يتفق السنة مع الشيعة في الإيمان بالمهدي عليه السلام، فقد روت كتبهم الكثير من الأحاديث الصحيحة في المهدي، وصرح الكثير من أعلامهم بتواترها، وممن أشار إلى ذلك: (( الترمذي (ت 297 هـ) في سننه[سنن الترمذي 4|505 ـ 506 ح 2230 ـ 2233]، والعقيلي (ت322 هـ) في الضعفاء الكبير[الضعفاء الكبير 3|253 ح 1257]، والبربهاري (ت329هـ) كما في الاحتجاج بالاَثر[الاحتجاج بالاَثر على من أنكر المهديّ المنتظر: 28]، ومحمّـد بن الحسين الآبري (ت 363 هـ) صرّح بتواتر أحاديث المهديّ كما في تذكرة القرطبي[التذكرة: 701، وقد نقل القول بتواتر أحاديث المهديّ عن الآبري وارتضاه ]، والحاكم (ت 405هـ)[ مستدرك الحاكم 4|429 و 450 و 457 و 464 و 465 و 502 و 520 و 553 و 554 و 557 و 558] ، والبيهقي (ت 458 هـ) كما في منار ابن القيّم[المنار المنيف: 130 ح 225، وانظر: الاعتقاد ـ للبيهقي ـ: 127،والبغوي (ت510 أو 516 هـ)[ مصابيح السُـنّة: 488 ح 4199، وص 492 ـ 493 ح 4210 و 4211 و 4212 و 4213 و 4215] ، وابن الاَثير (ت 606 هـ)[ النهاية في غريب الحديث 1|290، 2|172 و 325 و 386، 4|33، 5|254]، والقرطبي المالكي (ت 671 هـ)[ التذكرة: 701 و 704]، وابن منظور (ت 711 هـ)[ لسان العرب 15|59 مادّة (هَدِيَ)]، وابن تيميّـة (ت 728 هـ)[ منهاج السُـنّة 4|211]، والمـزّي (ت742 هـ)[ تهذيب الكمال 25|146 ـ 149 رقم 5181 في ترجمة محمّـد بن خالد الجنـدي]، والذهـبي (ت 748 هـ)[ تلخيص المستدرك 4|553 و 558]، وابن القيّم (ت 751 هـ)[ المنار المنيف: 130 ـ 133 ح 326 و 327 و 329 و 331، و ص 135]، وابن كثير (ت 774 هـ)[ النهاية في الفتن والملاحم 1|55 و 56]، والتفتازاني (ت 793 هـ)[ شرح المقاصد 5|312، وشرح عقائد النسفي: 169]، ونور الدين الهيثمي (ت807هـ)[ مجمع الزوائد 7|313 ـ 317]، وابن خلدون (ت 808 هـ) اعترف بصحّة بعض أحاديث المهديّ[تاريخ ابن خلدون 1|564 و 565 و 568، الفصل 52]، والجزري الشافعي (ت 833 هـ)[ أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب: 163 ـ 168]، وأحمد بن أبي بكر البوصيري (ت 840 هـ)[ مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة 3|263 رقم 1442]، وابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)[ تهذيب التهذيب 9|125 رقم 201 في ترجمة محمّـد بن خالد الجندي، وفتح الباري 6|385]، وشمس الدين السخاوي (ت 902 هـ)[ كما في: نظم المتناثر من الحديث المتواتر ـ للكتّاني ـ: 226 رقم 289، حكى عنه القول بتواتر أحاديث المهديّ] ، والسيوطي (ت 911 هـ)[ الجامع الصغير 2|672 ح 9241 و 9243 و 9244 و 9245، و 2|438 ح 7489، وحكى عنه البلبيسي في العطر الوردي: 45 أنّه قال بتواترها في بعض 7489، وحكى عنه البلبيسي في العطر الوردي: 45 أنّه قال بتواترها في بعض كتبه]، والشعراني (ت 973 هـ)[ اليواقيت والجواهر 2|143]، وابن حجر الهيتمي (ت974هـ)[ الصواعق المحرقة: 162 ـ 167]، والمتّقي الهندي (ت 975 هـ) وفي كتابه (البرهان) بيانٌ لأربع فتاوىً لفقهاء المذاهب الإسلامية بشأن من أنكر ظهور المهديّ في آخر الزمان وكذّب بالأحاديث الواردة في هذا الشأن[البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان: 177 ـ 183]، والشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (ت 1033 هـ)[ راجع: الاِمام المهديّ عليه السلام عند أهل السُـنّة 2|23]، والبرزنجي (ت 1103هـ)، والزرقاني المالكي مفتي الشـافعية (ت 1304 هـ)[ الاِشاعة لاَشراط الساعة: 87، وهو من القائلين بالتواتر]، والقنوچي البخـاري (ت 1307 هـ)[ الاِذاعة: 112 و 114 و 128، وقد صرّح بتواتر أحاديث المهديّ، ونقل عن الاَئمّة الحفّاظ القول بتواترها، فراجع]، وشهاب الدين الحلواني المصري الشافعي (ت 1308 هـ)[ القطر الشهدي في أوصاف المهديّ: 68].
إلى غيرهم من عشرات العلماء المعاصرين ممّن لهم خبرة واسعة في علوم الحديث رواية ودراية، كالمودودي في البيانات: 166، والألباني في مقال حول المهديّ: 644 المنشور في مجلّة التمدّن الاِسلامي لسنة 1371 هـ العدد 22، والشيخ صفاء الدين كما في مجلّة التربية الإسلامية العراقية السـنة 14 العدد 7 ص 30، والشيخ عبـد المحسن العبّاد في محاضرته عن الإمام المهديّ منشورة في مجلّة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة لسنة 1388 هـ، وله محاضرة أُخرى نشرتها المجلّة نفسها سنة 1400 هـ حول الردّ على من كذّب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهديّ، والشيخ التويجري في كتابه (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهديّ المنتظر)، والشيخ ابن باز كما في تصديره لكتاب (الاحتجاج بالأثر) المتقدّم، وتعقيبه على محاضرة الشيخ عبـد المحسن العبّاد، وغيرهم ))[ تطبيق المعايير العلمية على ما اختلف وتعارض من أحاديث المهدي بكتب الفريقين. السيد ثامر هاشم العميدي. ص11 وما بعدها].
إذن الاعتقادبالإمام المهدي(ع) يتفق عليه السنة والشيعة على حد سواء، ولكنهم بعد الاتفاق على أصل العقيدة يختلفون في تحديد المصداق.
فالمهدي بالنسبة للشيعة هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت(ع) واسمه محمد بن الحسن(ع)، وهو مولود وغائب منذ زمن بعيد، بينما يرى السنة أن المهدي يولد في آخر الزمان، واسمه محمد بن عبدالله أو أحمد بن عبدالله.
هذا الاختلاف كما أثبتت الدعوة اليمانية مصدره رؤية كل من الطرفين لجانب من الحقيقة، فالمهدي كما رأينا في كتاب ( اليماني حجة الله ) اسم ينطبق على الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن(ع) كما يقول الشيعة، وينطبق كذلك على ولده الذي يولد في آخر الزمان وهو أحمد.
وسنحاول في ما يأتي من مقالات تقديم بيان مختصر لهذه الحقيقة من خلال الروايات الواردة في مصادر الفريقين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 3/سنة 2 في 10/08/2010 – 29 شعبان 1431هـ ق)