* اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي:-
1 – الحديث الذي أخرجه ابن أبي شيبة ، والطبراني ، والحاكم ، كلهم من طريق عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلا يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي[المصنف لابن أبي شيبة 15 : 198 19493 ، المعجم الكبير للطبراني 10 : 163 10213 و 10 : 166 10222 ، مستدرك الحاكم 4 : 442 . وأورده من الشيعة المجلسي في بحار الأنوار 51 : 82 21 ، عن كشف الغمة للأربلي 3 : 261 ، والأخير نقله عن كتاب الأربعين لأبي نعيم].
2 – الحديث الذي أخرجه أبو عمرو الداني ، والخطيب البغدادي كلاهما من طريق عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي[سنن أبي عمرو الداني : 94 – 95 ، تاريخ بغداد 1 : 370 ].
3 – الحديث الذي أخرجه نعيم بن حماد ، والخطيب ، وابن حجر ، كلهم من طريق عاصم أيضا ، عن زر ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : المهدي يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي[تاريخ بغداد 5 : 391 ، كتاب الفتن لنعيم بن حماد 1 : 367 1076 و 1077 وفيه يقول ابن حماد : وسمعته غير مرة لا يذكر اسم أبيه ، وأخرجه في كنز العمال 14 : 268 38678 عن ابن عساكر ، ونقله السيد ابن طاووس في التشريف بالمنن 156 196 و 197 باب 163 عن فتن ابن حماد ، كما أورده ابن حجر في القول المختصر : 40 4 مرسلا].
4 – الحديث الذي أخرجه نعيم بن حماد بسنده عن أبي الطفيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المهدي اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي[الفتن لنعيم بن حماد 1 : 368 1080 وعنه السيد ابن طاووس في التشريف بالمنن : 257، 200].
هذه الروايات فهم منها أهل السنة بأن اسم المهدي هو ( محمد بن عبدالله )، وعلى الرغم من كل ما يمكن أن يقال بشأن هذه الأحاديث من جهة أن الأحاديث الثلاثة الأولى منها قد رواها كبار الحفاظ والمحدثين دون عبارة ( واسم أبيه اسم أبي )، فقد روى الحديث أحمد في مسنده – وفي عدة مواضع – بعبارة ( واسمه اسمي ) فقط[مسند أحمد 1 : 376 و 377 و 430 و 448 ]، وكذلك الحال عند الترمذي فقد روى هذا الحديث من دون عبارة ( واسم أبيه اسم أبي )، وأشار إلى أن المروي عن علي عليه السلام، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة، وأبي هريرة هو ( اسمه اسمي ) فقط، وقال – بعد رواية الحديث عن ابن مسعود بهذا اللفظ – : (( وفي الباب : عن علي ، وأبي سعيد ، وأم سلمة ، وأبي هريرة . وهذا حديث حسن صحيح ))[ سنن الترمذي 4 : 505 2230]. وأخرج الطبراني الحديث عن ابن مسعود من طرق أخرى كثيرة، وبلفظ: ( اسمه اسمي )، كما في أحاديث معجمه الكبير المرقمة : 10214 و 10215 و 10217 و 10218 و 10219 و 10220 و 10221 و 10223 و 10225 و 10226 و 10227 و 10229 و 10230. ومثله الحاكم في مستدركه أخرج الحديث عن ابن مسعود بلفظ : ( يواطئ اسمه اسمي ) فقط ، ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه[مستدرك الحاكم 4 : 442]. وتابعه على ذلك الذهبي. وكذلك نجد البغوي في مصابيح السنة يروي الحديث عن ابن مسعود من دون ( واسم أبيه اسم أبي ) مع تصريحه بحسن الحديث[مصابيح السنة 492 4210]. وقد صرح المقدسي الشافعي بأن تلك الزيادة لم يروها أئمة الحديث، فقال – بعد أن أورد الحديث عن ابن مسعود بدون هذه الزيادة – : أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام أبو داود في سننه، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشيخ أبو عمرو الداني[عقد الدرر : 51 باب 2]، كلهم هكذا، أي: ليس فيه: ( واسم أبيه اسم أبي ) ثم أخرج جملة من الأحاديث المؤيدة لذلك مشيرا إلى من أخرجها من الأئمة الحفاظ كالطبراني، وأحمد بن حنبل، والترمذي، وأبي داود، والحافظ أبي داود، والبيهقي، عن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وحذيفة[عقد الدرر : 51 – 56 باب 2]. هذا زيادة على ما مر من إشارة الترمذي إلى تخريجها عن علي عليه السلام، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة، وأبي هريرة، كلهم بلفظ: ( واسمه اسمي ) فقط. ولا يمكن تعقل اتفاق هؤلاء الأئمة الحفاظ بإسقاط هذه الزيادة ( واسم أبيه اسم أبي ) لو كانت مروية حقا عن ابن مسعود مع أنهم رووها من طريق عاصم بن أبي النجود، بل ويستحيل تصور إسقاطهم لها لما فيها من أهمية بالغة في النقض على ما يدعيه الطرف الآخر.
ولهذا نجد الأستاذ الأزهري سعد محمد حسن يصرح بأن أحاديث ( اسم أبيه اسم أبي ) أحاديث موضوعة[المهدية في الإسلام الأستاذ الأزهري سعد محمد حسن : 69].
وقال الشافعي في البيان: (( أخبرنا الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري في كتاب مناقب الشافعي ذكر هذا الحديث وقال فيه: وزاد زائدة في روايته لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً مني، أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً . قلت: وذكر الترمذي الحديث ولم يذكر قوله واسم أبيه اسم أبي ))[ البيان/482].
وقال في مشكاة المصابيح: (( رواه الترمذي وأبو داود وليس فيه واسم أبيه إسم أبي وفي معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الأخبار اسمه إسمي فقط ، والذي رواه اسم أبيه اسم أبي فهو زائدة وهو يزيد في الحديث . والقول الفصل في ذلك أن الإمام أحمد مع ضبطه وإتقانه روى هذا الحديث في مسنده في عدة مواضع واسمه اسمي))[ مشكاة المصابيح:3/24].
وقال السلمي في عقد الدرر: (( أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، والإمام أبو داود في سننه، والحافظ أبو بكر البيهقي، والشيخ أبو عمرو الداني، كلهم هكذا، وليس فيه: واسم أبيه اسم أبي ))[ عقد الدرر/27].
وأما الحديث الرابع، فهو ضعيف السند بالاتفاق إذ وقع فيه رشدين بن سعد المهري وهو: رشدين بن أبي رشدين المتفق على ضعفه بين أرباب علم الرجال من أهل السنة. فعن أحمد بن حنبل: أنه ليس يبالي عمن روى، وقال حرب بن إسماعيل: سألت أحمد بن حنبل عنه، فضعفه، وعن يحيى بن معين: لا يكتب حديثه. وعن أبي زرعة: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال الجوزجاني: عنده معاضيل، ومناكير كثيرة، وقال النسائي: متروك الحديث لا يكتب حديثه. وبالجملة فإني لم أجد أحدا وثقه قط إلا هيثم بن ناجة فقد وثقه وكان أحمد بن حنبل حاضرا في المجلس، فتبسم ضاحكا، وهذا يدلك على تسالمهم على ضعفه[انظر : تهذيب الكمال 9 : 191 1911 ، وتهذيب التهذيب 3 : 240 بشأن رشدين بن أبي رشدين]. أقول على الرغم من كل هذا الذي قيل بشأن هذه الروايات، فإن بإمكاننا أن نرى أن ذهابهم إلى القول بالتضعيف والطعن فيها منشؤه في الحقيقة عدم إدراك المراد الحقيقي منها، ولا أدري حقاً لما فهم السنة، وغيرهم من هذه الروايات أن اسم المهدي هو ( محمد بن عبدالله )؟
فمن المعروف أن رسول الله(ص) اسمه ( أحمد ) أيضاً، قال تعالى: (( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين )).
وورد عنه(ص) قوله: (( أنا ابن الذبيحين؛ يعني إسماعيل وعبدالله ))[ انظر: تفسير أبي السعود – أبي السعود – ج 7 – دار إحياء التراث العربي – بيروت|دار إحياء التراث العربي – بيروت. ص 200 . وتفسير الثعالبي – الثعالبي – ج 4 – الدكتور عبد الفتاح أبو سنة – الشيخ علي محمد معوض – والشيخ عادل أحمد عبد الموجود|الأولى|1418|دار إحياء التراث العربي – بيروت|دار إحياء التراث العربي ، مؤسسة التاريخ العربي – بيروت – لبنان. ص 24. وتفسير ابن كثير – ابن كثير – ج 4 – تقديم : يوسف عبد الرحمن المرعشلي||1412 – 1992 م||دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان. ص 21. وتفسير البحر المحيط – أبي حيان الأندلسي – ج 7 – الشيخ عادل أحمد عبد الموجود – الشيخ علي محمد معوض، شارك في التحقيق 1) د.زكريا عبد المجيد النوقي 2) د.أحمد النجولي الجمل|الأولى|1422 – 2001م|لبنان/ بيروت – دار الكتب العلمية. ص 356]. وعليه يكون اسم المهدي هو ( أحمد بن إسماعيل )، ويعضده ما أخرجه أبو صالح السليلي عن رسول الله (ص)، أنه قال: (( الحقوا به بمكة فإنه المهدي وأسمه أحمد ))[ أبو صالح السليلي: كتاب الفتن من فتوح المهدي].
وفي هذا الصدد يقول الشيخ محمود أبو رية: (( مما يبدو من مشكلات الرواية تلك الأحاديث المختلفة التي جاءت في كتب السنة المشهورة عند الجمهور عن ” المهدي المنتظر ” والتي تذكر أنه يخرج في آخر الزمان ليملأ الدنيا عدلا – كما ملئت جوراً ، وهو عند أهل السنة ” محمد بن عبد الله ” وفي رواية أحمد بن عبد الله ))[ أضواء على السنة المحمدية ص 232]. التكملة في مقال لاحق إن الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 4/سنة 2 في 17/08/2010 – 6 رمضان 1431هـ ق)