زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

توثيق رواة وصية رسول الله صلى الله عليه وآله في ليلة وفاته – الحلقة الثانية

على الرغم من عدم إيماننا بالمنهج الرجالي لعدم وجود دليل شرعي عليه، بل لوجود عدد كبير من الأدلة الشرعية على خلافه، فإننا، ومن باب المبالغة في النصح سننقل من كتاب الشيخ ناظم العقيلي توثيقه لرجال الوصية وبصورة حلقات، وكما يلي:

رواة الوصية:

قال الشيخ الطوسي في الغيبة قال: أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عقليه وآله وسلم – في الليلة التي كانت فيها وفاته – لعلي عليه السلام.

وبطبيعة الحال لن يشمل التوثيق أئمة أهل البيت المقطوع بوثاقتهم، ولذلك سيكون موضوع الحلقات الجماعة وما بعدها.

أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري:

 رجال النجاشي ص 67 – 68، برقم 162، برقم:

(الحسين بن علي بن سفيان: بن خالد بن سفيان أبو عبد الله البزوفري، شيخ، ثقة، جليل من أصحابنا. له كتب، منها: كتاب الحج، وكتاب ثواب الأعمال، وكتاب أحكام العبيد، قرأت هذا الكتاب على شيخنا أبي عبد الله رحمه الله، كتاب الرد على الواقفة، كتاب سيرة النبي والأئمة عليهم السلام في المشركين. أخبرنا بجميع كتبه أحمد بن عبد الواحد أبو عبد الله البزاز عنه) انتهى.

وقال الشيخ الطوسي في رجاله ص 423، برقم 6092، قائلاً:

(الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، خاصي، يكنى أبا عبد الله، له كتب ذكرناها في الفهرست، روى عنه التلعكبري، وأخبرنا عنه جماعة، منهم محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون) انتهى.

ووثقه العلامة الحلي خلاصة الأقوال ص 115، قائلاً:

(الحسين بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان، أبو عبد الله البزوفري، شيخ ثقة، جليل من أصحابنا، خاصي) انتهى.

وقد نقل السيد محمد الصدر في الموسوعة عن غيبة الشيخ الطوسي بأن البزوفري أحد وكلاء الإمام المهدي (ع) فقال: (الحسين بن علي بن سفيان:بن خالد بن سفيان. أبو عبد الله البزوفري. شيخ جليل من أصحابنا. له كتب، روى الشيخ في الغيبة عن بعض العلويين سماه. قال: كنت بمدينة قم فجرى بين اخواننا كلام في أمر رجل أنكر ولده. فأنفذوا الى الشيخ _صانه الله – وكنت حاظراً عنده – أيده الله – فدفع إليه الكتاب فلم يقرأه، وأمره ان يذهب الى أبي عبد الله البزوفري – أعزه الله – ليجيب عن الكتاب. فصار إليه وأنا حاضر. فقال أبو عبد الله: الولد ولده وواقعها في يوم كذا وكذا في موضع كذا وكذا فقل له فليجعل اسمه محمداً. فرجع الرسول وعرفهم، ووضح عندهم القول. وولد الولد وسمي محمداً) وقد نقلنا مضمون هذا الخبر فيما سبق. وهو يدل بوضوح على استسقاء هذه المعلومات من الإمام المهدي (ع) ولو بالواسطة. فيدل على انه وكيلاً في الجملة. ومن هنا قال المجلسي في البحار تعليقاً على هذا الخبر: يظهر منه ان البزوفري كان من السفراء ولم ينقل…) الغيبة الصغرى ص524.

علي بن سنان الموصلي العدل:

ذكره الشيخ علي النمازي الشاهرودي في كتابه (مستدركات علم رجال الحديث)، برقم 10071 قائلاً:

(علي بن سنان الموصلي أبو الحسن المعدل: يروي عن أبيه كما روى الصدوق في الإكمال ج 2 / 152 عن أحمد بن الحسين بن عبد الله، عن الحسين بن زيد بن عبد الله البغدادي، عنه، عن أبيه قال: لما قبض سيدنا أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام – الخ.

ونقله في البحار عنه، عن زيد بن عبد الله البغدادي، عنه، عن أبيه – الخ. كمبا ج 13 / 116، وجد ج 52 / 47.

مقتضب الأثر لأحمد بن محمد بن عياش ص 10 عنه، عن أحمد بن محمد الخليلي رواية شريفة تفيد حسنه وكماله، وكمبا ج 9 / 125. وروايته الأخرى المهمة في ذلك ص 135، وجد ج 36 / 216 و 260.

غط ص 103: بإسناده، عن الحسين بن علي، عنه، عن أحمد بن محمد بن الخليل. وفي ص 104: عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عنه، عنه. وفي قرب الإسناد ص 123 عنه، عن مالك بن أشيم) انتهى. مستدركات علم رجال الحديث – الشيخ علي النمازي الشاهرودي – ج 5 – ص 382 – 383) انتهى كلام النمازي.

أقول: اضافة إلى أن الرجل من الشيعة فهو معتمد عليه من قبل البزوفري الثقة الجليل وهذا مؤيد آخر على وثاقته، أضف إلى كل ذلك أن الرجل موصوف بـ (العدل) وهذه الصفة كانت تطلق على من يعرف بالعدالة والوثاقة والورع والاستقامة، واليكم الرواية التي أشار إليها النمازي الشاهرودي والتي تدل على أن علي بن سنان هو وأبوه من الشيعة الثابتين على إمامة الإمام المهدي (ع) في زمان قل فيه ذلك بعد الفتن والأهواء والخوف من السلطان:

الشيخ الصدوق: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن مهران الآبي العروضي رضي الله عنه بمرو قال: حدثنا (أبو) الحسين (بن) زيد بن عبد الله البغدادي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي قال: حدثني أبي قال: لما قبض سيدنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليهما وفد من قم والجبال وفود بالأموال التي كانت تحمل على الرسم والعادة، ولم يكن عندهم خبر وفاة الحسن عليه السلام، فلما أن وصلوا إلى سر من رأى سألوا عن سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام، فقيل لهم: إنه قد فقد، فقالوا: ومن وارثه ؟ قالوا: أخوه جعفر بن علي فسألوا عنه فقيل لهم إنه قد خرج متنزها وركب زورقا في الدجلة يشرب ومعه المغنون، قال: فتشاور القوم فقالوا: هذه ليست من صفة الإمام، وقال بعضهم لبعض: امضوا بنا حتى نرد هذه الأموال على أصحابها. فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي: قفوا بنا حتى ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره بالصحة. قال: فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه وقالوا: يا سيدنا نحن من أهل قم و معنا جماعة من الشيعة وغيرها وكنا نحمل إلى سيدنا أبي محمد الحسن بن علي الأموال فقال: وأين هي ؟ قالوا: معنا، قال: احملوها إلي، قالوا: لا، إن لهذه الأموال خبرا طريفا، فقال: وما هو ؟ قالوا: إن هذه الأموال تجمع ويكون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران، ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليه وكنا إذا وردنا بالمال على سيدنا أبي محمد عليه السلام يقول: جملة المال كذا وكذا دينارا، من عند فلان كذا ومن عند فلان كذا حتى يأتي على أسماء الناس كلهم ويقول ما على الخواتيم من نقش، فقال جعفر: كذبتم تقولون على أخي ما لا يفعله، هذا علم الغيب ولا يعلمه إلا الله. قال: فلما سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض فقال لهم: احملوا هذا المال إلي، قالوا: إنا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب المال ولا نسلم المال إلا بالعلامات التي كنا نعرفها من سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام فإن كنت الامام فبرهن لنا وإلا رددناها إلى أصحابها، يرون فيها رأيهم. قال: فدخل جعفر على الخليفة – وكان بسر من رأى – فاستعدى عليهم، فلما احضروا قال الخليفة: احملوا هذا المال إلى جعفر، قالوا: أصلح الله أمير المؤمنين إنا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب هذه الأموال وهي وداعة لجماعة وأمرونا بأن لا نسلمها إلا بعلامة ودلالة، وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام. فقال الخليفة: فما كانت العلامة التي كانت مع أبي محمد. قال القوم: كان يصف لنا الدنانير وأصحابها والأموال وكم هي ؟ فإذا فعل ذلك سلمناها إليه، وقد وفدنا إليه مرارا فكانت هذه علامتنا معه ودلالتنا، وقد مات، فإن يكن هذا الرجل صاحب هذا الامر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه، وإلا رددناها إلى أصحابها. فقال جعفر: يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قوم كذابون يكذبون على أخي وهذا علم الغيب فقال الخليفة: القوم رسل وما على الرسول إلا البلاغ المبين قال: فبهت جعفر ولم يرد جوابا، فقال القوم: يتطول أمير المؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدرقنا حتى نخرج من هذه البلدة، قال: فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها، فلما أن خرجوا من البلد خرج إليهم غلام أحسن الناس وجها، كأنه خادم، فنادى يا فلان بن فلان ويا فلان ابن فلان أجيبوا مولاكم، قال: فقالوا: أنت مولانا، قال: معاذ الله: أنا عبد مولاكم فسيروا إليه، قالوا: فسرنا (إليه) معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليهما السلام، فإذا ولده القائم سيدنا عليه السلام قاعد على سرير كأنه فلقة قمر، عليه ثياب خضر، فسلمنا عليه، فرد علينا السلام، ثم قال: جملة المال كذا وكذا دينارا، حمل فلان كذا، (وحمل) فلان كذا، ولم يزل يصف حتى وصف الجميع. ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب، فخررنا سجدا لله عز – وجل شكرا لما عرفنا، وقبلنا الأرض بين يديه، وسألناه عما أردنا فأجاب، فحملنا إليه الأموال، وأمرنا القائم عليه السلام أن لا نحمل إلى سر من رأى بعدها شيئا من المال، فإنه ينصب لنا ببغداد رجلا يحمل إليه الأموال ويخرج من عنده التوقيعات، قالوا: فانصرفنا من عنده ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئا من الحنوط والكفن فقال له: أعظم الله أجرك في نفسك، قال: فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتى توفي رحمه الله. وكان بعد ذلك نحمل الأموال إلى بغداد إلى النواب المنصوبين بها ويخرج من عندهم التوقيعات) كمال الدين وتمام النعمة ص 476 – 479.

………………………………………………………………………………………………………

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 45 – السنة الثانية – بتاريخ 31-5-2011 م – 28 جمادى الثاني 1432 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى