لعل الكثير من الناس اليوم يتمنون لو كانوا في زمن الامام الحسين (ع) لينصروه و يظنون بأن الفرصة فاتتهم، و ان هذه المسألة تبقى مجرد امنية لا يمكن تحقيقها. و الحقيقة ان الفرصة لم تفتهم و هذه الامنية يمكن ان تتحقق و يوجد هنالك سبيل لتحقيقها في كل زمان. ذلك لأن في كل زمان خليفة لله في ارضه وصي من آل محمد (ع) يمثل الحسين(ع) بل و يمثل محمد و ال محمد (ع) و جميع الانبياء و المرسلين (ع). وصي من ال محمد (ع) يحمل مبدأ الحسين (ع) و هدف ثورته الالهية التي قامت على التنصيب الالهي و الدعوة الى حاكمية الله والذي هو هدف جميع الانبياء والمرسلين. و بالتالي فمن ينصره فقد نصر الحسين (ع) و من يخذله فقد خذل الحسين (ع) لأنه يمثل حسين عصره.
فعن زيد الشحام قال : قلت لأبي عبد الله (ع): ايهما افضل الحسن ام الحسين (ع) ؟ , فاجاب ابو عبد الله (ع) في حديث الى ان قال: خلقنا واحد و علمنا واحد وفضلنا واحد وكلنا واحد عند الله عز و جل ….غيبة النعماني ص 88 .
فجميع الاوصياء (ع) هم عند الله سبحانه وتعالى واحد لأنهم جميعاً خلفائه في ارضه و حججه على عباده و ان اختلفت مقاماتهم . و بالتالي تكون نصرة الوصي من ال محمد (ع) هي السبيل لتحقيق أمنية نصرة الحسين (ع) . و من فضل الله سبحانه و تعالى علينا اليوم أن جعلنا في زمن خليفة الله في ارضه الامام المهدي (ع) الذي يأخذ بثأر الحسين (ع) بل و بثأر جميع الانبياء والمرسلين والاوصياء (ع) الذين شردوا وسجنوا و قتلوا على يد الطواغيت وينشر الاسلام والعدل والتوحيد على كل بقاع الارض . فتكون نصرته و التي تمناها الانبياء و المرسلين (ع) هي نصرة الحسين (ع) وبالمقابل خذلانه هو خذلان الحسين (ع) و ضياع لهدف ثورته المباركة التي قامت على التنصيب الالهي والدعوة الى حاكمية الله و التي في دولة العدل الالهي التي سيقيمها الامام المهدي (ع) . و ربما من يخذل الامام المهدي (ع) يقتل الحسين (ع) و يؤلمه أكثر من قتله أول مرة لأنه ضيّع الهدف الذي قُتل من أجله الحسين (ع). و قد يقول البعض أين هو الامام المهدي (ع) لكي ننصره و بالتالي ننصر الحسين (ع) ؟.
لمن يسأل نقول بأن الامام المهدي (ع) قد بعث رسولاً الى الناس كافة هو السيد احمد الحسن (ع) وصي و رسول الامام المهدي (ع) و اليماني الموعود , بعثه ليدعو الناس و يجمع انصاره وها هو منذ أكثر من عقد من الزمان يستنصر الناس كما استنصرهم جده الحسين (ع) . و هو وصي من اوصياء ال محمد (ع) و اليماني الذي قال عنه الباقر (ع) : ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة النعماني ص260
و جاء محتجاً بوصية رسول الله (ص) التي يعرف بها الاوصياء (ع).و ايضا جاء محتجا بالعلم و رفع راية البيعة لله و الدعوة الى حاكمية الله و التي قتل من اجلها الحسين (ع).فاليماني هو السبيل لنصرة الامام المهدي (ع)لانه رسوله و وصيه و داعيته و حامل رايته.فمن اراد نصرة الحسين (ع) و نصرة الامام المهدي (ع) فالينصر اليماني (ع) و من يخذل اليماني (ع) فقد خدل الامام المهدي (ع) و خدل الحسين (ع) و قد ورد عنهم (ع) و ان ادعى غير ذلك.لانه خذل و انكر وصيا من اوصياء ال محمد (ع) و قد ورد عنهم (ع) ان من انكر وصيا من الاوصياء فقد انكر الاموات.
فعن حمران بن اعين قال:سألت ابا عبد الله (ع)عن الائمة فقال: من انكر واحدا من الاحياء فقد انكر الاموات) بحار الانوار ج23ص96
اذن الطريق مفتوح لنصرة الحسين (ع) في هذا الزمان وبالمقابل هذا الطريق يفضح من يزعم انه يتمنى نصرة الحسين (ع) و يخذل من يمثل الحسين (ع) في هذا الزمان. و الحمد لله وحده.