زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

توثيق رواة وصية رسول الله صلى الله عليه وآله في ليلة وفاته – الحلقة الرابعة

على الرغم من عدم إيماننا بالمنهج الرجالي لعدم وجود دليل شرعي عليه، بل لوجود عدد كبير من الأدلة الشرعية على خلافه، فإننا، ومن باب المبالغة في النصح سننقل من كتاب الشيخ ناظم العقيلي توثيقه لرجال الوصية وبصورة حلقات، وكما يلي:

رواة الوصية:

قال الشيخ الطوسي في الغيبة قال: أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عقليه وآله وسلم – في الليلة التي كانت فيها وفاته – لعلي عليه السلام.

وبطبيعة الحال لن يشمل التوثيق أئمة أهل البيت المقطوع بوثاقتهم، ولذلك سيكون موضوع الحلقات الجماعة وما بعدها.

جعفر بن أحمد المصري:

ذكره الشيخ علي النمازي الشاهرودي في كتابه (مستدركات علم رجال الحديث)، برقم 2533، قائلاً:

(جعفر بن أحمد المصري: لم يذكروه. روى عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن مولانا الصادق صلوات الله عليه وروى عنه أحمد بن محمد بن الخليل كما في غط ص 104 رواية شريفة في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم وأسمائهم وفضائلهم) انتهى. مستدركات علم رجال الحديث ج 2 ص 143.

وذكره السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ج 4 ص 82، حيث قائلاً:

(جعفر بن أحمد بن علي بن بيان بن زيد بن سيابة أبو الفضل الغافقي المصري ويعرف بابن أبي العلاء. توفي في حدود 304.

في ميزان الاعتدال: قال ابن عدي كتبت عنه بمصر سنة 299 – وسنة 304 وأظنه مات فيها فحدثنا عن أبي صالح وعبد الله بن يوسف الكلاعي أبو محمد الدمشقي التنيسي وسعيد بن عفير وجماعة بأحاديث موضوعة كنا نتهمه بوضعها بل نتيقن ذلك وكان رافضياً.

 وذكره ابن يونس فقال: كان رافضيا يضع الحديث….، ثم قال ابن عدي وعامة أحاديثه موضوعة وكان قليل الحياء في دعاويه على قوم لم يلحقهم في وضع مثل هذه الأحاديث الركيكة وفيها ما لا يشبه كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت عنده عن يحيى بن بكير أحاديث مستقيمة لكن يشوبها بتلك الأباطيل ووصفه ابن يونس بالماسح اه.

أقول: تكذيبهم له لروايته مثل حديث محبك محبي الخ وحديث الفراعنة وأمثاله ولا أعجب من رد الأحاديث بالحدس والتخمين بكونها ركيكة أو لا تشبه كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) انتهى كلام السيد محسن الامين.

ولا يخفى أن السيد محسن الأمين قد رد على تضعيف العامة لأحمد المصري متعجباً.

تاريخ الإسلام – الذهبي – ج 23 – ص 139:

قال: (جعفر بن أحمد بن علي بن بيان. أبو الفضل الغافقي المصري: رافضي كذاب،……. إلى قوله: (حدثنا عن أبي صالح كاتب الليث، وعثمان بن صالح كاتب ابن وهب، وسعيد بن عفير، وعبد الله بن يوسف بأحاديث موضوعة، كنا نتهمه بوضعها، بل نتيقن ذلك. وكان رافضياً) انتهى.

أقول: لا يخفى أن أبناء العامة يكذبون كل من يتشيع لأهل البيت (ع) أو يروي فضائلهم وكراماتهم، ويتهمونه بالوضع والبدعة والانحراف، إذن فتضعيف أبناء العامة لرجل لتشيعه هو في الحقيقة توثيق له، ويدل ذلك على ولايته وتمسكه بأهل البيت (ع) رغم كل الصعاب والمخاوف التي كانت تترتب على ذلك بحيث وصل الحال إلى أن من يعرف أو يتهم بالتشيع لا يكاد يسلم على نفسه وماله…. الخ.

فأبناء العامة ضعفوا خلص أصحاب الأئمة (ع) منهم جابر بن يزيد الجعفي، الذي تواترت الروايات في بيان علو مقامه وسمو منزلته بحيث لم تتمخض الدنيا إلا بنوادر من أمثاله.

ثم هاك احد الروايات التي يتهم أبناء العامة جعفر بن احمد بوضعها، والتي هي شرف لراويها ودليل على وثاقته وشدة حبه لأئمته في زمن عزَّ فيه الشاهر لتشيعه وأحاديث فضل آل محمد (ع)، والرواية كالآتي ومن مصادر أبناء العامة:

الكامل لعبد الله بن عدي ج 5 ص 127:

قال: (حدثنا جعفر بن أحمد بن علي بن بيان الغافقي ثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إسحاق الكوفي الأنصاري ثنا أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي عن أبي هاشم الرماني عن زاذان بن عمر عن سلمان الفارسي قال “ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب فخذ علي بن أبي طالب وصدره وسمعته يقول: (محبك محبي ومحبي محب الله ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض الله) ” وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل وكنا نتهم بن أحمد بن بيان بهذا) انتهى.

وهذه الرواية التي ظلموا بها جعفر بن احمد المصري هي عين الحق وقد روي عن أهل البيت العشرات أو المئات بنصها أو مضمونها عينا، واليكم ما رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله) في أماليه:

الأمالي للشيخ الطوسي ص 352:

 عن زاذان، قال: قال لي سلمان: يا زاذان، أحب عليا، فإني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضرب فخذه، وقال: محبك محبي ومحبي محب الله، ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض الله (عز وجل).

إذن فالرجل شيعي ومن الثابتين على تشيعه رغم أعداءه، وذم الواهمين له بسبب تشيعه هو كمال له ووثاقه، كما قال الشاعر:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص * * * فهي الشهادة لي باني كامل

وقد نص الميرزا النوري (رحمه الله) على أن طعن أبناء العامة برواة الشيعة هو دليل على وثاقتهم، كما ذكر عنه في مقدمة تحقيق كتاب (مستدرك الوسائل) مستفادا من مناسبات كثيرة احتج بها الميرزا النوري في كتابه هذا، واليكم نص كلام التقديم:

خاتمة المستدرك – الميرزا النوري – ج 1 – ص مقدمة التحقيق 72:

(5 – عده – أي الميرزا النوري – طعن أهل السنة برواة الشيعة دليلاً على وثاقتهم، لان من آية جلالة الراوي الشيعي وأمانته وشدة ملازمته لأهل البيت عليهم السلام تضعيف العامة إياه وعده من غلاة الشيعة، كما في (479) وكثير غيره.

واحد المواطن التي نص فيها الميرزا النوري إلى هذا المعنى هو الآتي في ترجمة بحر السقا:

خاتمة المستدرك – الميرزا النوري ج 4 ص 178 – 179:

قال: (وإلى بحر السقا:…. إلى قوله: ويشير إلى وثاقته أيضاً…… وتضعيف العامة إياه).

وأيضاً قال المحقق الداماد في الدفاع عن احد من ضعفه العامة لتشيعه:

(….. ومن المتقرر أن آية جلالة الرجل وصحة حديثه تضعيف العامة إياه بالتشيع مع اعترافهم بجلالته) سماء المقال في علم الرجال للكلباسي ج1 ص210 – 211.

والعامة لم ينقموا على جعفر بن احمد إلا بسبب ما يرويه في فضل أهل البيت (ع) أو روايته لما يخالفهم ويخالف مذهبهم، وإلا في غير ذلك فقد اعترفوا باستقامة أحاديثه كما نقله ابن حجر في لسان الميزان عن ابن عدي:

لسان الميزان لابن حجر ج 2 ص 109:

(ثم قال ابن عدي…. وكانت عنده عن يحيى بن بكير أحاديث مستقيمة لكن يشوبها بتلك الأباطيل). انتهى.

……………………………………………………………………………………………….

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 47 – السنة الثانية – بتاريخ 14-6-2011م – 11 رجب 1432 هـ.ق)

واحد تلك الأباطيل التي يزعمونها هي روايته قول الرسول في حق أمير المؤمنين (ع): (محبك محبي ومحبي محب الله، ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض الله (عز وجل)).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى