاها) قسم آخر بالقمر وتلوه الشمس ووجه الدلالة من جهة تلو القمر للشمس ‏من جهة المعاقبة على أمور مرتبة في النقصان. والزيادة، لأنه لا يزال ضوء الشمس ينقص إذا ‏غاب جرمها، ويقوى ضوء القمر حتى يتكامل كذلك دائبين، تسخيرا من الله للعباد بما ليس في ‏وسعهم أن يجروه على شئ من ذلك المنهاج. وقال ابن زيد: القمر إذا اتبع الشمس في النصف ‏الأول من الشهر إذا غربت الشمس تلاها القمر بالطلوع، وفى آخر الشهر يتلوها في الغروب ‏وقال الحسن (والشمس وضحاها) أي يضئ نورها (والقمر إذا تلاها) يعني ليلة الهلال . وقيل: ‏تلاها في الضوء .‏
وقوله (والنهار إذا جلاها) قسم آخر بالنهار إذا جلاها يعني الشمس بضوءها المبين بجرمها . ‏وقيل معناه إذا جلا الظلمة، فالهاء كناية عن الظلمة، ولم يتقدم لها ذكر لأنه معروف غير ملتبس.‏
‏(والليل إذا يغشاها) قسم آخر بالليل إذا يغشاها يعني الشمس بظلمته عند سقوط الشمس.‏
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 10 ص 356 و ما بعدها .‏

وجاء في تفسير ابن كثير
‏(والشمس وضحاها (1) والقمر إذا تلاها (2) والنهار إذا جلاها (3) والليل إذا يغشاها (4))‏
‏ ‏
قال مجاهد ” والشمس وضحاها ” أي وضوئها، وقال قتادة ” وضحاها ” النهار كله. ‏
قال ابن جرير والصواب أن يقال أقسم الله بالشمس ونهارها لان ضوء الشمس الظاهرة هو ‏النهار، ” والقمر إذا تلاها ” قال مجاهد تبعها. ‏
وقال العوفي عن ابن عباس ” والقمر إذا تلاها ” قال يتلو النهار، وقال قتادة إذا تلاها ليلة الهلال ‏إذا سقطت الشمس رؤي الهلال، وقال ابن زيد هو يتلوها في النصف الأول من الشهر ثم هي ‏تتلوه وهو يتقدمها في النصف الأخير من الشهر . ‏
وقال مالك عن زيد بن أسلم إذا تلاها ليلة القدر . ‏
وقوله تعالى ” والنهار إذا جلاها ” قال مجاهد أضاء وقال قتادة ” والنهار إذا جلاها ” إذا غشيها ‏النهار، وقال ابن جرير : وكان بعض أهل العربية يتأول ذلك بمعنى والنهار إذا جلا الظلمة لدلالة ‏الكلام عليها ” قلت ” ولو أن هذا القائل تأول ذلك بمعنى ” والنهار إذا جلاها ” أي البسيطة لكان ‏أولى ولصح تأويله في قوله تعالى ” والليل إذا يغشاها ” فكان أجود وأقوى والله أعلم . ‏
ولهذا قال مجاهد ” والنهار إذا جلاها ” إنه كقوله تعالى ” والنهار إذا تجلى ” وأما ابن جرير ‏فاختار عود الضمير في ذلك كله على الشمس لجريان ذكرها. ‏
وقالوا في قوله تعالى ” والليل إذا يغشاها ” يعني إذا يغشى الشمس حين تغيب فتظلم الآفاق . وقال ‏بقية بن الوليد عن صفوان حدثني يزيد بن ذي حمامة قال : إذا جاء الليل قال الرب جل جلاله غشي ‏عبادي خلقي العظيم فالليل يهابه والذي خلقه أحق أن يهاب . رواه ابن أبي حاتم .‏
تفسير ابن كثير ج 4 ص 550 و ما بعدها .‏

و لنرى ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) في كتاب المتشابهات

قال تعالى : ( والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها )‏
كيف يكون النهار هو الذي يجلي الشمس أو ليست الشمس هي التي تجلي وتظهر النهار؟ . ‏

الجواب: في هذه الآية الشمس رسول الله محمد(ص) والقمر الذي تلاه هو علي أبن أبي طالب (ع) ‏وصيه وخليفته والنهار في الآية هو الإمام المهدي (ع)، ومن المؤكد أن الإمام المهدي (ع) قد ولد ‏من محمد(ص) وعلي (ع) وظهر وتجلى من رسول الله (ص)، ولكن الإمام المهدي (ع) هو الذي ‏يظهر ويجلي حقيقة رسول الله (ص) أو الشمس للخلق عند ظهوره ويعرف الناس حقيقة ‏الرسول (ص) فالإمام المهدي (ع) ظهر وتجلى من رسول الله (ص) وهو أيضاً يظهر ويجلي ‏رسول الله محمد (ص) للخلق . ‏
المتشابهات السيد احمد الحسن ع ج 3‏

و للفائدة انقل الرواية الوردة في كتاب بحار الانوار ‏
فائدة :‏
عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته عن قول الله: ( والشمس وضحاها ) قال: الشمس رسول ‏الله (ص) أوضح الله به للناس دينهم ، قلت: ( والقمر إذا تلاها ) قال: ذاك أمير المؤمنين (ع)، قلت: ‏‏(والنهار إذا جلاها) قال: ذاك الإمـام من ذريـة فاطمـة عليها السـلام، يسأل رســول الله (ص) فيجلي لمـن ‏سألـه، فحكى الله سبحانـه عنه فقـال: (والنهـار إذا جلاهـا). قلت: (والليل إذا يغشاها) قال: ذاك أئمة ‏الجور الذين استبدوا بالأمر دون آل رسول الله (ص) وجلسوا مجلسا كان آل رسول الله (ص) أولى به ‏منهم، فغشوا دين رسول الله (ص) بالظلم والجور، وهو قوله: (والليل إذا يغشاها) قال: يغشي ظلمة الليل ‏ضوء النهار …) بحار الأنوار: ج24 ص70.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى