أخبار سياسية منوعة

في ذكرى التأسيس : ميليشيا بدر مشروع العائلة المافيوي

منذ البداية كانت العقيدة التي تأسست عليها ميليشيا بدر ترتكز على قاعدة الولاء لعائلة آل الحكيم التي لا تُضاهى أبداً بالولاء للدين أو الوطن ، فالعائلة أولاً وأخيراً ، وقبل كل شئ ، وبعد كل شئ ، وفوق كل شئ .

في ذكرى التأسيس : ميليشيا بدر مشروع العائلة المافيوي

أبو محمد الأنصاري

منذ البداية كانت العقيدة التي تأسست عليها ميليشيا بدر ترتكز على قاعدة الولاء لعائلة آل الحكيم التي لا تُضاهى أبداً بالولاء للدين أو الوطن ، فالعائلة أولاً وأخيراً ، وقبل كل شئ ، وبعد كل شئ ، وفوق كل شئ .

وإذا كانت أدبيات ميليشيا بدر تدمن الحديث عن الدين والوطن والمرجعية والمظلومية التي يعانيها العراقيون في دولة الطاغوت الصدامية ، فإن هذه العناوين كلها تُختصر بعائلة آل الحكيم ، فهذه العائلة هي الدين والمقدسات والمرجعية وهي من تعرض لظلم الطاغية نيابة عن كل العراقيين ، لذلك تجدها المثل الحاضر دائماً وأبداً .

بهذا الهاجس المافيوي كان جهاز إطلاعات ( مخابرات ) فيلق بدر المتفرع عن جهاز المخابرات الإيرانية يقيّم أفراد المعارضة العراقية ، فبمقدار ولاء الشخص لعائلة آل الحكيم يكون ولاؤه لكل القيم المذكورة آنفاً ، فأنت ثقة مأمون الجانب وتستحق من ثَمَّ أن تنتسب للفيلق المصدر الوحيد للحصول على لقمة العيش إذا كنت تملك لساناً مدرباً على نطق كلمات الثناء بحق العائلة ، أما إذا كنت ذا لسان مرسل الزمام فلك الويل من خائن عميل صدامي . بهذا المقياس العائلي كان النجفيون ذوي الألسنة اللينة المدهونة جيداً ينالون الحظوة عند آل الحكيم ، ويتم إسكانهم في منطقة قم في بيوت محترمة ، بينما البصريون الذين يشكلون القاعدة الأوسع لمعارضي المنفى الإيراني ، هؤلاء المخلصون المضحون الذين يحترقون من أجل دينهم وشعبهم ، ولم يكونوا لفرط حرقتهم يملكون ألسنتهم المنتقدة فقد كان يرمى بهم في بيوت قميئة في الأوردكات ( المخيمات التي تركها الكويتيون ) ، وكانوا هم وحدهم وقود المعارك التي يخوضها الفيلق في الأهوار .

لم تكن ميليشيا بدر في يوم من الأيام مشروعاً همه الدين أو الوطن كما يُشاع هذه الأيام ، كان آل الحكيم وحزب الصفوة السري الذي أسسه السيد محمد باقر الحكيم قد وضعوا منذ البداية الخطوط العريضة لمشروعهم ، وكانت كل هذه الخطوط تلتقي عند نقطة مركزية تتمثل برمزية العائلة ومحوريتها ، وعلى أساس هذه الستراتيجية كان يتم إرسال الدعاة لمعسكرات الأسرى ليروجوا لعائلة آل الحكيم بوصفها المنقذ والمخلص . أما القضية الدينية أو الوطنية التي يتبجحون بها فهم أول من خانها ، وكانوا المسؤول الأكبر عن تعثرها وتزييفها ، فعلى سبيل المثال كانت جموع المعارضين العراقيين الشرفاء إبان الإنتفاضة الشعبانية تستعد لدخول العراق لمشاركة الشعب المنتفض ، ولكن آل الحكيم والقوات الإيرانية اشترطت عليهم رفع صور العائلة ، والترويج لها ، وليس هذا فقط وإنما أمرتهم بعدم المشاركة الفعلية في وانتظار ما تؤول له المعارك ، فإذا كانت كفة الشعب هي الراجحة يكون واجبهم التوجه نحو مراكز السلطة المهمة والسيطرة عليها ، فالمهم بالنسبة لآل الحكيم وميليشياهم هو السلطة لا غير . السلطة التي من أجلها باعوا العراق تراباً رخيصاً لشر خلق الله ، والتي من أجلها حاربوا الشرفاء وسلموهم لمخابرات صدام كما حدث مع أبو أيوب وأبو ميثم رحمهما الله ، والقائمة طويلة .

مليشيا بدر هذه كانت وبالاً على العمل المعارض بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فالهاجس العائلي الذي حل بديلاً عن الدين والوطن ، وحب التسلط الذي أعمى القلوب قبل العيون كانا وراء فشل كل مشاريع العمل المعارض ، فالمجلس الأعمى كان ديدنه الوحيد التربص لقوى المعارضة لإفشال مشاريعها وتحركاتها ، والمثل الأوضح في هذا الصدد معركتهم غير الشريفة مع السيد محمد الصدر ، فقد كانوا أشد عليه من صدام وكانوا هم حقيقة من قتله بعد أن قتلوا شخصيته بإشاعاتهم الكاذبة وبطعونهم التي اتخذها المتخاذلون ذريعة للإبتعاد عن حركته ، فآل الحكيم والسيستاني معهم كانوا خنجر الغدر المسموم الذي أوجع خاصرة السيد الصدر .

وليس عجيباً أبداً أن يحتفل آل الحكيم وحلفاؤهم في حب التسلط من الحزبين الكرديين بذكرى تأسيس ميليشيا العائلة ، ولكن الغريب حقاً أن يصدق الناس كل الهراء الذي تفوه به رجالات المجلس وحلفاؤهم على الرغم من معرفتهم بأنه هراء وكذب لا حقيقة له ، فيا لله من يصدق ما قاله تافه مثل الربيعي أو عبدالمهدي من أن مليشيا بدر كان لها دور كبير في إسقاط نظام الطاغية صدام ؟!

Aaa-aaa9686_(at)_yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى