زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

تعالوا نعرف التوحيد – الجزء الأول

هذا البحث رحلة في بعض آيات الكتاب الحكيم، وبعض ما ورد عن آل محمد عليهم السلام من روايات حارت فيها أذهان المفسرين والعلماء، وشرقت وغربت، بل إن بعض فقهاء السوء الوهابيين حملوها محامل مصدرها نفوسهم المنحرفة، فقالوا شرك وكفر وما شاكل ذلك من كلمات يكثرون من ترديدها دون تدبر أو روية، وسنورد الروايات والآيات أولاً، ثم بعد ذلك نحدد مضامينها على ضوء ما ورد في كتاب التوحيد للسيد أحمد الحسن.

 

ورد في الزيارة الجامعة: ( السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ….. وبقية اللّـه ….. ونوره ….. وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم ….. وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه )، وهم محمد وآل محمد. ووردفي الدعاء المروي عنهم: ( قل وأنت ساجد : يا اللّـه يا رحمن  يا رحيم ] يا رب الأرباب وإله الآلهة ….. )[ الكافي: ج2 ص566، مستدرك الوسائل – الميرزا النوري : ج2ص87 ح1492].

وعن أبي عبد اللّـه، قال: ( ….. قل  يا رب الأرباب، ويا ملك الملوك، وياسيد السادات، ويا جبار الجبابرة، ويا إله الآلهـة ، صل على محمد وآل محمد وافعـل بي كذا وكذا ….. )[ الكافي : ج2 ص323].

وفي الدعاء القدسي : ( ….. بسم اللّـه مخرجى  ….. توكلت على الإله الأكبر ، توكل مفوض إليه ….. )[ إقبال الاعمال – السيد ابن طاووس الحسني : ج2 ص198]. وفي الحديث القدسي : ( ….. يا محمد من أراد الخروج من أهله لحاجة في سفر فأحب أن أوديه سالماً مع قضائي له الحاجة فليقل حين يخرج : ( بسم اللّـه مخرجي وبإذنه خرجت وقد علم قبل أن أخرج خروجي وقد أحصى بعلمه … توكلت على الإله الأكبر اللّـه ….. )[ الجواهر السنية – الحر العاملي : ص181].

وفي هذه الأحاديث الشريفة يوصف محمد وآل محمد عليهم بأنهم بقية اللّـه ونوره، وأن إياب الخلق إليهم وحسابهم عليهم، وبهم يمسك الأرض، أي أن صفة الإلوهية تُنسب إليهم. وقوله: رب الأرباب وإله الآلهة واضح في أن هناك أرباب وآلهة اللّـه جل وعلا هو ربها وإلهها، كما أن قوله الإله الأكبر يعني وجود إله أو آلهة أصغر.  

وهذا المعنى ورد في أحاديث أخرى من قبيل قوله عليه السلام: ( لي مع اللّـه وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل )[ بحار الانوار : ج18 ص36]. وقالوا أيضاً : ( لنا مع اللّـه حالات هو فيها نحن ونحن هو ، وهو هو ونحن نحن )[ الكلمات المكنونة للفيض الكاشاني : ص114]. وورد في تفسير القمي حول خروج القائم في تفسير قوله تعالى : ﴿ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ﴾، قال: ( من زعم أنه إمام وليس هو بإمام )[ تفسير القمي: ج2 ص68].أي إنه فسر كلمة إله بأن المقصود منها إمام.

وفي القرآن الكريم قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللّـه إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾، وقال تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّـه فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللّـه تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾.والذي يأتي في ظل من الغمام هو محمد (ص) في الرجعة وبيده حربة من نور فيقتل إبليس ( لعنه اللّـه )، فتعالى سبحانه عن الإتيان والمجيء والذهاب أو الحركة وهي من صفات الخلق. فعن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد اللّـه يقـول: ( إن إبليس قال : أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فأبى اللّـه ذلك عليه، قالَ: فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُـومِ، فإذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنه اللّـه في جميع أشياعه منذ خلق اللّـه آدم إلى يوم الوقت المعلوم، وهي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين، فقلت: و إنها لكـرات؟ قال: نعم إنها لكرات و كرات، ما من إمام في قرن إلا و يكر معه البر والفاجر في دهره حتى يديل اللّـه المؤمن من الكافر، فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين في أصحابه و جاء إبليس في أصحابه، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال له الروحا قريب من كوفتكم، فيقتتلون قتالاً لم يقتتل مثله منذ خلق اللّـه عز وجل العالمين، فكأني أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم، وكأني أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفـرات، فعند ذلك يهبط الجبار عز وجل ﴿ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾ رسول اللّـه بيده حربة من نور، فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصاً على عقبيه، فيقولون له أصحابه: أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول: إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللّـه رَبَّ الْعالَمِينَ، فيلحقه النبي فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه، فعند ذلك يعبد اللّـه عز وجل ولا يشرك به شيئاً، ويملك أمير المؤمنين أربعاً وأربعين ألف سنة حتى يلد الرجل من شيعة علي ألف ولد من صلبه ذكراً، و عند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء اللّـه )[ مختصر بصائر الدرجات ص27].

أي إن الرواية تبين بوضوح أن هبوط ونزول وإتيان محمدهو هبوط اللّـه سبحانه وتعالى عن الإتيان والهبوط) فالمراد من قوله تعالى : ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّـه فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللّـه تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾، أي هل ينظرون إلا أن يأتيهم محمدالمظلل بالغمام، فالآية في محمدوآل محمدومنهم أمير المؤمنين علي والقائم. وعن عبد الواحد بن علي قال: قال أمير المؤمنين ( علي بن أبي طالب ): ( أنا أؤدي من النبيين إلى الوصيين، ومن الوصيين إلى النبيين، وما بعث اللّـه نبياً إلا وأنا أقضي دينه وأنجز عداته، ولقد اصطفاني ربي بالعلم والظفر، ولقد وفدت إلى ربي اثنتي عشرة وفادة فعرّفني نفسه، وأعطاني مفاتيح الغيب – ثم قال: يا قنبر من على الباب ( بالباب )؟ قال: ميثم التمار – ما تقول أن أحدثك فإن أخذته كنت مؤمناً و إن تركته كنت كافراً، ( ثم ) قال: أنا الفاروق الذي أفرق بين الحق و الباطل، أنا أدخل أوليائي الجنة وأعدائي النار ، أنا قال اللّـه: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّـه فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمـامِ وَالْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللّـه تُرْجَعُ الْأُمُـورُ ﴾ )[ تفسير فرات الكوفي : ص67].

وأيضاً قائم آل محمد يأتي في ظل من الغمام أي العذاب الذي يرافق المهدي الأول ويغطي الأرض بالغمام وبسحب الدخان ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ * إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴾.

فعن جابر، قال: قال أبو جعفر في قول اللّـه تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّـه فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ ﴾، قال: ( ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيها، هو حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل )[ تفسير العياشي : ج1 ص103].

وقال أبو جعفر: ( إنه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق فهذا حين ينزل وأما ﴿ قُضِيَ الْأَمْرُ ﴾ فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر )[ المصدر السابق]. والوسم على الخرطوم المقصود به ما يفعله القائم أو دابة الأرض ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾.والغمام أو السحاب والدخان باعتباره آية لرسول اللّـه محمد، وباعتباره آية ترافق المهدي الأول وقائم آل محمد أو المنقذ العالمي، ليس في القرآن فقط بل هو موجود في الأديان السابقة وبشر به الأنبياء السابقون، وهناك شواهد كثيرة في التوراة والإنجيل عليه.

وقال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللّـه فَأَتَاهُمُ اللّـه مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِـهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِـينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ  ﴾.

فالآية تقـول: ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللّـه فَأَتَاهُمُ اللّـه مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ﴾، وهم في الواقع الخارجي كانوا يظنون أن حصونهم تمنعهم من محمد؛ لأنهم في الظاهر يؤمنون باللّـه فهم أهل كتاب سماوي وأتباع نبي من أنبياء اللّـه وهو موسى، والذي انتصر عليهم وحطم حصونهم وأتاهم من حيث لم يحتسبوا هو محمد، بل وهو بحسب الظاهر من قذف في قلوبهم الرعب عندما قلع أبواب حصونهم وقتل أبطالهم، بل إن المنفذ والمباشر كان علي أمير المؤمنين كما يعلم الجميع، وغير بعيد على كل مسلم أن علياً هو قالع باب خيبر وقاتل مرحب بطل اليهود.

وقال تعالى: ﴿ لَّقَدْ سَمِعَ اللّـه قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّـه فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾، هؤلاء في هذه الآية هم أهل كتاب ويدعون أنهم مؤمنون باللّـه، فكيف يتصور أحد أن يقولوا عن اللّـه الذي يعتقدون به إنه فقير هكذا بألسنتهم.

واللّـه، إنهم ما قالوا إن اللّـه فقير، بل قالوا عن الأنبياء والرسل إنهم فقراء وعيروهم بهذا، فقال العلماء غير العاملين ومقلدوهم بألسنتهم أو بأفعالهم في كل زمان عن الأنبياء والأوصياء لو كانوا مع اللّـه لأغناهم اللّـه، ولما كانوا يحتاجون لأنصار ولأموال ولأسلحة للدفاع عن عقيدتهم، واعتبروا أن كثرة أموال وأنصار العلماء غير العاملين تأييداً ودليلاً أنهم على الحق، فحكى اللّـه سبحانه وتعالى قولهم هكذا: ﴿ لَّقَدْ سَمِعَ اللّـه قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّـه فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء ﴾ فجعل قولهم عن أنبيائه إنهم فقراء أنهم قالوا إن اللّـه فقير، وفي زمن الرسول محمدقالـوا إن محمداً   فقير ﴿ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً * أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا ….. ﴾، في حين أن اللّـه نقل قولهم إنهم قالوا إن اللّـه فقير، أي إن قولهم إن محمداً فقير هو نفسه قول إن اللّـه فقير؛ لأن محمداً هو وجه اللّـه سبحانه وهو اللّـه في الخلق، وسيتضح هذا المعنى لاحقاً. وعن الباقر في قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللّـه قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللّـه فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ ﴾ قال: ( هم يزعمون أن الإمام يحتاج منهم إلى ما يحملون إليه )[ المناقب : ج4 ص48].

وعن الصادق في قوله: ﴿ لَقَدْ سَمِعَ اللّـه قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللّـه فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ ﴾ قال: واللّـه ما رأوا اللّـه تعالى فيعلموا أنه فقير و لكنهم رأوا أولياء اللّـه فقراء )[ تفسير القمي : ج1 ص127].

وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ﴾ وهذا السجود كما هو لآدم فهو أيضاً لمحمد وعلي والزهراء والأئمة، وكونهم مقصودين بالسجود باعتبارهم قبلة اللّـه سبحانه وتعالى فبهم يعرف اللّـه وهم وجه اللّـه وهم أسماؤه الحسنى، فهم اللّـه في الخلق كما ورد في الحديث عن أسود بن سعيد، قال: كنت عند أبي جعفر فأنشأ يقول ابتداء من غير أن يُسئل: ( نحن حجة اللّـه ونحن باب اللّـه ونحن لسان اللّـه ونحن وجه اللّـه ونحن عين اللّـه في خلقه ونحن ولاة أمر اللّـه في عباده )[ بصائر الدرجات : ص81].وعن الحارث بن المغيرة النصري قال : سُئل أبو عبد اللّـهعن قـول اللّـه تبارك وتعـالى: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾، فقال: ( ما يقولون فيه ؟ قلت : يقولون يهلك كل شئ إلا وجه اللّـه ، فقال : سبحان اللّـه لقد قالوا قولاً عظيماً ، إنما عني بذلك وجه اللّـه الذي يؤتى منه )[الكافي: ج1 ص143 ح1 ، باب النودار].

وعن أبي جعفر قال: ( نحن المثاني الذي أعطاه اللّـه نبينا محمداً، ونحن وجه اللّـه نتقلب في الأرض بين أظهركم، ونحن عين اللّـه في خلقه ويده المبسوطة بالرحمة على عباده ، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا ….. )[ الكافي: ج1 ص143 ح3 ، باب النوادر].

وعن الحارث بن المغيرة النصري قال : سُئل أبو عبد اللّـه(ع) عن قـول اللّـه تبارك وتعـالى : ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾، فقال (ع) : ( ما يقولون فيه ؟ قلت : يقولون يهلك كل شئ إلا وجه اللّـه ، فقال : سبحان اللّـه لقد قالوا قولاً عظيماً ، إنما عني بذلك وجه اللّـه الذي يؤتى منه )[ الكافي : ج1 ص143 ح1 ، باب النودار].

وعن أبي جعفر (ع) قال : ( نحن المثاني الذي أعطاه اللّـه نبينا محمداً (ص) ، ونحن وجه اللّـه نتقلب في الأرض بين أظهركم ، ونحن عين اللّـه في خلقه ويده المبسوطة بالرحمة على عباده ، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا ….. )[ الكافي : ج1 ص143 ح3 ، باب النوادر].

وعن أبي الصلت الهروي عن الإمام الرضا (ع) قال : ( قال النبي (ص) : من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار اللّـه تعالى ، ودرجة النبي (ص) في الجنة أرفع الدرجات ، فمن زاره في درجته في الجنة من منـزله فقد زار اللّـه تبارك وتعالى ، قال : فقلت له : يا ابن رسول اللّـه(ص) فما معنى الخبر الذي رووه : إن ثواب لا إله إلا اللّـه النظر إلى وجه اللّـه تعالى ؟ فقال (ع) : يا أبا الصلت ، من وصف اللّـه تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه اللّـه تعالى أنبياؤه ورسله وحججه صلوات اللّـه عليهم ، هم الذين بهم يتوجه إلى اللّـه عز وجل وإلى دينه ومعرفته ، وقال اللّـه تعالى : ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾، وقال عز وجل : ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ )[ عيون أخبار الرضا (ع) : ج2 ص106].

وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللّـه(ع) فِي قَـوْلِ اللّـه عَزَّ وَجَـلَّ : ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمـاءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ﴾، قَالَ (ع) : ( نَحْنُ وَاللّـه الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الَّتِي لَا يَقْبَلُ اللّـه مِنَ الْعِبَادِ عَمَلًا إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا )[ الكافي: ج1 ص143 ح4 ، باب النوادر]. وَعَنِ الرِّضَا (ع) أَنَّهُ قَالَ : ( إِذَا نَزَلَتْ بِكُمْ شَدِيدَةٌ فَاسْتَعِينُوا بِنَا عَلَى اللّـه عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ﴾ )[ مستدرك الوسائل : ج5 ص228 ، ح5758 ، باب استحباب التوسل في الدعاء بمحمد وآل محمد].

وعَنِ الرِّضَا (ع) ، قَالَ : ( إِذَا نَزَلَتْ بِكُمْ شِدَّةٌ فَاسْتَعِينُوا بِنَا عَلَى اللّـه وَهُوَ قَوْلُ اللّـه : ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ﴾ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّـه(ع) : ( نَحْنُ وَاللّـه الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الَّذِي لَا يُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا قَالَ فَادْعُوهُ بِها )[ مستدرك الوسائل : ج5 ص230 ح5760].

في مقالات لاحقة إن شاء اللّـه يتوضح الأمر أكثر فأكثر.

……………………………………………………………………………………………………………

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 4 – السنة الثانية – بتاريخ 17-8-2010 م – 6 رمضان 1431 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى