من الذي يضع الادلة التي يعرف بها خليفة الله في الارض

الحمد لله رب العالمين و صل اللهم على محمد و ال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما

بالرغم من ان اجابة هذا التساؤل من البديهيات الا اننا طرحناه لغرض التنبيه وذلك لما نراه في ارض الواقع من مخالفة لإجابة هذا التساؤل . فأغلب الناس يريدون ادلة هم يقترحونها على خليفة الله من اجل تصديقه والايمان به وهذا يعني انهم هم من يحددوا الادلة التي

يعرف بها خليفة الله. دون ان يلتفتوا الى ان الذي يحدد ويضع الادلة التي يعرف بها خلفاء الله في الارض هو الله سبحانه وتعالى وليس الخلق. وما على الخلق الا الالتزام بالأدلة التي حددها و وضعها الله سبحانه وتعالى لمعرفة خليفته في ارضه ليثبتوا انهم فعلا عبيد طائعون لله وان لم يفعلوا فقد خرجوا من حد العبودية وفشلوا في الامتحان كما فشل ابليس (لع)عندما امتحنه الله سبحانه وتعالى بأول خليفة لله وهو ادم (ع).

فالذي يحدد ويضع الادلة التي يعرف بها خليفة الله وحجته على عباده هو الله سبحانه وتعالى من باب لطفه سبحانه وتعالى بعباده ولإتمام الحجة عليهم ولا يحتج احد على الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ويعلل عدم ايمانه واتباعه لخليفة الله في زمانه ويقول يا رب لم تحدد لنا ادلة نعرف بها حجتك.

و قد اكدت روايات اهل البيت (ع) على ان تعريف الناس بالأدلة التي يعرف بها خليفة الله في كل زمان من الله سبحانه وتعالى، ومن هذه الروايات:

عن ابي عبد الله ع قال: (ليس لله على خلقه ان يعرفوا، و للخلق على الله ان يعرفهم، و لله على الخلق اذا عرفهم ان يقبلوا). اصول الكافي ج 1 ص 116.

 ومن ضمن ما للخلق على الله ان يعرفهم الادلة التي يعرف بها خليفته في ارضه ولله على خلقه اذا عرفهم ان يقبلوا ويطيعوا ويلتزموا بتلك الادلة ولا يقترحوا غيرها.

عن ابي عبد الله (ع): (ان الله احتج على الناس بما اتاهم و عرفهم). اصول الكافي ج 1 ص 115.

ومن ضمن ما عرف خلقه لتتم الحجة عليهم الادلة التي يعرف بها خليفته في الارض وقد وضع الله سبحانه وتعالى قانونا يعرف به خليفته في الارض منذ اليوم الاول الذي نصب فيه خليفة له سبحانه في الارض وهو ادم (ع). و قد بينوا اهل البيت (ع) هذا القانون في رواياتهم  ومنها:

عن الحارث بن المغيرة النضري قال: (قلنا لابي عبد الله ع بما يعرف صاحب هذا الامر؟ قال بالسكينة والوقار والعلم والوصية). بحار الانوار ج 52 ص 128

و عن ابي عبد الله ع في حديث طويل الى ان قال : (…..يعرف صاحب هذا الامر بثلاث خصال لا تكون في غيره هو اولى الناس بالذي قبله و هو وصيه و عنده سلاح رسول الله و وصيته …..). اصول الكافي ج1 ص 428.

فبهذه الادلة التي وضعها وحددها الله سبحانه وتعالى يعرف خليفته في ارضه، وعلى الانسان ان يلتزم بها ويعرف الحق من خلالها ويتبعه وان كان مخالفا لهواه، ليثبت بذلك بأنه عبد مطيع لله سبحانه وتعالى فينجح في الامتحان الالهي ويفوز بسعادة الدنيا و الاخرة.