زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

الوصية والوصي أحمد – الحلقة التاسعة

إذن فما دام إن وصية الرسول (ص) لعلي (ع) محتوية على ذكر المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) فلا بد أن تكون الوصية النازلة من السماء حاوية لذكرهم أيضاً. والظاهر أن وصية الرسول (ص) لعلي (ع)  لم تنقل لنا بالكامل ، فقد نُقل منها الرواية التي ذكرناها  والتي عددت أسماء الأئمة اسم المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع)  وذكرت عدد باقي المهديين (ع)  وقد وجدت بعض أجزاء الوصية في روايات متفرقة  منها الرواية الآتية  التي ذكرت بداية الوصية ونهايتها فقط  وأنها عهد رسول الله (ص) :

عن الكاظم (ع) عن أبيه (ع) قال : قال علي بن أبي طالب (ع) كان في وصية رسول الله (ص) في أولها : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد محمد بن عبد الله (ص) وأوصى به وأسنده بأمر الله إلى وصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين … وكان في آخر الوصية : شهد جبرائيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به محمد (ص) إلى علي بن أبي طالب  وقبضه وصيه وضمانة على مافيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمران (الحديث) ) بحار الأنوار ج22 ص482, مكاتيب الرسول 2/93 .

 وقد أشار الإمام الرضا (ع) إلى وصية رسول الله (ص) حين وفاته بالإجمال في الرواية الآتية :- عن الرضا (ع) في حديث دخوله الكوفة واحتجاجه على علماء اليهود والنصارى أنه قال لنصراني : (… إلى أن قال وإن رسول الله (ص) لما كان وقت وفاته دعا علياً (ع) وأوصاه ودفع إليه الصحيفة التي كانت فيها الأسماء التي خص الله بها الأنبياء والأوصياء … (الحديث) ) إثبات الهداة 1/613ـ614 .

  وعن موسى بن جعفر(ع) عن أبيه قال: ( كان فيما أوصى به رسول الله (ص)  أنه يدفن في بيته  ويكفن في ثلاثة أثواب : أحدهما يمان ولا يدخل قبره غير علي (ع)… الحديث ) الوسائل 3/83 .

 وقد بقيت تلك الوصية التي أملاها رسول الله (ص)  عند علي بن أبي طالب (ع)  وأخرجها بذي قار لابن عباس  وقرأ عليه شيئاً منها  كما في الرواية الآتية :-

عن سليم بن قيس الهلالي عن ابن عباس في حديث أنه دخل على علي بن أبي طالب (ع) بذي قار فأخرج له صحيفة وقال: يا ابن عباس هذه صحيفة أملاها عليَّ رسول الله (ص) وخطي بيدي قال: فأخرج إلي الصحيفة فقلت يا أمير المؤمنين أقرأها، وإذا فيها كل شيء منذ قبض رسول الله (ص) إلى قتل الحسين (ع)  ومن يقتله ومن ينصره ومن يستشهد معه وكان فيما قرأه كيف يصنع به  وكيف تستشهد فاطمة  وكيف يستشهد الحسين وكيف تغدر به الأمة  ثم أدرج الصحيفة وقد بقي ما يكون إلى يوم القيامة وكان فيما قرأ منها أمر أبي بكر وعمر وعثمان، وكم يملك كل انسان منهم، وكيف بويع علي ووقعة الجمل ومسيرة عائشة وطلحة والزبير … إلى أن قال: فلما أدرج الصحيفة قلت : يا أمير المؤمنين لو كنت قرأت عليَّ بقية الصحيفة قال : لا ولكني محدثك ما يمنعني منها، ما يلقي أهل بيتك وولدك من أمر فضيع من قتلهم لنا وعداوتهم  وسوء ملكهم وشؤم قدرتهم فأكره أن تسمعه فتغتم ويحزنك… إلى أن قال ابن عباس : لأن يكون نسخني ذلك الكتاب أحب إليّ مما طلعت عليه  الشمس ) إثبات الهداة 1 /277ـ 278.

 وذكر الإمام علي (ع) شيئاً من الوصية  فيما يخص دَين رسول الله (ص)  في الرواية الآتية :-

 عن الإمام علي (ع) قال : ( وأما السابعة والأربعون : فإن رسول الله (ص) عهد إليّ في وصيته بقضاء دينه وعداته فقلت : يا رسول الله قد علمت أنه ليس عندي مال  فقال : سيغنيك الله  فما أردت أمراً من قضاء ديونه وعداته إلا يسره الله حتى قضيت ديونه وعداته  فأحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفاً وبقى بقية أوصيت الحسن أن يقضيها ) إثبات الهداة 1 /291 .

 وقد علم الإمام الرضا (ع) طريقة قتله وأين يدفن من خلال وصية رسول الله (ص) وإليك نص كلامه (ع) في الرواية الآتيــة :-

 عن علي بن موسى الرضا (ع) قال : ( إني مقتول مسموم ومدفون بأرض غربة أعلم ذلك بعهد عهده إليّ أبي عن أبيه عن آبائه عن رسول الله (ص) ـ الحديث ) إثبات الهداة 1 /287 .

 وعن علي الأزرق قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : ( وصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام) عند موته فقال : يا علي لا يظلم الفلاحون بحضرتك ولا يزداد على أرض وضعت عليها ولا سخرة على مسلم يعني الأجير ) الكافي للشيخ الكليني  5 / 284.   

 وعن جعفر بن محمد (ع) أنه قال : قال في وصية رسول الله (ص) لعلي : يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها  ثم قال : اللهم أعنه أما الأولى فالصدق لا تخرجن من فيك كذبة أبداً والثانية الورع  لا تجترئ على خيانة أبداً والثالثة الخوف من الله حتى كأنك تراه . والرابعة كثرة البكاء لله يبنى لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة والخامسة بذلك مالك ودمك دون دينك  والسادسة الأخذ بسنتي في صلاتي وصيامي وصدقتي  أما الصلاة فالإحدى والخمسون ركعة  وأما الصيام فثلاثة أيام في كل شهر خميس من أوله وأربعاء في وسطه وخميس في آخره . وأما الصدقة فجهدك حتى يقال : قد أسرفت ولم تسرف . فعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال  وعليك بتلاوة القرآن على كل حال  وعليك برفع يديك في صلاتك  وعليك بالسواك عند كل وضوء وعليك بمحاسن الأخلاق فاركبها ومساوئ الأخلاق فاجتنبها  وإن لم تفعل فلا تلم إلا نفسك ) دعائم الاسلام للقاضي النعمان المغربي  2 / 347.

وهناك روايات أخرى تتضمن بعض أجزاء وصية الرسول (ص) تركتها للاختصار وفيما ذكرت كفاية وما يهمنا في هذا البحث  هو إثبات وصية الرسول (ص) ليلة وفاته  التي أملاها على الإمام علي (ع)  وخطها أمير المؤمنين بيده وأن هذه الوصية غير التي نزلت من السماء .

 وقد أكد على هذه المسألة الأحمدي الميانجي في كتابه مكاتيب الرسول (ص) ، فقال : ( أقول : مقتضى هذه الأحاديث أن الوصية كانت على قسمين :

 أ – قسم من الله تعالى إلى رسوله مختوما بإثني عشر خاتما من الذهب ، لكل إمام خاتم يفكه ويعمل بما كتب له .

ب – قسم كتبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي فيه أمور قد أشير إليها في الأخبار والأحاديث المروية كقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا علي غسلني ولا يغسلني غيرك ) ( راجع ما تقدم بالرقم / 8 ) . ( يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما – إلى قوله – والاسم الثالث المهدي هو أول المؤمنين )

 مكاتيب الرسول – الأحمدي الميانجي ج 2 ص 99.

وأهم نص من الوصية هو ما ذكرته سابقاً ًوالذي يتكفل بيان الأوصياء من الأئمة والمهديين إلى يوم القيامة  ولا يوجد نص يثبت ما كتبه الرسول (ص) نصاً لبيان هذا الموضوع فتكون هذه الوصية هي الأول وهي الآخر وهي السند وعليها المعتمد  لمعرفة أوصياء الرسول (ص) إلى يوم القيامة ومن أعرض عنها فهو من أتباع الأول والثاني  الذين رفضوا وصية الرسول (ص) وخالفوها  ونقول له : ائتنا بوصية غير هذه  تبيّن الأوصياء واحداً بعد الآخر إلى يوم القيامة  من فم الرسول (ص)  إلى قلم أمير المؤمنين (ع) . وسيعيه الطلب ودون إثباته خرط القتاد . لعدم وجود ذلك إلا في الوصية التي ذكرتها سابقاً والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

…………………………………………………………………………………………………………

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 37 – السنة الثانية – بتاريخ 5-4-2011 م – 1 جمادى الأولى 1432 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى