تناولنا في الحلقة الأولى من المقال السبب و الهدف من إرسال الرسل للناس وتبين أن الأمر قبل بعث محمد ص الخليفة الحقيقي الكامل وبعد بعثه ص لم يتبدل بل الهدف هو هو والحاجة هي هي لم تتغير. فما الحكمة من انقطاع الإرسال والحاجة نفسها لم تتغير؟ فثبت أن الإرسال مستمر بعد الرسول محمد (ص) ليس بنفس الطريقة التي كان بها من قبل لعلة بعث محمد (ص) خليفة الله الحقيقي ، لكنه مستمر.
ووعدتكم ان نعرض لما تمسك به المدافعون عن أطروحة انقطاع الإرسال : محمد (ص) خاتم النبيين ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾ الأحزاب : 40 وان لا نبوة بعده ص ولا وحي. لقد بين الإمام أحمد الحسن (ع) المهدي الأول واليماني مسالة ختم النبوة بمحمد (ص) التي أخطأ في فهمها الكثير من الناس لما ابتعدوا عن الثقلين ولم يتمسكوا بهما كما وصاهم بذلك رسول الله محمد (ص).
ومسالة ختم النبوة هي من المتشابهات التي لا يعرف تأويلها ولا يُحكمها إلا الراسخون في العلم وهم محمد ص وآل محمد ع الائمة والمهديين ع. وهذا الإحكام دليل على كون الامام احمد الحسن ع حق وصادق في دعواه
قال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ آل عمران : 7.
بين الامام احمد الحسن ع معنى كلمة نبي ( الديني ) بقوله : (( هو الشخص الذي يَعرف الأخبار من السماء . فكلمة نبي في الأصل مأخوذة من ( نبأ ) أي خبر ، وليس من كلمة ( نبا ) أي ظهر وارتفع . والحقيقة أنّ كلمة ( نبأ ) هي المأخوذة من ( نبا ) ، فالنبأ هو الغيب الذي ظهر وارتفع ليراه الناس ، وعُرف بعد أن كان مستوراً ومجهولاً . وأخبار السماء تصل إلى الإنسان بسبل متعدّدة – وإن كان يجمعها طريق واحد في الأصل – فيمكن أن يكلّم الله الإنسان مباشرة من وراء حجاب ، أو يوحي له ما شاء ، أي يكتب في صفحة وجود الإنسان ما شاء سبحانه وتعالى ، أو يرسل ملائكة يكلمون الإنسان مباشرة ، أو يكتبون في صفحة وجوده ما شاء الله سبحانه وتعالى . قال تعالى :﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ الشورى :51. أمّا طريقة هذا الكلام والوحي والكتابة ؛ فهي ربما كانت بالرؤيا في المنام ، أو بالكشف في اليقظة .))
وبين سلام الله عليه أنّ ختم النبوّة ، إن كان القصد منه انتهاء النبوّة وانقطاعها فهو أمرٌ غير صحيح إذا كان المراد بالنبوّة هي الوصول إلى مقام النبوّة، وبالتالي معرفة بعض أخبار السماء من الحق والغيب ؛ لأنّ طريق الارتقاء إلى ملكوت السماوات مفتوح ، ولم يغلق ولن يغلق . كما أنّ النبي محمد ص أكد في أكثر من رواية رواها الشيعة والسنة ، وكذا أهل بيته ع أنّ طريقاً من طرق الوحي الإلهي سيبقى مفتوحاً ، ولن يغلق وهو ( الرؤيا الصادقة ) من الله سبحانه وتعالى. وهذا مثال من بين عشرات الروايات في الموضوع : عن رسول الله ص : ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً ، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوّة ) سنن الترمذي : ج3 / ص363 ، وفي مسند أحمد : ج2 / ص507 ، وصحيح مسلم : ج7 / ص52؛ جاء لفظ المسلم بدل المؤمن في الموردين .كما أنّ في صحيح مسلم : خمسة وأربعين بدل ستة وأربعين . وفي صحيح البخاري : ج8 / ص77 جاء لفظ المؤمن بدل لفظ المسلم في الموردين .
فالرؤيا اذن طريق لوحي الله سبحانه ، وهو مفتوح بعد محمد ص ، والذي تأكّد بالروايات وبالواقع الملموس أنّه لا يزال مفتوحاً للناس فاذا تبين هذا وانتفى اعتراض المعترضين بالقول بانقطاع الوحي، يبقى الجواب عن المراد من كون الرسول محمد ص خاتِم النبيين ، ( أي آخرهم ) ؟ وكذا ما المراد من كونه ص خاتَم النبيين ( أي أوسطهم ) ؟ فكلاهما أي ( خاتِم و خاتَم ) من أسماء النبي محمد ص . ولا يوجد افضل من كلام الامام احمد الحسن ع لفهم المقصود فسننقل بعضه هنا ومن اراد التفصيل فليراجع كتابه ع (النبوة الخاتمة) (ع) : (( والآن نعود إلى كون محمد (ص) خاتِـم النبيين وخاتـَمهم ، فهو صلوات ربي عليه آخر الأنبياء والمرسلين من الله سبحانه وتعـالى ، ورسالته وكتابه القرآن وشريعته باقية إلى يوم القيامة ، فلا يوجد بعد الإسلام دين : ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ آل عمران : 85. ولكن بقي مقام النبوّة مفتوحاً لبني آدم ، فمن أخلص من المؤمنين لله سبحانه وتعالى في عبادته وعمله يمكن أن يصل إلى مقام النبوّة ، كما بقي طريق وحي الله سبحانه وتعالى لبني آدم بـ ( الرؤيا الصادقة ) مفتوحاً وموجوداً وملموساً في الواقع المعاش . أمّا إرسال أنبياء ممن وصلوا إلى مقام النبوّة من الله سبحانه وتعالى ، سواء كانوا يحافظون على شريعة محمد (ص) الإسلام ، أم إنّهم يجدّدون ديناً جديداً ، فهو غير موجود وهو الذي ختمه الله سبحانه وتعالى ببعثه محمداً (ص) . ولكن تجدّد بعد بَعث النبي محمد (ص) ( الإنسان الكامل وخليفة الله حقاً ، وظهور الله في فاران وصورة اللاهوت ) أمر الإرسال من محمد ص، فجميع الأئمة (ص) هم مرسلون إلى هذه الأمة ، ولكن من محمد (ص) ( الله في الخلق ) ، قال تعالى : ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾ يونس : 47. عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال سألته عن تفسير هذه الآية :﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾ . قال (ع) : ( تفسيرها بالباطن ؛ إنّ لكل قرن من هذه الأمة رسولاً من آل محمد يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول ، وهم الأولياء وهم الرسل ، وأمّا قوله :﴿ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ﴾ ، قال : معناه إنّ الرسل يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله ) تفسير العياشي : ج2 / ص123 ، تفسير نور الثقلين : ج2 / ص305 ، بحار الأنوار : ج24 / ص306. وقال تعالى : ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ الرعد : 7. عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: ﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ﴾ ، فَقَـالَ (ع) : ( كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ الَّذِي هُوَ فِيهِمْ ) الكافي : ج1 / ص191 ، بصائر الدرجات : ص50 ، غيبة النعماني : ص109 ، بحار الأنوار : ج23 / ص3. عَنْ أَبِي جَعْـفَرٍ (ع) فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ﴾ ، فَقَـالَ : ( رَسُولُ اللَّهِ (ص) الْمُنْذِرُ ، وَلِكُلِّ زَمَانٍ مِنَّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ إِلَى مَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ (ص) ، ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيٌّ ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ ) الكافي : ج1 / ص191 ، بحار الأنوار : ج16 / ص358 ، تفسير الصافي : ج3 / ص59 ، تفسير نور الثقلين : ج2 / ص483. عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، ( قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) : ﴿ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ﴾ ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ (ص) الْمُنْذِرُ وَعَلِيٌّ الْهَادِي . يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ مِنْ هَادٍ الْيَوْمَ ؟ قُلْتُ : بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا زَالَ مِنْكُمْ هَادٍ بَعْدَ هَادٍ حَتَّى دُفِعَتْ إِلَيْكَ ، فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَوْ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ آيَةٌ عَلَى رَجُلٍ ثُمَّ مَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الْآيَةُ مَاتَ الْكِتَابُ ، وَلَكِنَّهُ حَيٌّ يَجْرِي فِيمَنْ بَقِيَ كَمَا جَرَى فِيمَنْ مَضَى ) الكافي : ج1 / ص192، بحار الأنوار : ج279 ، تفسير نور الثقلين :ج2 / ص483 ، غاية المرام : ج3 / ص7. عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ﴾ ، فَقَالَ : ( رَسُولُ اللَّهِ (ص) الْمُنْذِرُ وَعَلِيٌّ الْهَادِي ؛ أَمَا وَاللَّهِ مَا ذَهَبَتْ مِنَّا وَمَا زَالَتْ فِينَا إِلَى السَّاعَةِ ) الكافي : ج1 / ص192، بصائر الدرجات : ص50 ، غيبة النعماني : ص110، بحار الأنوار : ج23 / ص3. فهم (ع) رسل هداة من محمد (ص) ، وإلى محمد (ص) ، وأيضاً هم جميعاً عليهم صلوات ربي لهم مقام النبوّة . بل إنّ شرط الإرسال الذي لا يتبدّل هو : ( تمام العقل ) ، فلا بد من الوصول إلى مقام السماء السابعة الكلية ( سماء العقل ) . وهذا الأمر الذي تجدّد يقرأه – سواء كان يفقهه أم لا يفقهه – كل من يزور أوّل رسول من محمد (ص) وهو علي بن أبي طالب (ع) ، بل لا يدخل إلى الحرم المطهر لأمير المؤمنين (ع) إلاّ بعد قراءته ، وهو بمثابة زيارة للنبي محمد ص. في زيارة أمير المؤمنين علي (ع) عن الصادق (ع) : ( …. وتقول : السلام من الله على محمد أمين الله على رسالته وعزايم أمره ومعدن الوحي والتنزيل ، الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل ، والمهيمن على ذلك كله ، الشاهد على الخلق ، السراج المنير ، والسلام عليه و رحمة الله وبركاته ) من لا يحضره الفقيه : ج2 / ص588 ، تهذيب الأحكام : ج6 / ص25 ، مصباح الكفعمي : ص474 ، فرحة الغري : ص107 ، بحار الأنوار : ج97 / ص148 ، المزار للمفيد : ص77 وص104. ووردت نفس العبارة في زيارة الحسين (ع) : عن أبي عبد الله (ع) قال : ( … فإذا استقبلت قبر الحسين (ع) فقل : السلام على رسول الله (ص) ، أمين الله على رسله وعزائم أمره ، الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل ، والمهيمن على ذلك كلّه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته ) كامل الزيارات : (ص) 368 ، المزار للشهيد الأول : ص37. وقال أمير المؤمنين علي (ع) : ( …. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة يؤدي الإسلام ذاكرها ويؤمن من العذاب يوم الحساب ذاخرها ، وأشهد أنّ محمداً عبده الخاتم لما سبق من الرسالة وفاخرها ، ورسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة وناشرها …. ) ينابيع المودّة : ج3 / ص206 ، إلزام الناصب : ج2 / (ص) 157 ، نفحات الأزهار : ج12 / ص80 . فمحمد (ص) ختم الإرسال من الله سبحانه وتعالى ، وفتح الإرسال منه (ص) (الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل) . وبهذا تبيّن كونه (ص) ( الخاتَم ) أي الوسط بين أمرين ، وكذا كونه ( الخاتِم ) أي الأخير . وتبيّن أيضاً أنّه ( خاتَم النبيين ) بمعنى أنّه ما تُختم به رسالاتهم ، أي إن رسالاتهم موقعة ومختومة باسمه (ص) ؛ وذلك لأنّ إرسال الأنبياء السابقين وإن كان من الله سبحانه وتعالى ، ولكن أيضاً محمد (ص) هو الحجاب بين الله سبحانه وبين الأنبياء ، فالرسالات منه تترشح ، ومن خلاله تتنـزل إلى الأنبياء . فمحمد (ص) هو صاحب رسالات الأنبياء السابقين ، كونها تنـزلت من خلاله ، وهو الحجاب الأقرب إلى الله سبحانه ، فالإرسال السابق من الله ومن خلال محمد (ص) (الحجاب الأقرب) ؛ لكونه لم يُبعث (ص) ، والإرسال اللاحق من محمد (ص) وبأمر الله كونه بُعث ص. واسم من أسماء علي بن أبي طالب (ع) هو : ( رسول رسول الله (ص) ) . عن جميل بن صالح ، عن ذريح ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يعوذ بعض ولده ، ويقول : ( عزمت عليك يا ريح ويا وجع ، كائناً ما كنت ، بالعزيمة التي عزم بها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع) رسول رسول الله (ص) على جن وادي الصبرة فأجابوا وأطاعوا لما أجبت وأطعت وخرجت عن ابني فلان ابن ابنتي فلانة ، الساعة الساعة ) الكافي : ج 8 / ص85 ، طب الأئمة : ص40، بحار الأنوار : ج92 / ص8)) كتاب النبوة الخاتمة للامام احمد الحسن ع.
وأخيرا أقول أن المسلمين متفقين على أن المهدي (ع) خليفة الله وانه حامل الرسالة الإلهية للإنسانية وانه من يملؤها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وهو الذي سيقيم دولة العدل الإلهي وهو سلام الله عليه حامل رسالة محمد (ص) للإنسانية وقد ورد من طرق السنة والشيعة وصفه بخليفة الله وانه يبعثه الله ونذكر مثالا من الروايات عن ثوبان، قال: قال رسول الله (ص): ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة. كلهم ابن خليفة. ثم لا يصير إلى واحد منهم. ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق. فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم. ثم ذكر شيئاً لا أحفظه. فقال ” فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج. فإنه خليفة الله المهدى ). المستدرك للحاكم النيسابوري : ج4 ص463. ) سنن ابن ماجة : ج2 ص1367 ح4084. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود عن علي (ع) انه قال : (قال رسول الله (ص) لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا).
فالمهدي عليه السلام خليفة الله وهو رسول كونه حامل الرسالة الإلهية للإنسانية .
تبين الآن بما لم يبقى معه أدنى شك ان إرسال الرسل (خلفاء الله في الأرض ع) أمر مستمر ولم ينقطع ولن ينقطع وان الذي تغير هو طريقة الإرسال ، فإرسال بعض من وصلوا إلى مقام النبوّة من الله سبحانه وتعالى هو الذي ختمه الله سبحانه وتعالى ببعثه محمداً (ص) . ولكن تجدّد بعد بَعث النبي محمد (ص) أمر الإرسال من محمد ص.
والحمد لله رب العالمين
(صحيفة الصراط المستقيم ـ العدد 35 ـ الصادر بتاريخ 16 ربيع الثاني 1432 هـ الموافق ل 22/03/2011 م)