الأخبار

واشنطن بوست: اتفاق التطبيع الإسرائيلي- الإماراتي إهانة للسلام الذي يريده الفلسطينيون والعرب

قال الكاتب الفلسطيني، ومدير شبكة الإنترنت للإعلام العربي في عمّان، داود كتّاب، في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” إن الاتفاق الإسرائيلي- الإماراتي يعتبر إهانة للسلام الذي يريده ويحتاجه الفلسطينيون والعرب.

وقال إنه اتفاق “لا قيمة له” و”ليس إلا حيلة لتضخيم إنجازات إدارة ترامب في السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية. وفي المعنى الحقيقي فهو لا شيء، وتبادل للبضائع القديمة بين الزعماء”.

 وأشار إلى إعلان الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس عن اتفاق تقوم فيه حكومة بنيامين نتنياهو الفاسدة بتأجيل عملية الضم للضفة الغربية مقابل التطبيع مع الدولة العربية الصغيرة ولكن الثرية في الخليج. والمشكلة كما يقول كتّاب في “هذه الهوبلا” أنها ليست عملية اختراق حقيقية ولن تجلب السلام بين الإسرائيليين والعرب في أي وقت قريب. فقد أجّل رئيس الوزراء الإسرائيلي خطط الضم من جانب واحد بعدما رفضها المجتمع الدولي ونصف الإسرائيليين، خاصة أنها تعتبر خرقا صارخا للقانون الدولي. كما أن الإمارات خرقت وعودها للفلسطينيين والعرب من خلال عدة أعمال تطبيعية مع إسرائيل.

فقد سُمح لطائرة إماراتية تحمل مساعدات للفلسطينيين بالسفر مباشرة إلى تل أبيب. وشارك الرياضيون من الإمارات وإسرائيل في مباريات دولية لإظهار العلاقة الدافئة. ووافقت الإمارات التي تعتبر عضوا في الجامعة العربية على خطة السلام العربية عام 2002 التي اشترطت التطبيع الكامل مقابل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

وأكد الفلسطينيون والعالم بمن فيه الولايات المتحدة أن هذه المناطق محتلة، وأكدت الحقيقة هذه عدة اتفاقيات دولية.

ثم جاءت إدارة ترامب بخطتها التي لم تقوم على تفكير جيد وأعطت إسرائيل كل شيء تريده، ولم تكترث حتى بجلب الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.

ورغم الحاجة الماسة لجلب السلام الحقيقي للمنطقة، إلا أن ما وصف بالاختراق فشل حتى في تقديم خطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الطويل للأراضي الفلسطينية.

وأشار كتّاب إلى التوقيت والسياق للإعلان عن الاتفاق، وهو أن نتنياهو يواجه اتهامات فساد ويحاول إخراج نفسه من الائتلاف الحكومي الذي عقده مع تحالف أزرق أبيض.

ويأمل نتنياهو أن يعزز هذا الاتفاق مع الإمارات فرصه للفوز بنصر كاسح لو عقدت جولة رابعة من الانتخابات في إسرائيل.

كما يواجه ترامب تراجعا في شعبيته حسب استطلاعات الرأي المتعددة، ويأمل بالحصول على دعم الجماعات الصهيونية المتطرفة، اليهودية والإنجيلية على شكل دعم مالي لحملته، بمن فيهم شيلدون أديلسون، الملياردير المؤيد لنتنياهو، والذي عبّر عن غضبه لعدم تقديم ترامب الدعم الكافي لنتنياهو وخطط الضم.

ويواجه ولي العهد في أبو ظبي محمد بن زايد ضغوطا بسبب الهزائم التي تكبدها في اليمن وليبيا، وهو بحاحة إلى انتصار دبلوماسي واستعادة موقعه في ظل أزمة كورونا التي تسببت بمشاكل اقتصادية للإمارات الغنية بالنفط.

ولو مضت إسرائيل في خطط الضم، لواجهت مشاكل في علاقاتها مع مصر والأردن اللتين وقعت معهما معاهدتي سلام، ولفرضت الدول الأوروبية عقوبات على تل أبيب.

ويقول كتّاب إن المأساة في كل هذا، هو أن الفلسطينيين تم محوهم من كل الحديث عن “الاختراقات” و”السلام” ونعرف جميعا أن السلام الحقيقي يتحقق عندما تلتزم إسرائيل بإنهاء الاحتلال وإنشاء دولة فلسطينية ديمقراطية سلمية إلى جانب إسرائيل آمنة. وحتى ذلك الحين فكل ما نراه هو جزء من سيرك دبلوماسي مهين.

المصدر: القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى