5– كتاب الفهرست:
وهو ايضا للشيخ الطوسي ( رحمه الله ) وقيل بأنه متقدم على تأليف كتاب الرجال، وهو معد لذكر اصحاب الكتب والمصنفات فقط ، كرجال النجاشي، والظاهر انه مؤلف قبل رجال النجاشي، وايضا تسجل عليه عدة نقاط:
النقطة الاولى:
تنطبق عليه تقريبا كل النقاط الخمسة التي ذكرتها حول كتاب رجال النجاشي.
النقطة الثانية:
ان عدد من ذكرهم الشيخ الطوسي في كتاب الفهرست هم ( 912 ) حسب ترقيم الكتاب، وهم كلهم ذكرهم النجاشي في رجاله وزيادة، اللهم الا ان يوجد اختلاف يسير، وعلى أي حال فهما بمثابة كتاب واحد من حيث عدد المترجم لهم من المصنفين، ولنقل انهم ( 1300 ) مؤلف، ومن المعلوم انهما لاصحاب الكتب فقط فلا يحتج بهما على غير المصنفين، فلا يقال مثلا عن راو من غير المصنفين بأنه مجهول لانه لم يذكر في رجال النجاشي او فهرست الشيخ الطوسي.
وكذلك صار معلوما بعدم كفاية هذا العدد نسبة الى عموم الرواة الذين فاق عددهم ( 18000 ) في آخر المستدركات ، وان تنزلنا فلنقل ( 15000 (.
النقطة الثالثة:
اذكر بعض طرق الشيخ الطوسي الى كتب الرجال التي ذكرها في الفهرست، لكي لا يقال ان كل طرق الشيخ الطوسي الى كتب الرجال صحيحة وبالتالي تصح كل التوثيقات والتضعيفات التي ينقلها:
# طريقه الى كتاب المشيخة، لاحمد بن الحسين بن عبد الملك ابو جعفر الآودي:
احمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن احمد بن الحسين بن عبد الملك.
التحقيق السندي:
علي بن محمد بن الزبير: لم يوثق من المتقدمين ولا من العلامة واضرابه، وحكم المحقق الخوئي بعدم ثبوت وثاقته، راجع معجم رجال الحديث ج13 ص148 برقم 8430.
# طريقه الى كتاب ( تاريخ الرجال ) لاحمد بن علي بن محمد بن جعفر … بن علي بن ابي طالب (ع) العلوي العقيقي:
احمد بن عبدون عن ابو محمد الحسن بن محمد بن يحيى عن ابو الحسن علي بن احمد العقيقي عن ابيه ( احمد بن علي بن محمد … العلوي العقيقي ).
التحقيق السندي:
الحسن بن محمد بن يحيى: قال عنه النجاشي : رأيت اصحابنا يضعفونه.
ولم يوثقه الشيخ الطوسي، وقال عنه الغضائري : كان كذابا يضع الحديث مجاهرة. وقال عنه العلامة: الاقوى التوقف في رواياته مطلقا. وجزم المحقق الخوئي بضعفه، راجع معجم رجال الحديث ج6 ص142 برقم 3132.
# طريقه الى كتاب ( الرجال: من روى عن جعفر بن محمد –ع- ) وغيره من كتب الرجال لابن عقدة:
ابو الحسن احمد بن محمد بن موسى الاهوازي.
التحقيق السندي:
اولا: صاحب الكتاب هو ابن عقدة : احمد بن محمد بن سعيد : زيدي جارودي وعلى ذلك مات: وهو ثقة حسب ترجمة النجاشي والطوسي، ولكن هل يعتمد عليه في توثيق اصحاب الائمة (ع) وتضعيفهم، فيه نظر وكلام طويل، اعرض عنه الان.
ثانيا: احمد بن محمد بن موسى: لم ينص النجاشي ولا الطوسي على وثاقته، وتمسك قوم بوثاقته لانه من مشايخ النجاشي.
# طريقه الى كتاب ( الرجال ) لعلي بن الحسن بن فضال:
احمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن الحسن بن فضال.
التحقيق السندي:
علي بن محمد بن الزبير: لم يوثق من المتقدمين ولا من العلامة واضرابه، وحكم المحقق الخوئي بعدم ثبوت وثاقته، راجع معجم رجال الحديث ج13 ص148 برقم 8430.
# طريقه الى كتاب ( الرجال ) لعلي بن احمد العلوي العقيقي:
احمد بن عبدون عن الشريف ابو محمد الحسن بن محمد بن يحيى عن علي بن احمد العلوي العقيقي.
التحقيق السندي:
اولا: صاحب الكتاب : لم يوثقه النجاشي. وقال عنه الطوسي في موضع ( مخلط ) راجع رجال الشيخ الطوسي برقم 6217. واثبت المحقق الخوئي عدم وثاقته ، راجع معجم رجال الحديث ج12 ص 281 برقم 7931، وذكر الخوئي ان العلامة الحلي عده في القسم الثاني ونقل كلام الشيخ فيه : ( مخلط )، وكذلك رد الرواية التي يستفاد منها مدحه، بأنها عنه وضعيفة بـ ( الحسن بن محمد بن يحيى (.
ثانيا: الحسن بن محمد بن يحيى: قال عنه النجاشي : رأيت اصحابنا يضعفونه. ولم يوثقه الشيخ الطوسي، وقال عنه الغضائري : كان كذابا يضع الحديث مجاهرة. وقال عنه العلامة: الاقوى التوقف في رواياته مطلقا. وجزم المحقق الخوئي بضعفه، راجع معجم رجال الحديث ج6 ص142 برقم 3132.
# طريقه الى كتاب ( الرجال ) لمحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي:
جماعة عن ابو محمد التلعكبري عن الكشي.
التحقيق السندي:
الجماعة مجهولة ولم يصرح بافرادها ، فان لم يذكرها الشيخ الطوسي في كتاب أخر يكون حتى كتاب الكشي ضعيف الطريق.
النقطة الرابعة:
ويبقى الكلام ايضا في طريق اصحاب الكتب الى من عاصر وعاشر اصحاب الرسول (ص( والائمة (ع)، وهل ان السند صحيح ام لا، وهل … وهل … ؟
النقطة الخامسة:
ذكر الشيخ جعفر السبحاني وغيره ، بأن الشيخ الطوسي لم يف بما قاله في مقدمة الفهرست من بيان مذاهب الذين يترجم لهم، واليكم كلام الشيخ جعفر السبحاني:
) وعلى كل تقدير فالفهرس موضوع لبيان مؤلفي الشيعة على الاطلاق سواء كان إماميا أو غيره . قال في مقدمته : ” فإذا ذكرت كل واحد من المصنفين وأصحاب الأصول فلا بد أن أشير إلى ما قيل فيه من التعديل والتجريح ، وهل يعول على روايته أو لا ، وأبين اعتقاده وهل هو موافق للحق أو هو مخالف له ؟ لان كثيرا من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة ، فإذا سهل الله إتمام هذا الكتاب فإنه يطلع على أكثر ما عمل من التصانيف والأصول ويعرف به قدر صالح من الرجال وطرائقهم “.
ولكنه قدس سره لم يف بوعده في كثير من ذوي المذاهب الفاسدة ، فلم يقل في إبراهيم بن أبي بكير بن أبي السمال شيئا ، مع أنه كان واقفيا كما صرح به الكشي والنجاشي ، ولم يذكر شيئا في كثير من الضعفاء حتى في مثل الحسن بمن علي السجاد الذي كان يفضل أبا الخطاب على النبي صلى الله عليه وآله والنجاشي مع أنه لم يعد ذلك في أول كتابه . أكثر ذكرا منه بفساد مذهب الفاسدين وضعف الضعفاء ) كليات في علم الرجال ص 70 – 71. في القسم اللاحق نتحدث إن شاء الله عن كتاب رجال ابن الغضائري.
(صحيفة الصراط المستقيم ـ العدد 41 بتاريخ 29 جمادى الاولى 1432 هـ الموافق ل 03/05/2011 م)