عكست نتائج الانتخابات البلدية في لبنان وتحديدا في طرابلس تنامي الاعتراض على أداء رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري.
ويقول محللون إن نتائج طرابلس التي وصفتها صحف محلية بـ”الزلزال”، هي ترجمة لأداء الحريري “الضعيف” سياسيا وغيابه عن الساحة السياسية منذ خروجه من الحكم عام 2011 تزامنا مع اندلاع النزاع السوري.
وأظهرت النتائج الرسمية في انتخابات بلدية طرابلس الأحد خسارة معظم أعضاء اللائحة المدعومة من الحريري، لصالح أكثرية حصلت عليها لائحة يدعمها وزير العدل المستقيل أشرف ريفي الذي كان حتى الأمس القريب أبرز حلفاء الحريري.
وقال الباحث والأستاذ الجامعي زياد ماجد لوكالة فرانس برس “ثمة حالة اعتراض على الأداء السياسي، وتحديدا على استسهال الحريري التوافق مع شخصيات كان على خصومة معها لسنوات طويلة، من دون شرح أسباب هذا التوافق وأهدافه”.
وتحالف الحريري في الانتخابات البلدية في العاصمة والشمال مع قوى سياسية تقليدية كان على خصومة معها، بينها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وشخصيات أخرى منضوية ضمن قوى 8 آذار التي يعد حزب الله أبرز أركانها.
وقبل شهور أقدم الحريري على ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، أبرز حلفاء النظام السوري لرئاسة الجمهورية، ما أثار امتعاض حلفائه في فريق 14 آذار المدعوم من السعودية.
ويرى الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية إميل حكيم أن الحريري يدفع ثمن أداء مرتبك، سواء في التعاون مع حلفائه أو بمواجهة خصومه، إضافة إلى ارتباك سعودي ينعكس عليه ماديا وسياسيا.
ورغم إجماع المحللين على وجود رسالة وجهتها صناديق الاقتراع، إلا أنهم يعتبرون أن نتائج الانتخابات البلدية لا تغير المشهد السياسي العام وطبيعة الانقسام السياسي القائم خصوصا على خلفية النزاع في سوريا المجاورة.
المصدر: (أ ف ب)