28/07/2020
في ظل استمرار التوتر في العلاقات بين البلدين الحليفين، رشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضابط المتقاعد دوغلاس ماكغريغور من أجل تولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى ألمانيا. ويثير هذا الترشيح جدلا واسعا كون ماكغريغور يعارض بشكل قوي نشر أي جنود أمريكيين خارج حدود الولايات المتحدة، في وقت يحاول فيه ترامب سحب جنوده من ألمانيا بعد اتهامها بالتعامل بطريقة غير منصفة على صعيد التجارة.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين ترشيح ضابط متقاعد يُعرف بمعارضته الصريحة لنشر قوات أمريكية خارج الحدود من أجل تولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى ألمانيا، الحليفة في حلف شمال الأطلسي “الناتو” والتي يسعى ترامب لسحب قواته منها.
وأكد البيت الأبيض في بيان ترشيح ترامب للكولونيل المتقاعد دوغلاس ماكغريغور لهذا المنصب، وهو غالبا ما يظهر كمعلق على قناة فوكس نيوز وله مؤلفات حول تاريخ ألمانيا العسكري.
ويحتاج هذا التعيين إلى مصادقة مجلس الشيوخ الذي يحظى فيه حزب ترامب الجمهوري بالغالبية، ولكن الوقت أمامه ضيق للعمل مع اقتراب انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية وانشغال المشرّعين حاليا بالتركيز على وباء كوفيد-19.
وكان ماكغريغور صريحا في انتقاده لحرب العراق، إلى درجة أنه وصف ديفيد بترايوس قائد الائتلاف الدولي هناك بأنه “أحمق” روّج له الساسة والإعلام من أجل الاستفادة منه.
وحلّ ماكغريغور مرات عدة ضيفا في “برنامج تاكر كارلسون” الشهير والمفضّل لدى ترامب على قناة فوكس نيوز، حيث دافع بقوة عن قرار الرئيس بالانسحاب من سوريا في وجه الانتقادات التي واجهته.
وعلى تقيض السياسة السائدة في مراكز القرار في واشنطن، اعتبر ماكغريغور إنه لا توجد مصلحة ضرورية تقتضي بأن تبقي الولايات المتحدة قواتها في العراق وسوريا، معتبرا أن تركيا هي من تمثل تهديدا رئيسيا وليس إيران.
يذكر أن ماكغريغور الذي يحمل شهادة دكتوراه باحث في العلاقة بين ألمانيا الشرقية والاتحاد السوفياتي، كان قد أثار في كتابه “حلّ الكتائب” الصادر عام 1997 ضجة كبيرة بعد أن دعا فيه الى إعادة تنظيم الجيش الأمريكي.
وغالبا ما ينتقد ترامب نشر قوات أمريكية خارج الحدود، وقد وافق في حزيران/يونيو على مخطط لسحب 9,500 جندي من ألمانيا بعد اتهامها بالتعامل بطريقة غير منصفة مع الولايات المتحدة على صعيد التجارة.
كما أن العلاقة متوترة بين ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تجاهلت مؤخرا عرضه لعقد قمة مجموعة السبع في الولايات المتحدة، مشيرة إلى مخاطر بسبب فيروس كورونا.
وفي حال المصادقة على تعيينه، سيخلف ماكغريغور السفير ريتشارد غرينيل المثير بدوره للجدل والذي استفز ألمانيا بتصريحات غير معهودة، منها تعهده دعم اليمينيين والمعادين للمؤسسة السياسية في أوروبا.
وتولى غرينيل منصب مدير الاستخبارات الوطنية في واشنطن بعد استقالته من منصبه كسفير في ألمانيا.
فرانس24