بغداد تدعو واشنطن إلى اعادة النظر في تقييد دخول العراقيين للاراضي الأمريكية وتصفه بـ”الخاطئ”

دعت وزارة الخارجية العراقية الاثنين الولايات المتحدة الى اعادة النظر في قرارها “الخاطئ” بتقييد دخول الرعايا العراقيين إلى اراضيها، وذلك بعد تأييد مجلس النواب العراقي بالاغلبية مطالبة الحكومة بالتعامل مع الولايات المتحدة بالمثل.

وتاتي هذه الدعوة عقب المرسوم الذي اصدره الرئيس الامريكي دونالد ترامب بحظر دخول رعايا العراق وايران وسوريا والسودان والصومال وليبيا واليمن الاراضي الامريكية لمدة 90 يوما على الاقل، في اطار ما وصفه بالجهود للحفاظ على سلامة بلاده من “الارهابيين الاسلاميين المتطرفين”.

وتهدد هذه الاجراءات، التي تاتي عقب تاكيدات ترامب المتكررة انه كان على الولايات المتحدة ان تسرق نفط العراق قبل ان تغادره في 2011، في اثارة مشاعر الاستياء لدى المواطنين العراقيين والحكومة، في بلد يقاتل المسلحين الاسلاميين الذين وصفهم ترامب بانهم اكبر تهديد لاميركا.

واستقبل وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري السفير الأمريكي في العراق دوغلاس سيليمان وقال له حسب ما جاء في بيان عن الوزارة “في الوقت الذي نرفض فيه قرار منع

استقبال العراقيين في الولايات المتحدة الأمريكية ندعو لمراجعته، ونؤكد تمسكنا بإقامة أفضل العلاقات بين بغداد وواشنطن”.

وكان المتحدث باسم الخارجية احمد جمال قال في وقت سابق “نرى من الضروري قيام الادارة الأمريكية الجديدة باعادة النظر بهذا القرار الخاطئ”.

واضاف المتحدث باسم الخارجية العراقية انه “من المؤسف جدا ان يصدر هذا القرار تجاه دولة حليفة ترتبط بشراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية وان يتزامن مع الانتصارات التي يحققها مقاتلونا الشجعان وبدعم التحالف الدولي على عصابات داعش الارهابية في معركة الموصل”.

من ناحيته دعا البرلمان الحكومة إلى التعامل مع واشنطن بالمثل واتخاذ اجراءات مماثلة ضد الاميركيين في حال لم تعد واشنطن النظر في موقفها.
وصوت 199 نائبا، من اصل 325 اعضاء المجلس، مع التعامل بالمثل مع الولايات المتحدة الأمريكية.

واكد النائب حاكم الزاملي لفرانس برس ان “البرلمان صوت بالاغلبية على مطالبة الحكومة العراقية ووزارة الخارجية بالتعامل بالمثل”.

وجاء في الرسالة التي وجهها البرلمان إلى الحكومة، بان يتم “التعامل بالمثل مع القرار الأمريكي في حال لم يتراجع الجانب الأمريكي عن قراراه”.

وفي فقرة اخرى طالب المجلس ب”مخاطبة الكونغرس الأمريكي والطلب منه الضغط على الادارة الأمريكية لاعادة النظر بقرارها بحق العراق”.

واكد نائب اخر هو صادق اللبان ان التصويت كان لدعوة الحكومة لاتخاذ اجراءات مماثلة.

وقال اللبان “نحن نعارض موقف الادارة الأمريكية الجديدة، ونامل في ان تعيد التفكير في قرارها”.

تبعات أمنية

ادى قرار ترامب الى احتجاز لاجئين في مطارات أمريكية ما اثار موجة احتجاجات وادانات واسعة النطاق من مجموعات حقوقية.

وياتي تصويت البرلمان العراقي بعد يوم من اطلاق لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان دعوة مماثلة بان يرد العراق على الاجراءات الاميركية بالمثل.

وقال النائب حسن شويرد نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاحد “طالبنا الحكومة العراقية بشكل واضح بالتعامل بالمثل في كل الامور التي تحصل مع الولايات المتحدة، لان العراق بلد لديه سيادة، مع اننا نتطلع ان تكون لدينا علاقات طيبة مع الولايات المتحدة”. الا انه اكد ان الدعوة لا تشمل الاف العسكريين الأمريكيين المنتشرين في العراق في اطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

الا ان السناتور جون ماكين والسناتور ليندسي غراهام قالا ان قرار ترامب يمكن أن يؤثر على التعاون العسكري والامني.

وصرح عضوا الكونغرس في بيان مشترك “هذا الامر التنفيذي يحظر على الطيارين العراقيين دخول القواعد العسكرية في اريزونا”.

واضافا “نخشى في النهاية ان يصبح هذا الامر التنفيذي جرحا تسببنا به لانفسنا في القتال ضد الارهاب”.

في الاطار نفسه طالب النائب احمد الاسدي، المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي الشيعية، في بيان الاحد “بمنع دخول الأمريكيين إلى العراق واخراج المتواجدين منهم من كافة الاراضي العراقية”.

واضاف “نطالب ايضا الجهات الامنية والدوائر ذات العلاقة اتخاذ كافة الاجراءات التي تحفظ حق العراق كدولة وتحفظ كرامة العراقيين كشعب يقاتل الارهاب ويقدم الاف الشهداء في خط الدفاع الاول نيابة عن كل العالم”.

ولعبت قوات الحشد الشعبي، ممثلة بفصائل ذات غالبية شيعية مدعومة من ايران، دورا مهما في مساندة القوات العراقية في مقاتلة تنظيم داعش.

المصدر: أ ف ب