بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و ال محمد الائمة و المهديين وسلم تسليماً
هل يسأل الله سبحانه الانسان البسيط عن معرفة خلفاء الله
في كثير من الاحيان تثار شبهة لدى الكثير من الناس المتعلم منهم و الجاهل. فالمتعلم يقول ان أكثر الناس بسطاء، فكيف يستطيعون التوصل الى معرفة الدليل لمعرفة الحق؟ و كذلك يقول البسطاء انفسهم كيف نستطيع التوصل الى معرفة الدليل و لا علم لنا الا باتباع من يعلّمونا ؟ و الحق ان الطرفين العالم و الجاهل راد في قوله هذا على الله سبحانه و تعالى (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ 14 وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ 15) سورة القيامة. فعذر الانسان البسيط ولا أقل الجاهل يمكن مناقشته بينما العالم لا عذر له لمدعاه بأنه يعلم !!.
ولكي نصل الى المراد بأن الانسان البسيط يمكن ان يصل الى الدليل، ويعرف الحق قبل العالِم –في بعض الأحيان- نسأل بعض الاسئلة ونجيب عليها لكي يتبين الحق. قبل ان يفرَّط الانسان في جنب الله، وقبل أن يعض الظالم علي يديه ويقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتي، يا ليتني لم اتخذ مع فلاناً خليلاً.
1- هل ان في ساحة الله سبحانه وتعالى ظلم (بمعنى هل ان الله ظالم و حاشاه)؟ .
2- هل ان الله سبحانه وتعالى يمتحن العبد بامتحان (يعلم هو سبحانه وتعالى ان العبد لا يستطيع الإجابة عليه) لكي يدخل العبد الى النار والعياذ بالله؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
3- ان الله سبحانه وتعالى يقول (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ 24) فهل ان المسؤول هو العالِم وحده؟! وهل يسأل الله الانسان البسيط ويجيب عن سؤاله العالِم دون ان يترك للبسيط جواباً يجيب به – حاشا لله – ؟ الم يكن الانبياء (صلوات ربي عليهم) يكلمون الناس على قدر عقولهم؟ الم يقولوا ليس العلم في السماء فينزل اليكم ولا في الارض فيصعد اليكم ولكن في قلوبكم فاستفهموا الله يفهمكم؟ و قالوا صلوات ربي عليهم رب حامل فقه لمن هو افقه منه، ورب حامل فقه وليس بفقيه. والله في عرشه يقول اخفيت اوليائي بين عبادي، وللمتعلم أنقل هذه الحادثة :
جاء احدهم الى رسول الله (ص) يطلب العلم فطلب رسول الله (ص) من احد اصحابه أن يعلمه فعندما قرأ صاحب رسول الله (ص) على طالب العلم (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ 7 وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ 8) طلب الرجل من صاحب رسول الله (ص) التوقف ورحل فرجع صاحب رسول الله (ص) فسأله الرسول ماذا فعلت؟ فقال له قرأت (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ 7 وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ 8 ) فطلب مني التوقف و رحل فقال رسول الله (ص): لقد فقه الرجل .
انظر الى فطرة الله سبحانه (فقه الرجل بمجرد سماع الآية). والآن نقول للإنسان البسيط: هل انت من البساطة بحيث انت ابسط من (طوعة)، المرأة التي آوت مسلم بن عقيل (ع) وفدته بنفسها بمجرد علمها انه رسول من الامام الحسين (ع). واين كان المتعلمون من أهل الكوفة أمثال شريح القاضي وعمر بن سعد (لع) الذي يقول (قتلت خير الناس أماً و اباً) يا الله يعلم ان الحسين (ع) خير الناس اماً و ابا ثم يقتله.
ثم أين أنت من وهب النصراني؟ فهل كان وهب يعرف الحسين بن علي (ع)؟ وهل يملك الدليل كما يملكه العالِم؟ الم يملك الدليل من خلال رؤيا رآها بعيسى (ع) يطلب منه نصرة الحسين (ع). فهل يوجد ابسط من هذا الدليل؟
اخي المؤمن يا من تدعي انك بسيط يقول الله سبحانه وتعالى (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ 111) فانت مسؤول والله ليس بتاركك دون أن يأخذ بيدك. والامام (ع) لك فاسع لتعرفه. وسيفتح الله لك ملكوت السماء والارض عن طريق الرؤيا والاستخارة وهذه الادلة بسيطة فبمجرد الانقطاع الى الله سبحانه وتعالى يهديك الى الصراط المستقيم وبأخذ بيدك الى صاحب الحق.
وهناك ابسط من هذه الادلة فمثلا التعرف على أحد المؤمنين ممن تثق بصلاحهم وتعرف دينهم. سوف انقل لك هذه الحادثة البسيطة لعلها تكون لك فاتحة خير.
كان احد الاخوة ممن لا يجيد القراءة والكتابة -او قل يقرأ ويكتب بعناء شديد وهو ليس من المهتمين بالعلم والعلماء – ينقل هذه الحادثة يقول (كنت يوما من الايام سائرا في احدى الطرقات – فصادفتني ورقة على الارض قلت ارفعها لعل فيها اسماء الله (الورقة مطبوعة) وذهبت بها الى احد اقربائي ليقرأها لي مع اني لم اكن اهتم بمثل تلك الامور) فقال لي من اين حصلت على هذه الورقة- هذا بيان اليماني (أحمد الحسن) وبعد قليل من الاستفسار وضح لي بأنه وصي ورسول الامام المهدي (ع) وانه مرسل من قبله – وان عندهم حسينية – وبعد ذهابي الى الحسينية وجدت فيها (اناس لا يتكلمون الا عن رسول الله والأئمة والإمام المهدي (ع) فآمنت والحمد لله).
فيا أخي المؤمن ان السيد أحمد الحسن (ع) يقول (اقرؤوا – تفكروا تدبروا لتعرفوا صاحب الحق).
وكما ان العالم مسؤول كذلك الجاهل مسؤول، وعلى العالم ان يأخذ بيد الجاهل لما وهبه الله من العلم .
والحمد لله وحده
129 3 دقائق