زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

الوصية والوصي أحمد – الحلقة الثانية عشر

( الوصية من الرسول (ص) إلى الإمام المهدي (ع))

بعد أن أطلت الكلام في إثبات وصية الرسول (ص) ليلة الوفاة  ومدى أهميتها وفائدتها للأمة  وأنها تهدي الأمة في كل زمان إلى إمامهم الحق وتجنبهم اتباع أئمة الضلالة الذين يدعون إلى النار، أبدأ الآن في تسليط الضوء على هذه الوصية بعد الرسول محمد (ص)  وانتقالها من إمام إلى إمام  حتى قيام الإمام المهدي (ع) .

فقد كانت الوصية قبل أن يخلق آدم (ع) : (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) وهكذا هلم جراً إلى كل الأنبياء والمرسلين  وإلى قيام القائم (ع)  ثم بعده إلى ذريته المهديين (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ)  وقد أوكل الله تعالى للرسول محمد (ص)  بيان الخلافة من بعده إلى يوم القيامة .

عن الإمام الباقر (ع) في حديث طويل : (إن الله أوحى إلى النبي (ص) إني لم أقبض نبياً من أنبيائي ولا رسولاً من رسلي إلا بعد إكمال ديني وكشف حجتي وقد بقيت عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغهما قومك فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك وإني لم أخل أرضي من حجة ولن أخليها أبداً … الحديث ) إثبات الهداة 1 /133.

 وقد أمتثل الرسول (ص) لأمر الله تعالى  وبيّن خلفاءه إلى يوم القيامة في وصيته ليلة وفاته، وهم الأئمة والمهديون (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .

 عن أبي عبد الله (ع) في حديث : إن رسول الله (ص) قال لعلي (ع) : وأنت تدفعها يعني الوصية إلى وصيك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحداً بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك ولتكفرن بك الأمة ولتختلفن عليك اختلافا ً شديداً ) إثبات الهداة 1 /259 .

 عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى : ( (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ) قال : انما يعني أولى بكم أي أحق بكم وبأموركم وبأنفسكم وأموالكم والذين آمنوا يعني علياً وأولاده الأئمة إلى يوم القيامة … الحديث) إثبات الهداة 1 /442 .

وعن أبي عبد الله (ع) أنه قال : ( لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب ) الكافي 1 /316 .

 واليك أيضاً الروايات التي تذكر ان الإمام المهدي (ع) عندما يقوم بمكة يكون عنده عهد رسول الله ( الوصية )  وتكون دليلاً لاثبات صدقه عند الناس وهذا يدل على عظمة الوصية وأهميتها .

 عن الإمام الصادق (ع) في حديث قال : ( … فيبايعونه بين الركن والمقام ومعه عهد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد توارثته الأبناء عن الآباء… ) غيبة النعماني ص282.

وعنهم (ع): (… يخرج من مكة هو ومن معه الثلاثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام  معه عهد نبي الله صلى الله عليه وآله ورايته  وسلاحه  ووزيره معه  فينادي المنادي بمكة بإسمه وأمره من السماء  حتى يسمعه أهل الارض كلهم اسمه اسم نبي . ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله صلى الله عليه وآله ورايته وسلاحه... )  بحار الأنوار 25 /223.

 وفي الرواية السابقة  يؤكد الإمام (ع) على إنه إذا أشكل عليكم معرفة القائم (ع)  فالدليل هو الوصية  التي توارثها الأبناء عن الآباء  وبعد هذا فالتعليق لا يليق  لأنه من توضيح الواضحات .  

وكل إمام يدفع الوصية إلى من بعده إذا حضرته الوفاة كما تقدم تفصيله وان الإمام اللاحق يعلم كل علم الإمام السابق في آخر دقيقة من حياته  كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى  والكلام في إمامة الأئمة إلى الإمام المهدي (ع) متفق عليه بين الشيعة فلا حاجة لاطالة الكلام في ذلك  ولننتقل إلى انتقال الوصية إلى ذرية الإمام المهدي (ع) من بعده .

( الوصية بعد الإمام المهدي (ع) )

لاشك أن التكليف سيبقى بعد استشهاد الإمام المهدي (ع) روحي له الفداء  وستستمر دولته إلى يوم القيامة  لأن مدة بقاء الإمام المهدي (ع) في الحكم قليلة جداً مرددة على ما جاء في الروايات بين خمس سنين إلى أربعين سنة  وهي مدة قصيرة نسبة إلى ما عاشته البشرية من دولة الباطل استمرت لآلاف السنين  فلا يتصور إن الله تعالى يجعل دولة الباطل آلآف السنين ودولة الحق أربعين سنة  وإلى هذا المعنى أشار السيد الشهيد الصدر (ره) في كتاب اليوم الموعود  قائلاً :   ( … إن البشرية عاشت الالآم والويلات آلآفاً من السنين مقدمة لوجود مستقبلها الموعود المتمثل بالدولة العالمية وما بعدها فليس من المعقول أن يوجد ذلك المستقبل لفترة قصيرة من الزمن بحيث تكون آلآم البشرية أكثر من سعادتها إن هذا غير حسن في الحكمة الإلهية بكل تأكيد بل ولا يمكن أن تكون السعادة بمقدار الآلام إن هذه التضحية لا تصح إلا إذا كانت السعادة أضخم بكثير من الآلام… ) اليوم الموعود ص596.

وقد نطقت عشرات الروايات باستمرار الحكم بعد الإمام المهدي (ع)  ومباشرة ذريته (ع) للحكم من بعده .

 فعن الإمام الرضا (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل مع الرسول (ص) في نهايته قال الله تعالى للرسول (ص) عن الإمام المهدي (ع) وعن مدة حكمه : ( … ولأنصرنه بجندي ولأمدّنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة ) عيون أخبار الرضا 1 /137-138 .

وعن الإمام الصادق (ع)  أنه قال : ( ان أهل الحق لم يزالوا منذ كانوا في شدة أما إن ذلك إلى مدة قليلة وعافية طويلة ) البحار 64 /213.

ونقل العلامة المجلسي عن كتاب البشارة للسيد رضي الدين علي بن طاووس : وجدت في كتاب تأليف جعفر بن محمد بن مالك الكوفي بإسناده إلى حمران قال : ( عمر الدنيا مائة ألف سنة لسائر الناس عشرون ألف سنة وثمانون ألف سنة لآل محمد عليه وعليهم السلام ) بحار الأنوار  35 / 116.

 إذن ستستمر دولة الإمام المهدي من بعد استشهاده تتداول بين أولياء الله تعالى إلى مدة طويلة وهم ذرية الإمام المهدي كما سيتضح ذلك من روايات أهل العصمة (ع).

 والانطلاقة الرئيسية لإثبات أن الوصية ستستمر بعد الإمام المهدي (ع) لذريته المهديين (ع)، هي وصية الرسول محمد (ص) ليلة وفاته التي ذكرتها سابقاً وسأذكرها الآن باختصار :

 عن …عن الإمام علي (ع)  قال : ( قال رسول الله (ص) – في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملا رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ً ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام … وساق الحديث إلى أن قال : فإذا حضرته الوفاة (الحسن العسكري) فليسلّمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام فذلك اثنا عشر إماماً ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أول المقربين (المهديين ) له ثلاثة أسامي أسم كأسمى واسم أبي وهو عبد الله وأحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين ) غيبة الطوسي ص107-108 .

 وهذا بيان واضح وجلي ولا يحتمل أي لبس من الرسول محمد (ص) يثبت بأن الوصية ستنتقل بعد الإمام المهدي (ع) إلى ذريته المهديين (ع) والذين سيكونون أئمة الأمة بعد أبيهم الإمام المهدي (ع): (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) وليس وصية الرسول (ص) وحدها التي تثبت ذلك بل هناك الكثير من الروايات المتواترة معنىًً تؤكد على أن أوصياء الإمام المهدي (ع) هم ذريته منها :             

 ما جاء في الدعاء المشهور المعتبر عن الإمام المهدي في كيفية الصلاة على محمد وآل محمد إلى أن يصل إلى نفسه فيقول (ع) : ( … اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه وتسر به نفسه  … إلى قوله (ع): وصل على وليك وولاة عهده والأئمة من ولده ومدّ في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم دنيا وآخرة … ) غيبة الطوسي ص186 / جمال الأسبوع ص301 .

وما جاء في دعاء الإمام الرضا (ع) ـ الصحيح ـ للإمام المهدي في عصر الغيبة : ( … اللهم أعطه في نفسه وأهله وَوَلـَدِه وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه وتجمع له ملك المملكات كلها… إلى ان يقول : اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وأعز نصرهم … ) مفاتيح الجنان ص618 .

 وعن الصادق (ع) إنه قال : ( إن منّا بعد القائم (ع) إثنا عشر مهدياً من ولد الحسين (ع) ) مختصر بصائر الدرجات ص49 .

 وعن أبي بصير قال: ( قلت للصادق جعفر بن محمد (ع): يا ابن رسول إني سمعت من أبيك (ع) انه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر إماماً. فقال إنما قال: اثنا عشر مهديا ًولم يقل اثنا عشر إماما ً ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا ) كمال الدين 2/358.

 وهنا لا يريد الإمام الصادق (ع)  نفي مطلق الإمامة عن ذرية الإمام المهدي (ع)  بل أراد ان يبيّن أنهم ليس أئمة كإمامة آبائهم الأثني عشر عليهم السلام بل بمرتبة أدنى  وإلا فهم أئمة يقودون الناس بعد أبيهم الإمام المهدي (ع)  بدليل قول الإمام المهدي في الدعاء السابق أيضاً: ( … اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده…).

وعن حبة العرني قال : خرج أمير المؤمنين (ع) إلى الحيرة فقال : (لتصلن هذه بهذه وأومى بيده إلى الكوفة والحيرة حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير وليبنين بالحيرة مسجداً له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم عجل الله فرجه لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم وليصلين فيه اثنا عشر إماماً عدلاً… الحديث ) التهذيب 3/253، معجم أحاديث الإمام المهدي 3 /112.

فمن هو خليفة القائم ومن هؤلاء الاثنا عشر إمام الذين يصلّون بهذا المسجد الذي يبنى في دولة القائم (ع)  فهل يصدق هذا على غير ذرية الإمام المهدي (ع)  الأثني عشر المهديين (ع)  كما نصت الروايات عليهم .

وعن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) في ذكر الكوفة قال: (…فيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلا وصلى فيه ومنها يظهر عدل الله وفيها يكون قائمه والقوام من بعده وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين ) وسائل الشيعة الإسلامية 3 /524.

 وعن الإمام السجاد (ع) قال: ( يقوم القائم منا ثم يكون بعده اثنا عشر مهدياً ) شرح الأخبار 3 /400.

 وفي الدعاء الوارد عن الحسن العسكري (ع)  بمناسبة ولادة الإمام الحسين (ع) قال فيه : ( … وسيد الأسرة ( الحسين ) الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله ان الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويكونوا خير أنصار ) المصباح للكفعمي ص543 / مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص826 .

فهذا الكلام لا يمكن حمله على غير ذرية الإمام المهدي (ع) لأن الإمام العسكري (ع) قال : ( والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته) أي إن الأوصياء بعد الإمام المهدي وغيبته  هم من ذرية الإمام الحسين (ع)  وهم من ذرية القائم (ع)  آخر التسعة من ذرية الحسين (ع)  فكلمة (بعد قائمهم وغيبته) دليل قاطع على أن المقصود هم ذرية الإمام المهدي (ع) الأوصياء المهديون عليهم السلام .

وأخرج الشيخ الطوسي في غيبته عن أبي عبد الله (ع) أنه قال لأبي حمزة في خبر طويل : ( … يا أبا حمزة إن منّا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين ) غيبة الطوسي ص309 .

والمقصود بالقائم في هذه الرواية  هو أول المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع)  فهو الذي بعده أحد عشر مهدياً وأما الإمام المهدي (ع) فبعده اثنا عشر مهدياً ولا تعارض بين الروايات حيث يصح تسمية كل واحد من ذرية الإمام المهدي (ع) بالقائم  بعد ملاحظة قول الإمام الصادق (ع) عنهم في الرواية السابقة الذكر (وفيها يكون قائمه والقوام من بعده ) فهم قوام بعد القائم على أمر الأمة .

وجاء في الحديث القدسي عن أبي عبد الله (ع) قال : ( قال الله عز وجل: افترضت على عبادي عشرة فرائض إذا عرفوها أسكنتهم ملكوتي وأبحتهم جناني : أولها : معرفتي . والثانية: معرفة رسولي إلى خلقي والإقرار به والتصديق له . والثالثة : معرفة أوليائي وأنهم الحجج على خلقي من والاهم فقد والاني  ومن عاداهم فقد عاداني وهم العلم فيما بيني وبين خلقي ومن أنكرهم أصليته ناري وضاعفت عليه عذابي .والرابعة: معرفة الأشخاص الذين أقيموا من ضياء قدسي وهم قوام قسطي.

والخامسة: معرفة القوام بفضلهم والتصديق لهم… الحديث ) البحار 6/613، مستدرك سفينة البحار 7 /174.

 فالفريضة الأولى في الربوبية  وهي معرفة الله تعالى  والثانية في الرسالة وهي معرفة الرسول (ص) والثالثة في الإمامة وهي معرفة الأئمة الاثني عشر أوصياء الرسول (ع) واما الرابعة فلا يمكن انطباقها إلا على الهداية وهم المهديون من ذرية الإمام المهدي (ع) وهم قوام قسط الله حيث عبر عنهم الإمام الصادق كما سبق بـ (القوام) من بعد الإمام المهدي (ع) .

وعن الصادق (ع) قال في أحد الأدعية المشهورة ( اللهم كن لوليك القائم بأمرك محمد بن الحسن المهدي عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والسلام في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ومؤيداً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طولاً وعرضاً وتجعله وذريته من الأئمة الوارثين ) بحار الأنوار 49 /349 وأغلب كتب الأدعية .

 وروى علي بن بابويه دعاءاً عن الإمام الرضا (ع) وفيه ذكر المهديين (ع) قال : هذا ما نداوم به معاشر أهل البيت : (… إلى ان قال : اللهم صل عليه وعلى آله من آل طه ويس واخصص وليك ووصي نبيك وأخا رسولك ووزيره وولي عهده إمام المتقين وخاتم الوصيين لخاتم النبيين محمد (ع) وابنته البتول وعلى سيدي شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين وعلى الأئمة الراشدين المهديين السالفين الماضيين وعلى النقباء الأتقياء البررة الأئمة الفاضلين الباقين وعلى بقيتك في أرضك القائم بالحق في اليوم الموعود وعلى الفاضلين المهديين الأمناء الخزنة …) فقه الرضا ص403 .

 والدعاء واضح وصريح  في ذكر المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) حيث ذكر الرضا (ع) أولاً الأئمة الماضين قبله  ثم الأئمة الباقين بعده  ثم القائم المنتظر(ع)  ثم أردفه بذكر المهديين عليهم السلام .

…………………………………………………………………………………………

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 40 – السنة الثانية – بتاريخ 26-4-2011 م – 22 جمادى الأولى 1432 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى