ما هو روح القدس
روح القدس هو: روح الطهارة أو العصمة، فإذا أخلص العبد بنيته لله سبحانه وتعالى، وأراد وجه الله، أحبه الله ووكل الله به ملكاً يدخله في كل خير، ويخرجه من كل شر، ويسلك به إلى مكارم الأخلاق، ويكون الروح القدس واسطة لنقل العلم للإنسان الموكل به.
وأرواح القدس كثيرة وليست واحداً، والذي مع عيسى (ع) ومع الأنبياء دون الذي مع محمد (ص) وعلي (ع) وفاطمة (ع) والأئمة (ع)، وهذا هو الروح القدس الأعظم لم ينزل إلا مع محمد (ص)، وانتقل بعد وفاته إلى علي (ع)، ثم إلى الأئمة (ع)، ثم بعدهم إلى المهديين الاثني عشر.
عن أبي بصير، قال: (سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ﴾، قال (ع): خلق من خلق الله عز وجل، أعظم من جبرائيل وميكائيل، كان مع رسول الله (ص) يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده).
عن أبي بصير، قال: (سألت أبا عبد الله (ع) عن قوله عز وجل: ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾، قال (ع): خلق أعظم من جبرائيل وميكائيل (ع)، كان مع رسول الله (ص) وهو مع الأئمة وهو من الملكوت).
وعن أبي حمزة، قال: (سألت أبا عبد الله (ع) عن العلم أهو علم يتعلمه العالم من أفواه الرجال، أم في الكتاب عندكم تقرأونه فتعلمون منه ؟ قال (ع): الأمر أعظم من ذلك وأوجب، أم سمعت قول الله عز وجل: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ﴾، ثم قال: أي شيء يقول أصحابكم في هذه الآية ؟ أيقرون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الأيمان ؟ فقلت: لا أدري جعلت فداك ما يقولون، فقال لي (ع): بلى، قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، حتى بعث الله تعالى الروح التي ذكر في الكتاب، فلما أوحاها إليه علم بها العلم والفهم، وهي الروح التي يعطها الله تعالى من شاء، فإذا أعطاها عبداً علمه الفهم).
فرسول الله محمد (ص) لما نزل إلى هذا العالم الجسماني ليخوض الامتحان الثاني بعد الامتحان الأول في عالم الذر حجب بالجسم المادي، فلما أخلص لله سبحانه وتعالى إخلاصاً ما عرفت الأرض مثله، أحبّه الله ووكل به الروح القدس الأعظم، فكان الفائز بالسباق في هذا العالم كما كان الفائز بالسباق في الامتحان الأول في عالم الذر.
من كتاب المتشابهات للسيد أحمد الحسن