بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قالها علي(ص) : لكل غادر لواء يُعرف به يوم القيامة
في كل يوم ، بل وفي كل حدث يؤكد أولئك الذين يتباكون على ما يتباكون عليه من إساءة للإسلام ولرموزهم فلان وفلان ، على الرغم من أن كل امرئ لابد يعرض على الميزان ما خلا من جعله الله سبحانه قيما على ميزانه وهم محمد وآل محمد(ص) إلى يوم القيامة ، وكل الخلق مهما علا شأنهم بين أقوامهم هم معروضون على هذا الميزان ، ولذلك قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ص) : [فيا لله وللشورى متى اعترض الريب فيَّ مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا .](نهج البلاغة من خطبة الشقشقية) وهو هنا يكشف عن حقيقة الحال الذي وصلت له الأمة في التخلي عن استحقاقها واستخفافها بإنسانيتها عندما تصطنع فيه ميزانا ظالما تزن فيه التبر والتراب وتفضل التراب على التبر ، وتنحاز إلى ظالمها وجائرها وغادرها على حساب عالمها وعادلها وأمينها !!!
لم يترك علي(ص) مقاما ولا موقفاً لم يظهر به الحق والحقيقة جلية واضحة ولكن الأمة ـ ويا للأسف ـ تصر على تغطية الشمس بغربال!! فلما رأى أمير المؤمنين(ص) الناس مندهشة من دهاء معاوية قال لهم بفصيح العبارة وجلي البيان : [والله ما معاوية بأدهى مني ، ولكنه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ، ولكن كل غدرة فجرة ، وكل فجرة كفرة ، ولكل غادر لواء يُعرف به يوم القيامة ، والله ما أُستغفَلُ بالمكيدة ولا أُستَغمزُ بالشديدة .](نهج البلاغة:301) إذن ليس الغدر دهاء وليست الفجرة فخراً لعاملها بل هي دلالة خسة وجبن وتخلٍ عن كل قيم الإنسانية النبيلة ، فضلا على أن يكون عاملها يدعي التمسك بعقيدة هي من أعظم العقائد تمسكاً بالخلق النبيل ، بل هي عقيدة الخلق النبيل . إن ما جعل الأمة الإسلامية ـ للأسف ـ يتراجع حظها بين الأمم هو بسبب تخليها عن سبب منعتها وحضورها في قاموس الحضارة ، فهذه الأمة قبل محمد(ص) لم تكن أكثر من مجاميع شتات ينهش بعضها بعضا ويقتل بعضها بعضا ، أمة يحكمها قانون الصحراء الجافي ، فجاء رسول الله(ص) ليصنع أمة حضارة حقيقية ، يكتب اسمها بمداد من نور ؛ أمة تحمل للبشرية مشعل الأخلاق الإلهية ، والمعرفية الإلهية والنور الإلهي ، أمة ليست الدنيا في ميزانها سوى طريق موصل إلى غاية عظيمة وهي ؛ معرفة الله سبحانه ، ولقد اجتهد محمد وآله(ص) على العمل بصناعة هذا الواقع العظيم الذي يرتضيه الخالق سبحانه ، وهو الغاية التي جعلها له ليستحق بها أن يكون بنظر الله سبحانه ، بل لقد أخلص رسول الله(ص) وآله الأطهار(ص) أيما إخلاص في تمثل المبادئ الأخلاقية السامية حتى أنهم قدموا أنفسهم الشريفة الطاهرة على مذبح الحرية والخلق النبيل ، ولكن هل نجحت هذه الجهود العظيمة في تخليص أمة الصحراء من طباعها الذئبية؟؟!! وقديما قال قائلهم :
أكلت شويهتي وفجعت قلبي *** وأنت لشاتنا ولد ربيــبُ
ورضعت لبانها وشربت منه *** فمن أنباك أن أباك ذيبُ
إذا كان الطباع طباع غدر *** فلا لبن يفيد ولا حليـــــبُ
طوال أكثر من ألف عام تحاول هذه الأمة الصحراوية أن تبدل ثوبها لتوهم نفسها أنها قادرة على مسايرة ركب البشرية ، ولكنها سرعان ما تفتضح فيتبين حقيقة حالها وكونها خذلت المعلمين الإلهيين بترك نهجهم الأخلاقي والتمسك بطباعها الذئبية الغادرة ، وما حصل ويحصل اليوم لأنصار الإمام المهدي(ص) من أتباع وصي ورسول الإمام المهدي السيد أحمد الحسن(ص) هو جار على تلك السنة السيئة التي سنها آل أبي سفيان ومن سار على نهجهم الغادر والفاجر ، بل أن العجيب في هذه الأمة اليوم أنها تخلت حتى عن بعض القيم النبيلة التي كانت موجودة في أهل الصحراء قديما كالاعتزاز بوفاء العهد واحترام الضيف وإكرامه وينطلقون من قول القائل :
يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا *** نحن الضيوف وأنت رب المنزل
حتى هذه الكرائم تنصلت عنها أمة تدعي أنها تتمسك بنهج محمد(ص) ، فالكل يعرف أن شهر رمضان المبارك الماضي كان فسحة إلهية للأمة كي تسمع صوت داعي الله الإمام أحمد الحسن(ص) على لسان أنصاره الذين دعتهم واستضافتهم قناة صفا المصرية الوهابية (إن كان يعرف أولئك للضيافة معنى) ولقد جرت مناظرات طوال ليالي الشهر الفضيل استطاع من خلالها أنصار الإمام المهدي(ص) نصرة الحق بما وفقوا له والرد على كل الشبهات التي كانت هذه القناة المغرضة تسوقها على العامة مستندة إلى الكذب والتدليس واستجهال الناس لأن القائمين عليها يعلمون أن أكثر من تسعين بالمائة من ما يسمى بأمة الإسلام هي أمة أمية يتفشى الجهل فيها وينخر عظامها ، فعمد أولئك وكحال أسلافهم على خداع الناس باستعمال سياسة (الكرسي الفارغ) ليفرغوا من خلاله كل ما في نفوسهم من حقد وغل على نهج الله سبحانه ، والانتصار من خلاله لقيم الجاهلية الثانية التي هي بطروحاتها أشنع من الجاهلية الأولى ، لقد كان أهل الجاهلية الأولى يعبدون الأحجار المنحوتة والعيدان أما أهل الجاهلية الثانية فهم يدعون التمسك بالقرآن ويتأولون القرآن بحسب أهوائهم ومراداتهم تماما كما صرح بذلك صادق آل محمد(ص) حيث ورد : [عن الفضيل بن يسار ، قال : ” سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جهال الجاهلية . قلت : وكيف ذاك ؟ قال : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة ، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به ، ثم قال : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر .](كتاب الغيبة للنعماني:307) ويدعون أنهم حملة رسالة محمد(ص) ولكن ما إن تواتيهم الفرصة على الغدر والظلم والجور حتى ينثالون إليها كعرف الضبع ، ويردونها ورود الهيم العطاش ، وهذا ما حصل فبعد ما رؤوا من شوكة أنصار الإمام المهدي(ص) صلابة وعزيمة حرة وقوة شكيمة في الدفاع عن الحق ونصرة نهج محمد وآل محمد(ص) حتى تحولت المناظرات وعلنا ومن دون حياء إلى مهرجان للتهديد والإرهاب ، واستحالت (كلمة السواء) التي أطلقوها عنوانا لبرنامجهم إلى كلمة (سوء) فضحتهم وفضحت أسلوبهم الغادر الجبان ، فليس شجاعة أن تتطاول على ضيف أنت استضفته ولاينته وواثقته على الاستضافة الحسنة ، بل وجعلتم لتلك الاستضافة عقداً مكتوبا ، وعهوداً ألزمتم بها أنفسكم لتكون تلك المناظرات سبيلا لبيان الحق والحقيقة !!!
إن ما فعلته قناة صفا الفضائية الوهابية ومعها ما يسمى بالحكومة المصرية ـ للأسف ـ لهو وصمة عار وشنار وإحياء لنهج الغدر وبعث لكل رذيل من الأخلاق المستنكرة المستقبحة ، في زمن أحوج ما تكون فيه الأمة لنبذ كل ما فرقها ومزقها وجعلها نهبة للذئاب ، والسعي للبحث عن سبيل خلاص من حالة التردي الخلقي والعقائدي ، ومما يثير الأسى أن دولة كـ(مصر) عرف عنها أنها راعية للفكر ومستقطبة لدعاة الكلمة الحسنة تتحول اليوم إلى مرتع وبيل لحفنة من الوهابية الذين لا هم لهم سوى بعث العقائد اليهودية المنحرفة وتفريق صف الأمة وتشتيت جمعها ، ولعل من العجيب أن المسلمين يتناسون أصل مؤسس المذهب الوهابي ومن أين جاء ومن صنعه ، ولماذا صنعه ، ومن يرعى حثالاته الذين ضاقت الأمة ذرعا بممارساتهم الخارجة عن سمت الإنسانية فضلا على سمت الدين؟؟!! وما كانت الأمم الأخرى لتتطاول على الإسلام العظيم الذي من رموزه التي لا تستطيع التجاوز عليها حتى تلك الأمم المتربصة ؛ محمد رسول الله(ص) وآل بيته الكرام(ع) ، لولا وجود هذا المذهب المنحرف عقائديا وفكريا ونفسيا ، فبدعة (الإرهاب) التي ألصقها الغرب بالإسلام ما كانت لتكون لولا وجود هذا المذهب المنحرف ، ولقد اجتهد الغرب ومازال يجتهد بدعم هذا المذهب المنحرف ليسقط من خلاله كل المبادئ الإسلامية العظيمة ، ولعل من أعظم الأركان التي سعى الغرب لإسقاطها من المنظومة الإسلامية ومن خلال تسليط الوهابية على الأمة هو ركن الجهاد بمستوييه ؛ الدفاعي والهجومي ، لتبقى الأمة يداس على كرامتها وتنتهك من دون أن يكون لها الحق في الدفاع عن نفسها وكرامتها ، وليس هناك من حاجة لإعطاء أدلة على ارتباط المذهب الوهابي بالأجندة الغربية الطاغوتية فيكفي للقارئ أن يعود لمذكرات مستر همفر ليرى بعينيه من هو مؤسس هذا المذهب ، لقد سعى هذا المذهب وبتوجيه وتأييد من أس البلاء الإنكليز وما أدراك ما الإنكليز إلى العمل على تخريب سبيل التوحيد العظيم من خلال شق طريق مبتدع بين الله سبحانه ورسله ليفرقوا بين الله ورسله بدعوى أن علاقة العبد يجب أن تكون مع ربه مباشرة من دون واسطة مع أن صريح القرآن يكذب هذه الدعوة الخبيثة التي تريد أن تقطع الطريق على الناس وترديهم في الهاوية ، فادعاؤهم العمل على تخليص سبيل الألوهية من الشرك والكفر المدعى ما هو إلا محاولة خبيثة لتخريب سبيل التوحيد ، فكيف ينشئ الله سبحانه سبيل توحيد الربوبية الذي بينه وبين عباده من خلال جعل الواسطة بينه وبين الخلق وهم الرسل والرسالة ، ثم يقول لهم : اقبلوا علي هكذا مباشرة من دون تلك الوسيلة التي جعلتها بيني وبينكم؟؟!! هل هناك عاقل يقبل أن أوصله بوسيلة ما إلى مكان ما ثم أكلفه العودة إلي من دون تلك الوسيلة هكذا؟؟!! أ ليس في ذلك تكليف للناس بما هو فوق الطاقة ، ويكون ذلك نقيض لقوله تعالى{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(البقرة/286) ، لقد عمد الوهابيون ومن يدعمهم إلى هذا السبيل المنحرف ليخربوا شريعة الله سبحانه وسنته ، لقد فشلت الطاغوتية الغربية في مواجهة الإسلام مواجهة الند للند عبر مراحل زمنية متطاولة ، ولذلك لم تجد بداً من نهج هذا المنهج الشيطاني في التسقيط والتوهين من خلال نخر جسد الإسلام من داخله مستغلة جهل عامة المسلمين بحقيقة دينهم ، ولقد وافق هذا النهج أهواء ورغبات الذين لا هم لهم سوى التسلط على رقاب الناس ، فتظافرت الرغبتان وأنتجت هذا المذهب المسخ الذي كشر اليوم عن أنيابه ليبدو للقاصي والداني أنه مذهب لا علاقة له بالإنسانية أصلا فضلا على أن يكون له علاقة بعقيدة إلهية أو يكون داعية لدين الله جل وعلا ، فالكل يعلم أن من مبادئ الإسلام العظيمة ما رسخه آل محمد(ص) وهو إعلانهم الصريح أن الغدر شيمة الطواغيت لا شيمة أهل الإسلام الحق ، ومن يغدر يعلن أنه ليس من أهل الإسلام وإن بح صوته بادعاء ذلك ، فالمسلم لا يغدر ولا يفجر ، وأولئك الوهابية غدروا وفجروا فقد استضافوا أنصار الإمام المهدي(ص) وهم الشيخ عبد العال سليمة والأستاذ صفاء العوادي والشيخ صادق المحمدي ، ولم يتوقف هذا الاعتقال الإرهابي عند هذا الحد بل تجاوزه لكل من آمن بهذه الدعوة الإلهية حيث روعت قوات الأمن المصرية الآمنين وبذات الطريقة التي فعلتها حكومة بني العباس عندما اعتقلت أنصار الإمام المهدي(ص) في الخامس والعشرين من ذي الحجة عام 1428هـ ق من دون أن يصدر من الأنصار أي فعل ممكن أن يدان ولو على وفق قوانينهم الوضعية!! على الرغم من أن الأنصار كانوا مستضافين وظهروا على فضائيتهم بدعوة منهم وتعامل الأنصار معهم بخلق محمد وآل محمد(ص) وقابلهم الوهابيون بخلق آل أبي سفيان فهددوهم مرات ومرات على الهواء مباشرة وتحت مسمع ومنظر الملايين ممن كان يتابع هذا فضلا على سياسة التحريض والاستعداء ، ومن كان يقرأ ما يظهرونه من رسائل أتباعهم على السبتاتيتل وما فيها من قذف وسب وشتم واتهام بالباطل للأنصار ولأتباع آل محمد(ص) يتبين للمنصف من هو السباب ومن هو الذي يتخلق بأخلاق معاوية الذي سن سنة سب أمير المؤمنين وعلى منابر الجمعة في كل أصقاع الدولة الأموية ولمدة ثمانين عاما ، بل وكان يطلب من كل المتزلفين له كي يحظوا بجائزته إلى سب أبي تراب وهي كنية أمير المؤمنين علي(ص) ، أما تباكي أولئك على النيل من زوج النبي(ص) هو ذاته تباكي معاوية على عثمان وادعاء المطالبة بثأره من قاتليه ، وواقع الحال أن معاوية هو أول من أعان على عثمان عندما خذله ونكل عن الاستجابة لاستغاثته به ، وكذلك الوهابيون اليوم فهم بعقائدهم وبما بثوه منها كانوا السبب الأول والأخير في الإساءة إلى شخص النبي العظيم(ص) ومن أراد دليلا واضحا على ذلك فليطالع أي منتدى نصراني يتطاول على النبي(ص) ليجد أن كل مصادره هي مصادر الوهابية ، بل أن كل الإساءات التي تصور النبي(ص) وحاشاه بأنه رجل شهواني عودوا واقرؤوا مصدر أولئك من؟؟؟ هل ستجدون المصدر مثلا ما يروى عن علي بن أبي طالب(ص) أو أحد من أئمة أهل البيت(ص)؟؟ الجواب أكيد : كلا وألف كلا ، بل مرات كثيرة دخلنا مع النصارى بحوارات في منتدياتهم ويواجهونا بما يروجه الوهابية من عقائد وأخبار فاسدة ، فعندما يكتشفون أننا نتبرأ من فعل أولئك يفاجؤون ويقطعون الحوار معنا ، لأنهم لا يستطيعون إلزامنا بتلك الأفكار المنحرفة التي يروج لها الوهابيون ومن درج مدرجهم ، ومن ثم فلا يستطيعون أن يسيئوا من خلالنا إلى شخص الرسول الكريم(ص) أو إلى الإسلام ، بل حتى أن الكثير منهم يقفون أمام فاجعة كربلاء التي يهزأ بها الوهابيون ويحاولون بكل السبل دفع عارها عن يزيدهم بن معاويتهم ، يقف النصارى حيالها وقفة صمت لا يستطيعون أن يتجاوزوا ، بل أنهم لا يستطيعون التجاوز على الإسلام الوارد عن آل محمد(ص) لأنه إسلام الله الحق ، أما إسلام الوهابية فهو دين الترويج للعنف والكراهية والغدر وكل القبائح التي ينفر منها الذوق الإنساني ، ومن هنا نفهم سر تعاون دوائر الطاغوتية الغربية مع الوهابيين والعمل على تقوية مذهبهم لأنه من خلال هذا المذهب المنحرف يستطيعون طعن الإسلام طعنات قاتلة لا يمكنه بعدها من القيام بمهامه في الحياة وهو المطلوب ، لتكون الكلمة المتسلطة هي كلمة الطاغوتية الغربية ، وكذلك بالمقابل يعملون على قتل كل صوت يبرز ليدافع عن حقيقة الإسلام الإنسانية وكونه دين لبناء الحياة الحرة الكريمة وليس دينا للقتل وسفك الدماء وإشاعة الكراهية بين الناس ، فهذا الأمر ليس بوارد الإسلام مطلقا بل رسالة الإسلام هي رسالة الرحمة ورسالة المودة ورسالة كل القيم النبيلة والمبادئ القائمة على العدل والصدق والرحمة ، وهكذا أمر من المؤكد لا يروق للدوائر الغربية الطاغوتية وأذيالها ولذلك يهشون على كل صوت حق كلابهم لينهشوه ، وبذلك عظمت التضحيات في هذا السبيل منذ أن غادر رسول الإسلام(ص) هذا العالم وتوالت التضحيات ، وما يحصل اليوم لمن اعتقلتهم السلطات المصرية من أنصار الإمام المهدي(ص) بعد أن أمنوهم وبتحريض واضح من الوهابية كما اعترف الوهابية أنفسهم في غرفتهم (مصر والشيعة) على البالتوك ، وكذلك بتحريض من قناة صفا الفضائية التي حل الأنصار ضيوفا عليهم لا يعدون بدعا في هذا السبيل الإلهي ، ولقد تأسف الوهابيون ـ كما يبدو ـ لأنهم لم يشاركوا بني العباس في حفلة القتل التي جرت في عاشوراء عام 2008م لأنصار الإمام المهدي(ص) فعملوا على السير على ذات النهج في فعلهم مع الأنصار ، ولا يظنن الوهابية أو من يقف خلفهم أنهم قادرون على أن يغلبوا أمر الله سبحانه ، ولو كان لديهم أثارة من عقل فليتدبروا قوله تعالى{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}(القصص/5) ، وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .
816 9 دقائق