زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

اليماني هو قائم آل محمد الحلقة الخامسة

قبل أن أدخل في موضوعي أود الإشارة إلى أمر مهم ، لكي لا تتلقف الظنون عبارة  ( اليماني هو قائم آل محمد ) بكثير من الأوهام ، غير المقصودة من البعض والمقصودة من آخرين.

أود أن أقول: إن اليماني هو القائم بالسيف بأمر من أبيه الإمام المهدي (ع) ، وهذا المعنى الذي يؤكد وجود الإمام المهدي (ع) ، ويمنحه دوره الكامل سيكون دائماً حداً لن تتجاوزه كلماتي.

الدليل السادس :

معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) – الكوراني :

( في صاحب هذا الأمر سنن من أربعة أنبياء: سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد صلوات اللّـه عليهم أجمعين ، فقلت : ما سنة موسى؟ قال: خائف يترقب. قلت: وما سنة عيسى؟ فقال : يقال فيه ما قيل في عيسى ، قلت : فما سنة يوسف ؟ قال : السجن والغيبة . قلت : وما سنة محمد صلى اللّـه عليه وآله؟ قال: إذا قام سار بسيرة رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله إلا أنه يبين آثار محمد ، ويضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا هرجا، حتى رضي (يرضى) اللّـه قلت : فكيف يعلم رضا اللّـه؟ قال: يلقي اللّـه في قلبه الرحمة )([1]).

معلوم أن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) لا تطاله أيدي الأعداء، فالمقصود من صاحب الأمر الذي يُسجن هو غيره. وقوله: ( يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر ) إشارة إلى أن المقصود هو صاحب الرايات السود، وهو أحمد ابن الإمام المهدي (ع) كما دلت الروايات الآنفة التي نصت على خروج رجل من أهل بيت الإمام المهدي (ع).

ورد في كنز العمال – المتقي الهندي :

عن علي قال : إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء وبلغ ذلك أهل الشام قالوا لخليفتهم : قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا قتلناك ، فيرسل إليه بالبيعة ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس ، وتنقل إليه الخزائن ، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال ، حتى تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل بيته بالمشرق ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس ، فلا يبلغه حتى يموت ( نعيم )([2]) .

الدليل السابع :

ورد عن يزيد الكناسي عن أبي جعفر الباقر (ع) : ( إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف؛ ابن أمة سوداء )([3]).

والإمام المهدي محمد بن الحسن ابن السيدة نرجس  ابنة ملك الروم وليست هي أمة سوداء، فيكون المقصود ولده أحمد.

الدليل الثامن :

عن الإمام الرضا (ع) ، قال : ( كأني برايات ، من مصر مقبلات ، خضر مصبغات ، حتى تأتي الشامات ، فتؤدى الى ابن صاحب الوصيات )([4]).

وصاحب الوصيات هو الإمام المهدي (ع) وفي رواية الوصية تعبير مشابه حيث ورد وصف الإمام المهدي ع بأنه المستحفظ من آل محمد، وابنه هو أحمد المذكور في وصية رسول اللّـه . وفي الرايات التي تؤدى إليه من مصر دليل على أنه هو القائم.

الدليل التاسع :

قال رسول اللّـه  : ( من ولدي إثنا عشر نقيباً نجباء مفهمون محدثون آخرهم القائم بالحق ليملأها عدلاً كما ملئت جوراً )([5]).   

ولد رسول اللّـه  هم : 1- الحسن 2- الحسين 3- السجاد 4- الباقر 5- الصادق 6- الكاظم 7- الرضا 8- الجواد 9- الهادي 10- العسكري 11- المهدي    أجمعين  لأن علياً (ع) أخوه لا ولده ، بل إن الرسول  وعلي (ع) هما أبوا هذه الأمة ، وإليكم هذه الأحاديث التي توضح هذا الأمر:

جواهر الفقه – القاضي ابن البراج :

قال ( ص ) : ( يا علي أنت أخي ووارث علمي ، وأنت الخليفة من بعدي ، وأنت قاضي ديني ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي )([6]).

منهاج الصالحين – الشيخ وحيد الخراساني :

قال رسول اللّـه ( صلى اللّـه عليه وآله وسلم ) : ( يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة )([7]).

الخصال – الشيخ الصدوق :

(عن علي  قال : كان لي عشر من رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله لم يعطهن أحد قبلي ولا يُعطاهن أحد بعدي قال لي : يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة … إلخ قوله عليه السلام )([8]).

عيون أخبار الرضا (ع) – الشيخ الصدوق :

 قال رسول اللّـه ( ص ) : ( يا علي أنت أخي ووزيري وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة وأنت صاحب حوضي من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني )([9]).

بحار الأنوار – العلامة المجلسي :

( قال رسول اللّـه صلى اللّـه عليه وآله : يا علي أنت أخي ووارثي ووصيي وخليفتي في أهلي وأمتي في حياتي وبعد مماتي ، محبك محبي ، ومبغضك مبغضي يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة )([10]).

إذن الإمام المهدي (ع) هو الولد الحادي عشر لرسول اللّـه  فيكون الولد الثاني عشر أو الأخير الذي ذكره حديثه  هو أحمد المذكور في الوصية المقدسة، وهو القائم إذن .



  ([1])معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) : ج 3 – ص 240.

([2])  كنز العمال : ج 14 – ص 589.

  ([3])الغيبة للنعماني :ص 166.

  ([4])المعجم الموضوعي : ص451.

([5])  الغيبة للطوسي : ص102 – أصول الكافي : ج1 ص608.

([6])  جواهر الفقه : ص  249.

([7])  منهاج الصالحين : ج 1 – ص 159.

  ([8])الخصال : ص 429.

  ([9])عيون أخبار الرضا (ع) : ج 2 – ص 264.

  ([10])بحار الأنوار : ج 23 – ص 128.

…………………………………………………………………………………………………………………………..

( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 18 – السنة الثانية – بتاريخ 23-11-2010 م -17 ذو الحجة 1431 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى