فرضت شركات الحج والعمرة أسعاراً جديدة على زبائنها لهذا العام، مواكبة حركة الغلاء في سوق المواد الغذائية وقطاع الخدمات، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة تصل إلى 30 في المئة، مقارنة بأسعار العام الماضي، فيما عزى أصحاب الحملات السبب إلى ارتفاع أسعار الخيام في منى والتي وصلت إلى 100 ألف ريال للخيمة الواحدة التي تتسع لعشرة حجاج.
وقال عاملون في قطاع شركات الحج والعمرة إن أسعار الحج شهدت ارتفاعات كبيرة، خاصة أن بعض حملات الحج الكبيرة بدأت تسوق بأسعار تتجاوز 12 ألف ريال بينما كانت في العام الماضي لا تتجاوز 8 آلاف ريال.
تجار يتجاهلون التعليمات
وأشاروا إلى أن سعر الخيمة في “منى” بات يؤجر من الباطن في سوق سوداء بسعر مرتفع جدا، وقالوا إن سعر خيمة فئة” د” بلغ 35 ألف ريال، بينما قيمتها الرسمية التي أعلنتها الحكومة 3750 ريال فقط، كما أن سعر الخيمة “فئة أ” بلغ سعر السرير في الخيمة 10 آلاف ريال.
وأوضح صاحب حملة لـ”العربية.نت” رفض ذكر اسمه، أنه قام باستئجار خيام من الباطن، فئة “د” بسعر 35 ألف ريال، مبينا أن المؤجرين في مكة المكرمة، يعلمون أن عدد الخيام لا يستوعب عدد الحجاج، لذلك هم يقومون برفع الأسعار.
وأضاف أن الحل في أن تسمح الحكومة ببناء أبراج سكنية في منى تربطها بمكة (الحرم) شبكة من القطارات تجعل منها قابلة للاستثمار طوال العام، وليس فقط في أيام الحج. وقال: السبب الرئيس في ارتفاع أسعار الحج يعود إلى قيمة الإيجار في منى وعرفات. يضاف إليها أسعار السكن في مكة والتي هي بدورها ارتفعت هذا العام.
وأشار إلى أن قيمة الإيجار في مكة ارتفع بنسبة تصل إلى 10 في المئة، مؤكدا أن كثير من حملات الحج الصغيرة انسحبت من الموسم لهذا العام، مخافة الخسارة التي لا تستطيع تحملها، وإحجام الكثيرين عن الحج بسبب هذه الأسعار.
وأبان مدير إحدى حملات الحج والعمرة سالم السالم، الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار الإيجار في مكة المكرمة ومنى، وبحسب تعبيره “أصبحت هناك سوق سوداء داخل مكاتب حجوزات خيام منى، فالأسعار ترتفع سنويا بنسبة متفاوتة لأنها تعتبر موسمية ولم تصل النسبة إلى أعلى مستوياتها كما أشار البعض حتى الآن، لأن الأسعار ستصل ذروتها في الأيام المقبلة”.
ويوضح السالم، بأن المنافسة بين المكاتب لاستقطاب أكبر عدد من الحجاج محدودة لكثرة الطلب وقلة العرض، ويقترح “تشكيل جهة رقابية من عدة أطراف لكي لا تتحول مكاتب العقار في مكة إلى سوق سوداء تخرب موسم الحج، وترفع الأسعار بسبب جشع غير مبرر مطلقا، خاصة أنهم يحصلون على الأراضي بأسعار مخفضة من الحكومة”.
من جانبه، أوضح الشيخ علي الغامدي (إمام وخطيب مسجد في الدمام) أن أصحاب حملات الحج ومن خلفهم من يقوم برفع أسعار الخيام في منى، لا يعلمون الآثار التي ستنجم جراء جشعهم على المسلمين، محذرا من المغالاة في ذلك، وقال: “الحج أحد أركان الإسلام، والجشع وطمع التجار يجعل من هذه الفريضة غير ممكنة لكثير من المسلمين”. مطالبا بـ “الرقابة الصارمة على من يقومون بتأجير الخيام من الباطن، وشطبهم من سجلات وزارة الحج، وعدم الاكتفاء بتغريمهم فقط”.
وقال إن أصحاب الحملات يتحدثون عن أرباح لهؤلاء التجار تتجاوز الملايين، وهو أمر يدعو إلى الأسى عليهم، لأنهم يتاجرون بفريضة، يريد الله لعباده أن يأتوها. وقال: “أعرف رجلا ألغى حجه هو وزوجته بعد أن تيقنا أن الغلاء وصل إلى مرحلة لا يمكن تصورها”. متسائلا “ما هي مبررات ودواعي ذلك؟”.
وأضاف”ما حدث لهذه العائلة ينطبق على العديد من العائلات من المواطنين والمقيمين الذين يرغبون في أداء فريضة الحج ولا يستطيعون ذلك”. وأكد بأن وزارة الحج مطالبة بالتدخل في مشكلة الإيجارات في المشاعر، وأن تضع حداً للسوق السوداء التي أرهقت حملات الحج، وستؤدي إلى ارتفاع تكلفة الحاج، إذا واصلت عاما بعد آخر بنفس الوتيرة. وقال: “نخاف أن يصل الوقت الذي يكون الحج للأغنياء فقط حيث تنعدم الاستطاعة لدى عامة المسلمين بسبب طمع نفر من التجار”.