جميع الذين صوتوا ، والذين روجوا لإتفاقية الإذعان كانوا يضربون على وتر مواعيد الإنسحاب غير المقدسة التي يزعمون أن الإتفاقية قد تضمنتها ، حتى إن البعض منهم ذهبت به الصفاقة حد اتهام رافضي الإتفاقية بأنهم لا يريدون لقوات المحتل مغادرة أرض العراق
تصريحات الدباغ تفضح الأكذوبة
أبو محمد الأنصاري
جميع الذين صوتوا ، والذين روجوا لإتفاقية الإذعان كانوا يضربون على وتر مواعيد الإنسحاب غير المقدسة التي يزعمون أن الإتفاقية قد تضمنتها ، حتى إن البعض منهم ذهبت به الصفاقة حد اتهام رافضي الإتفاقية بأنهم لا يريدون لقوات المحتل مغادرة أرض العراق ، ولعلكم جميعاً شاهدتهم الحماسة البالغة التي تحدث بها هادي العامري زعيم عصابة بدر في مجلس النواب ، فالرجل الذي انتفخت أوداجه وأحمر وجهه وهو يستعيد الكلمات التي لُقنها من أسياده كاد يصدق كل كلمات الهجاء التي صبها على رؤوس المعترضين ، بل إن المالكي – دولة رئيس الوزراء ، الشبيه تماماً بحائط بستان يطفره من شاء – ذهب به الحمق حد الزعم بأن يوم توقيع الإتفاقية من سنخ الأيام التأريخية التي تستحق أن تكون عيداً لدولة شذاذ الآفاق الفيدرالية ، وكيف لا والسيادة التي أصر عليها علي السيستاني قد تحققت بجرة قلم ، ولا موجب لسلاح ولا لمقاومة ، ولا الأمريكان يحزنون .
ولكن حبل الكذب قصير كما يقولون ، والكلمات التي خصيصاَ لآذان العراقيين غير المدربة على سماع المهموس ، وغير المنطوق ، لا تناسب آذان الأمريكان العليمة بما قر في رحم الكلمات ، ثم إن العراقيين بلا ذاكرة كما أثبتت الأيام ، ويميلون الى تصديق هراء السيادة المصونة الذي ينطق به السيستاني أكثر بكثير من ميلهم لتصديق كلمات الله تعالى ، وهكذا ما أن حطت أقدام علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية على الأرض الأمريكية حتى سمعنا كلاماً أشبه ما يكون بالبصق في وجوه كل المطبلين لمحاسن الإتفاقية الأمنية ، ولمضامينها الهرائية التي سترغم أنوف الأمريكان وتجعلهم يهرولون خارج أرض الأسود الرابضة في سراديب النجف ، ولن تكون حكومة العراق ذات السيادة الكاملة غير المنقوصة مسؤولة أبداً عن أي حذاء قديم أو فانيلة ممزقة يمكن أن يتركها الجنود الأمريكان المرتبكين من زئير الأسود .
علي الدباغ إذن قال ما قاله قبله كل الشرفاء الذين حذروا من أكاذيب أمراء الطوائف وزعماء الحكاية اللصوصية العراقية ، فالإتفاقية التي تعالى نباحهم بوصفها الأخيرة من نوعها اتضح إنها قابلة جداً للتناسل والتفريخ ، ومن يدري لعل جيلاً عراقياً ينجبه المستقبل سيعترف أناسه بعجزهم عن إحصاء عدد إتفاقيات سحب القوات التي وقعتها الحكومة العراقية ذات السيادة الكاملة تماماً ، وإن خسئ أو لم يخسأ الخاسئون .
نعم فإذا كان علي الدباغ لا يتوقع – لماذا لا يتوقع ؟ – جهوز القوات العراقية بعد ثلاث سنوات ، بل عشرة ، ويلمح لإمكانية تمديد بقاء القوات الأمريكية الصديقة عشرة سنوات إضافية ، فمن يدري لعل العشرة تستحيل عشرات ، ولعل نبؤة جون ماكين عن بقاء القوات الأمريكية مئة سنة في العراق في ستجد طريقها المعبدة الى التحقق ، بل لماذا يريدنا علي الدباغ أن نصدق بأن حكومته المستقلة المهووسة بفكرة الأعياد الوطنية ستنتظر عشر سنوات لتوقيع إتفاقية جديدة مع المحتل ، وما الذي يمكن أن يمنع المالكي أو عبدالمهدي أو طارق الهاشمي ومن لف لفهم من جعل الذكرى السنوية لتوقيع الإتفاقية – أو الإتفاقيات كما يجب أن نحضر أنفسنا – مناسبة لتوقيع كل الإتفاقيات المتوقعة بشدة التعطش المالكي للأعياد العوراء ، لتكون الأعياد متجددة ، وكل عام والعراق المستقل بإتفاقية جديدة غير مباركة .
Aaa-aaa9686@yahoo,com