مؤلمٌ جداً هذا الفتك الذريع الذي يتعرض له الشيعة في كل مكان قطنوا فيه، ولكن الأكثر إيلاماً حقاً هو هذا الصمت المريب الذي يواجه به ذوي النفوذ والكلمة مثل هذه الجرائم.
فالدم الشيعي وللأسف الشديد تريقه العصب الأموية ببرود، ويقذفه المذيعون في وجوه المستمعين بنفس درجة البرود، وحتى نحن المستمعين صارت ألسنتنا تلوكه بدرجة البرود ذاتها! وليس ذلك إلا لأن ذوي النفوذ والكلمة في عالمنا الشيعي قد اقتضت مصالحهم تأجيل الغضب من أجل مصالحنا، أو حتى حذفه من جدول أولوياتهم، لا بل وصل الأمر مع البعض درجة المتاجرة بدمنا ومعاناتنا.
لا أريد الخوض في هذا الحديث بأكثر مما فعلت، لأني لا أريد لكلامي أن يكون مسؤوماً ممجوجاً من قبل القارئ الذي انطفئت في عروقه جذوة الغضب، وأضحى مثل هذا الحديث يبعث فيه التثاقل. ما أريد التنبيه عليه هو أن هذا الأمر بشتى صوره، أي بصورة الدماء المسفوحة على الأرصفة والجدران، وبصورة الألم الممض الذي يرتسم على وجوه ذوي المغدورين، وبصورة الأفواه الصامتة والأعين الملتمعة طمعاً في بضاعة جديدة ستتم المتاجرة بها، ومرثية أخرى سيتم ترديدها لخداع الناس، هذا المشهد برمته دليل وعلامة على عصر الظهور فآن لأعيننا أن تبصر، ولآذاننا أن تسمع، ولقلوبنا أن تعي، وإلا فأن ألف قتلة أشر من هذه تنتظرنا، وطريق المستقبل حبلى بوجوة الأمويين الكالحة التي تتربص بنا الويلات كما حذرنا أهل البيت عليهم السلام، وكما يعرف من يقرأ سطور الواقع السياسي الملتوية كطريق الحيات.