أدلة الدعوة اليمانيةزاوية الدعوة اليمانيةزاوية العقائد الدينيةشيء من علم السيد أحمد الحسن ع

سبح اسم ربك الاعلى (2-24)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً

سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله هذا الرجل الطاهر .

و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و اترك الحكم للقاريء الكريم .

الحلقة الثانية  
بسم الله الرحمن الرحيم (سبح اسم ربك الأعلى)

جاء في تفسير التبيان للشيخ الطوسي (رحمه الله) في معنى الاية الكريمة :

بسم الله الرحمن الرحيم (سبح اسم ربك الاعلى)

هذا امر من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله ويدخل في ذلك جميع أمته يأمرهم بأن يسبحوا الله ، ومعناه ان ينزهوه عن كل ما لا يليق به من الصفات المذمومة والافعال القبيحة والاخلال بالواجبات ، لان التسبيح هو التنزيه لله عما لا يجوز عليه كوصفه بأنه لا إله إلا هو ، فينفي ما لا يجوز في صفته من شريك في عبادته مع الاقرار بأنه لا إله إلا هو وحده . وقال ابن عباس وقتادة : معنا ( سبح . . . ) قل سبحان ربي الأعلى ، وروي أنه لما نزلت هذه السورة ، قال النبي صلى الله عليه وآله ضعوا هذا في سجودكم وقيل : معناه أن نزه اسم ربك بأن لا تسمي به سواه . وقيل : معناه نزه ربك عما يصفه به المشركون وأراد بالاسم المسمى ، وقيل معناه صل باسم ربك الاعلى .

والأعلى معناه القادر الذي لا قادر أقدر منه . وصفة الاعلى منقولة إلى معنى الاقدر حتى لو بطل معنى علو المكان لم يبطل أن يفهم بحقيقتها أو هي غير مضمنة بغيرها ولم ينقل إلى صفة الا رفع وإنما يعرف في رفعة المكان .

تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 10 ص 328 – 329 .

و جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي

قوله تعالى : ” سبح اسم ربك الاعلى ” أمر بتنزيه اسمه تعالى وتقديسه ، وإذ علق التنزيه على الاسم – وظاهر اللفظ الدال على المسمى – والاسم إنما يقع في القول فتنزيهه أن لا يذكر معه ما هو تعالى منزه عنه كذكر الآلهة والشركاء والشفعاء ونسبة الربوبية إليهم وكذكر بعض ما يختص به تعالى كالخلق والايجاد والرزق والاحياء والإماتة ونحوها ونسبته إلى غيره تعالى أو كذكر بعض ما لا يليق بساحة قدسه تعالى من الافعال كالعجز والجهل والظلم والغفلة وما يشبهها من صفات النقص والشين ونسبته إليه تعالى .

وبالجملة تنزيه اسمه تعالى أن يجرد القول عن ذكر ما لا يناسب ذكره ذكر اسمه تعالى وهو تنزيهه تعالى في مرحلة القول الموافق لتنزيهه في مرحلة الفعل . وهو يلازم التوحيد الكامل بنفي الشرك الجلي كما في قوله : ” وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ” الزمر 45 ” وقوله : ” وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ” أسرى : 46 . وفي إضافة الاسم إلى الرب والرب إلى ضمير الخطاب تأييد لما قدمناه فإن المعنى سبح اسم ربك الذي اتخذته ربا وأنت تدعو إلى أنه الرب الاله فلا يقعن في كلامك مع ذكر اسمه بالربوبية ذكر من غيره بحيث ينافي تسميه بالربوبية على ما عرف نفسه لك . وقوله : ” الاعلى ” وهو الذي يعلو كل عال ويقهر كل شئ صفة ” ربك ” دون الاسم ويعلل بمعناه الحكم أي سبح اسمه لأنه أعلى .

وقيل : معنى ” سبح اسم ربك الاعلى ” قل : سبحان ربي الاعلى كما عن ابن عباس ونسب إليه أيضا أن المعنى صل .

تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 20 ص 264 – 265 .

و جاء في تفسير الرازي

اعلم أن قوله تعالى : * ( سبح اسم ربك الأعلى ) * فيه مسائل :

المسألة الأولى : في قوله : * ( اسم ربك ) * قولان : أحدهما : أن المراد الأمر بتنزيه اسم الله وتقديسه والثاني : أن الاسم صلة والمراد الأمر بتنزيه الله تعالى . أما على الوجه الأول ففي اللفظ احتمالات أحدها : أن المراد نزه اسم ربك عن أن تسمي به غيره ، فيكون ذلك نهيا على أن يدعى غيره باسمه ، كما كان المشركون يسمون الصنم باللات وثانيها : أن لا يفسر أسماءه بما لا يصح ثبوته في حقه سبحانه نحو أن يفسر الأعلى بالعلو في المكان والاستواء بالاستقرار بل يفسر العلو بالقهر والاقتداء والاستواء بالاستيلاء وثالثها : أن يصان عن الابتذال والذكر لا على وجه الخشوع والتعظيم ، ويدخل فيه أن يذكر تلك الأسماء عند الغفلة وعدم الوقوف على معانيها وحقائقها ورابعها : أن يكون المراد بسبح باسم ربك ، أي مجده بأسمائه التي أنزلتها عليك وعرفتك أنها أسماؤه كقوله : * ( قل ادعوا الله أو أدعوا الرحمن ) * ( الإسراء : 110 ) ونظير هذا التأويل قوله تعالى : * ( فسبح باسم ربك العظيم ) * ( الواقعة : 74 ) ومقصود الكلام من هذا التأويل أمران : أحدهما : * ( سبح اسم ربك الأعلى ) * ، أي صل باسم ربك ، لا كما يصلي المشركون بالمكاء والتصدية والثاني : أن لا يذكر العبد ربه إلا بأسماء التي ورد التوقيف بها ………

ومقصود الكلام من هذا التأويل أمران : أحدهما : * ( سبح اسم ربك الأعلى ) * ، أي صل باسم ربك ، لا كما يصلي المشركون بالمكاء والتصدية والثاني : أن لا يذكر العبد ربه إلا بأسماء التي ورد التوقيف بها ، قال الفراء : لا فرق بين * ( سبح اسم ربك ) * وبين * ( فسبح باسم ربك ) * قال الواحدي : وبينهما فرق لأن معنى * ( فسبح باسم ربك ) * نزه الله تعالى بذكر اسمه المنبئ عن تنزيهه وعلوه عما يقول المبطلون ، و * ( سبح اسم ربك ) * أي نزه الاسم من السوء وخامسها : قال أبو مسلم : المراد من الاسم ههنا الصفة ، وكذا في قوله تعالى * ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) * ( الأعراف : 180 ) أما على الوجه الثاني وهو أن يكون الاسم صلة ويكون المعنى سبح ربك وهو اختيار جمع من المحققين ، قالوا : لأن الاسم في الحقيقة لفظة مؤلفة من حروف ولا يجب تنزيهها كما يجب في الله تعالى ، ولكن المذكور إذا كان في غاية العظمة لا يذكر هو بل يذكر اسمه فيقال : سبح اسمه ، ومجد ذكره ، كما يقال : سلام على المجلس العالي ، وقال لبيد : إلى الحول ثم اسم السلام عليكما أي السلام وهذه طريقة مشهورة في اللغة ، ونقول على هذا الوجه : تسبيح الله يحتمل وجهين الأول : أن لا يعامل الكفار معاملة يقدمون بسببها على ذكر الله بما لا ينبغي على ما قال : * ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) * ، الثاني : أنه عبارة عن تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق به ، في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله ، وفي أسمائه وفي أحكامه ، أما في ذاته فأن يعتقد أنها ليست من الجواهر والأعراض ، وأما في صفاته ، فأن يعتقد أنها ليست محدثة ولا متناهية ولا ناقصة ، وأما في أفعاله فأن يعتقد أنه مالك مطلق ، فلا اعتراض لأحد عليه في أمر من الأمور ، وقالت المعتزلة هو أن يعتقد أن كل ما فعله فهو صواب حسن ، وأنه لا يفعل القبيح ولا يرضى به ، وأما في أسمائه فأن لا يذكر سبحانه إلا بالأسماء التي ورد التوقيف بها ، هذا عندنا وأما عند المعتزلة فهو أن لا يذكر إلا بالأسماء التي لا توهم نقصا بوجه من الوجوه سواء ورد الإذن بها أو لم يرد ، وأما في أحكامه فهو أن يعلم أنه ما كلفنا لنفع يعود إليه . بل إما لمحض المالكية على ما هو قولنا ، أو لرعاية مصالح العباد على ما ( هو ) قول المعتزلة . …………

المسألة الثالثة : روى عن عقبة بن عامر أنه لما نزل قوله تعالى : * ( فسبح باسم ربك العظيم ) * قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” اجعلوها في ركوعكم ” ولما نزل قوله : * ( سبح اسم ربك الأعلى ) * قال : ” اجعلوها في سجودكم ” ثم روي في الأخبار أنه عليه السلام كان يقول : في ركوعه : ” سبحان ربي العظيم ” وفي سجوده : ” سبحان ربي الأعلى ” ثم من العلماء من قال : إن هذه الأحاديث تدل على أن المراد من قوله : * ( سبح اسم ربك ) * أي صل باسم ربك ، ويتأكد هذا الاحتمال بإطباق المفسرين على أن قوله تعالى : * ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ) * ( الروم : 17 ) ورد في بيان أوقات الصلاة .

المسألة الرابعة : قرأ علي عليه السلام وابن عمر : سبحان ربي الأعلى * الذي خلق فسوى ولعل الوجه فيه أن قوله : * ( سبح ) * أمر بالتسبيح فلا بد وأن يذكر ذلك التسبيح وما هو إلا قوله : * ( سبحان ربي الأعلى ) * .

المسألة الخامسة : تمسكت المجسمة في إثبات العلو بالمكان بقوله : * ( ربك الأعلى ) * والحق أن العلو بالجهة على الله تعالى محال ، لأنه تعالى إما أن يكون متناهيا أو غير متناه ، فإن كان متناهيا كان طرفه الفوقاني متناهيا ، فكان فوقه جهة فلا يكون هو سبحانه أعلى من جميع الأشياء وأما إن كان غير متناه فالقول : بوجود أبعاد غير متناهية محال وأيضا فلأنه إن كان غير متناه من جميع الجهات يلزم أن تكون ذاته تعالى مختلطة بالقاذورات تعالى الله عنه ، وإن كان غير متناه من بعض الجهات ومتناهيا من بعض الجهات كان الجانب المتناهي مغايرا للجانب غير المتناهي فيكون مركبا من جزأين ، وكل مركب ممكن ، فواجب الوجود لذاته ممكن الوجود ، هذا محال . فثبت أن العلو ههنا ليس بمعنى العلو في الجهة …. الى اخر التفسير

تفسير الرازي ج 31 ص 136 – 139 .

و نقرأ الان ما ورد عن السيد احمد الحسن (ع)

س/ ما معنى سبح اسم ربك الاعلى ؟

ج / التسبيح إنما يتحقق من العبد بالثناء على الرب سبحانه وتعالى ، والثناء يكون بما علمنا هو سبحانه ، عن طريق أولياءه من الأنبياء والمرسلين والائمة (ع) . وأقل الثناء والحمد هو : (الشكر) .

فالتسبيح يبدأ بالشكر ، وينتهي بالحمد . وشكر الله سبحانه وتعالى يبدأ بشكر خلقه ، وأداء حقهم . فالخلق عيال الله ، وأحب الخلق الى الله أرأفهم بعياله ، كما ورد في الحديث عنهم عليهم السلام (1) . فالعبد يسبح ربه سبحانه وتعالى عندما يكون رحمة بالمؤمنين ورأفة باليتامى والمساكين ، وغلظة وشدة على الكافرين المعاندين ، وحق يسير على الأرض .

وأسم ربك الأعلى هو : علي (ع) لأنه هو الاسم الأعلى والأعظم ، وعلي مع الحق والحق مع علي .

فيكون معنى سبح اسم ربك الأعلى : كن حقاً يسير على الأرض أي سبحه بالعمل لا بالقول فقط كما يُتوهم .

………………………..

 – أنظر : الكافي ج 2 ص 164، الحديث الوارد عن الامام الصادق (ع) قال : قال رسول الله (ص) : الخلق عيال الله فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت سرورا ..

المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 2

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى