زاوية الحكمة اليمانيةزاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

لا يمسه الا المطهرون

ذكر السيد هاشم البحراني في كتابه (التهذيب) عن تفسير هذه الاية (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) أن المطهرون هم الائمة (ع) او الحجج لقوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) . و ذكر كذلك محمد حسين الطباطبائي في (تفسير الميزان) أن المس يعني العلم أي أنه لا يعلمه الا المطهرون .

و اما جاء به ابناء السنة في تفسير الاية بأن المس فهو اللمس حيث لا يجوز لمس كتابة أو حروف القرآن لغير المتطهرين فالجنب مثلا لا يستطيع مسه، وهذا ما قاله السيوطي في تفسير (الجلالين) حيث يؤكد أن هذه الاية انما تريد عدم مس كتابة القرآن الكريم من قبيل المجنب مثلاً، اما بعض تفاسير السلفية فتختلف مع العامة فأبن تيمية في كتاب (شرح العمدة) يقول: ان المطهرون هم الملائكة أي يذهب هنا لغير البشر على اعتبار ان الملائكة لا يذنبون كالبشر ولا يعني القرآن المصحف الكريم بل كتاب مكنون (اي اللوح المحفوظ) . و هنا يقترب من تفسير الشيعة قليلاً في التطهير و يقول انه لو كان المقصود بـالمطهرون البشر لقال تعالى: المتطهرون , و يبتعد عن تفاسير العامة في قوله التطهير الوضوء أو الغسل للبشر.

و هنا أقول قد يساورنا  فهم آية من آيات الذكر الحكيم فنشرّق و نغرّب في تفسيرها وفهمها، فتارة تأخذنا الأنا و تارة النفس الامارة بالسوء و فوق هذا ابليس  (لعنه الله) فانه و ان كان فهمنا -احيانا- صحيحا الا انه لا يجوز أن نتقدم عليهم (ع) خطوة و لا نتأخر عنهم خطوة حتى لا نصبح على ما فعلنا من النادمين، فلنا في سلمان المحمدي (رضوان الله عليه) اسوة فمن منا مثل سلمان أو أفضل منه فقد قال فيه رسول الله (ص) : سلمان منا أهل البيت . و لا تقولوا سلمان الفارسي بل قولوا سلمان المحمدي . فلم يتجاوز سلمان قدره و لم يفسر آية من آيات الذكر الحكيم . و بذلك نال هذه المرتبة العظيمة.

و لا زلنا في رحاب الاية المباركة حيث وجه سؤال الى يماني آل محمد (ع) في كتاب الجواب المنير الجزء الثاني حول ما تدل عليه الاية (رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً 2 فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) فأجاب (ع) :

قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ ، فلو كان المراد بالقرآن في هذه الآيات: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾ هو الألفاظ فقط الموجودة عند كل الناس لما قال تعالى: ﴿فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ﴾ ومعنى مكنون هنا أي محفوظاً ومخزوناً. ثم إنّه ليس فقط محفوظاً في كتاب، بل هذا الكتاب ﴿لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾. فهذه الـ ﴿كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ التي تسأل عنها، لا يمسّها ﴿إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾؛ لأنّها في ﴿صُحُفاً مُطَهَّرَةً) .

عن بريد العجلي، قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله تعالى: ﴿صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾، قال: (هو حديثنا في صحف مطهرة من الكذب).

و الحمد لله وحده وحده وحده

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى