زاوية الدعوة اليمانيةزاوية العقائد الدينيةزاوية شبهات وردود

الرد الإنجيليّ والقرآنيّ على طالبي المعجزة

الرد الإنجيليّ والقرآنيّ على طالبي المعجزة
بقلم: نجيب المياحي
جاء رد عيسى ابن مريم (عليه السلام) في الإنجيل على طالبي المعجزة في الآية الكريمة بالشكل التالي: “فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ.” (إنجيل متى 12: 39)
في كلِ زمانٍ عندما يُعلنُ خليفةُ الله أنه حُجة مِن اللهِ مُرسَل إلى الناسِ كافة، يتصدى لهُ الجيلُ الشريرُ والفاسقُ للمواجهة ويطلبُ منه تقديمَ المعجزة المادية القاهرة كدليل إثبات مستقل على أحقيتهِ.
ودائماً حُججُ الله وخلفاؤه يُجيبون، لن يُعطى هذا الجيلُ الشريرُ والفاسدُ مُعجزةً لكي يؤمن، لأن مدار الإيمان بخلفاء الله وحججه ليست المعجزة التي تقهرُ الناسَ على الإيمان، مثل طوفان نوح (ع) وشق البحر لموسى (ع) فهذه آياتُ عذابٍ وهلاك إن اتت.
بل الله يريدُ من الإنسان أن يؤمنَ بالغيب ويرجع إلى الغيب لكي يعرف الحقيقة ويؤمن بالمرسلين.
ومن الإيمان بالغيب، الإيمان بما ورد وروي عن الأنبياء والمرسلين السابقين، فعندما يصف خليفة الله محمد (ص) وصيته بأنها عاصمة من الضلال لمن تمسك بها، فالمفروض يظهر إيماننا جلياً بما قاله (ص) وليس صحيحاً التشكيكُ بضمانه وكفالته لوصيته (ص)، فمن إيماننا بما جاء به الأنبياء السابقون ينتج لنا إيمان ناصع وواضح بالحجة المعاصر لنا.
وبنفس الغِرار نجدُ الرد القرآني على من يطلب آية من النبي محمد (ص)، من الكافرين والمشركين، قال تعالى: (وَقَالُواْ لَوْلَا يَأْتِينَا بِـَٔايَةٍۢ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلْأُولَىٰ)(طه 133).
فآيات انبياء الله نوح وموسى وغيرهم (عليهم السلام)، كانت عذاباً على أقوامهم.
ومن هنا نعرف علَّة عدم إرسال الآياتِ والمعجزات القاهرةِ بين يديّ المُرسَلين، لأنها تستبطن العذاب، ولم يُرسل الله سبحانه الآياتِ القاهرة التي لا لبس فيها فيما سبق، لكي يؤمن الناس، ولن يرسلها فيما بقي، لكي يصدقوا المرسلين.
فكم هي عظيمةٌ رحمةُ الله بالناس!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى