نشرت صحيفة “ارغومنتي نيديلي” الاسبوعية الروسية يوم 8 اكتوبر/تشرين الاول مقالا جاء فيه أن مسيرة الاقتصاد الأمريكي تتجه نحو الانهيار، ولا يمكن أن تتوقف إلا بحرب كبيرة، وتشير إلى أن هذا الاستنتاج، بدأ يتردد على نطاق واسعٍ، على ألسنة كبار الاقتصاديين الأمريكيين منذ عدة سنوات.
من هؤلاء الحائز على جائزة نوبل بول كروغمان، الذي ذَكَّـرَ بأن الولايات المتحدة تمكنت من الخروج من الكساد العظيم، الذي ضربها في ثلاثينيات القرن الماضي، بفضل بَـرنامجِ الإنفاقِ العامِّ الهائل، المعروفِ باسم “الحرب العالمية الثانية”.
ويرى كروغمان أن الأمر نفسَـه، ينطبق على الأزمة الاقتصادية الحالية.
ولكي ينتعش الاقتصادُ الأمريكي من جديد، يتوجب على الحكومة الأمريكية أن تـُنفق مبالغَ، تعادلُ تكلفة الحرب العالمية الثانية، التي بلغ الانفاق الحكومي الأمريكي حينها حوالي 42% حسب معلومات مجلس الموازنة في الكونغرس. ويذكر، أن تكلفة الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان حالياً، ضئيلة جدا، مقارنة بإجماليّ ناتجـِها القومي، ولهذا نجد أن تأثيرها على النشاط الاقتصادي محدود جدا.
وللخروج من هذا المأزق بأقل التضحيات، يقترح كورغمان على الإدارة الأمريكية خياراً أقل دموية كي تخرج من أزمتها.
حيث يتضمن هذا الخيار قيام الولايات المتحدة بتنظيم بناء مشاريع عملاقة تتعلق بالبنى التحتية الرئيسية في البلاد، مثل: إصلاح وبناء الجسور وتمديد شبكات جديدة للمياه والصرف الصحي، أو بناء نفق ضخم للسكك الحديدية في نيويورك. ومن الضروري أن يترافق ذلك مع قيام النظام الاحتياطي الفيدرالي بطباعة أكبر كمية ممكنة من النقود. ووفقاً لرأي الخبير، من المفترض أن يؤدي ذلك إلى زيادة نسب التضخم، لكن النتيجة ستكون، تخفيض نسب البطالة والديون. ويبقى الأمل لدى الشعب الأمريكي والعالم أجمع، أن تكون هذه الاجراءات كافية، وإلا أصبحت الحرب العالمية ليست من تخيلات بعض الخبراء بل حاجة ملحة، وربما واقعاً ملموسا.