حذرت النائبة العراقية شروق العبايجي يوم الثلاثاء من موت ومجاعة تهدد قرى واهوار على ضفاف نهر الفرات في جنوب البلاد جراء شح المياه وتلوثها.
وقالت العبايجي في بيان ورد لشفق نيوز ان العشرات من القرى العراقية الواقعة بمحاذاة نهر الفرات والأهوار الوسطى تعاني من تدهور المياة وتلوثها وأنحسارها، وان هذه القرى وسكانها مهددون بالموت والمجاعة والنزوح.
واشارت الى ان العراق سيفقد اكثر من 20 الف حيوان من الجواميس في الاهوار الوسطى وهور الحمار، وان السكان من مربي الجاموس وصائدي الاسماك في حاجة فورية للمساعدات الانسانية بسبب الجفاف المفاجئ هذا العام.
ونوهت العبايجي الى انه منذ نيسان عام 2015 بدأت مناسيب نهر الفرات بالأنخفاض التدريجي في مدينة الجبايش حتى وصلت الى حدود متدنية بلغت 80 سم حالياً بعد أن كانت 1.8 م منتصف كانون الثاني عام 2014 وذلك نتيجة لشحة الايرات الناتجة عن الجفاف وسيطرة تنظيم داعش على العديد من المنشآت الهيدروليكية الكبيرة على الفرات في سوريا والعراق.
ولفتت الى تقلص حدود الأغمار وأنخفاض مناسيب المياه في الأهوار بشكل كبير، حيث أن البحيرات العميقة والمهمة مثل بركة (زجري) والتي كانت زاخرة بالأسماك لايتعدى عمقها حاليا بضع سنتمترات، وكذلك الامر مع (بركة بغداد) مركز المحمية الوطنية المقترحة في الأهوار الوسطى لايتعدى عمقها حالياً (30) سم بعد أن كان عمقها خلال السنوات القليلة الماضية يتراوح بين 1.20 الى 1.60 متر.
وذكرت العبايجي ان ملوحة مياة نهر الفرات ارتفعت الى أكثر من 5000 جزء بالمليون ووصلت في أعماق الأهوار أعلاه الى أكثر من 15000 جزء بالمليون، ولا تتعدى كمية المياة المطلقة من الفرات الى الأهوار الوسطى وهور الحمارحالياً بـ 10% من حاجتها له.
واوردت العبايجي ان هذا الواقع اثرت سلبا على التنوع الأحيائي الذي يتعرض لضغوط بيئية وتناقص كبير في أعداد الأسماك وهلاك أنواع كثيرة منها، فضلا عن معاناة السكان المحليين من تدهور نوعية المياة وحدوث أمراض جلدية متنوعة منها جدري الماء.
كما تعرض اعداد كبيرة من الجاموس الى هلاكات نتيجة ملوحة المياة وتلوثها، وكذلك هجرة مربي الجاموس حيث نزح حوالي 80% منهم من أعماق الأهوار الوسطى كأيشان حلاب وأيشان كبه، وأبو نسلة وغيرها بأتجاه القنوات المتفرعة من نهر دجلة في محافظة ميسان، اضافة الى تدهور الوضع الأجتماعي والأقتصادي للسكان لأعتمادهم على تلك الأهوار، وفق العبايجي.
ودعت النائبة العراقية الى تكاتف الجهود من اجل تقديم المساعدات الانسانية لسكان الاهوار المتضررين عن طريق تفعيل برامج اغاثية هادفة الى انقاذ السكان المحليين وثروتهم الحيوانية، وتأمين ايرادات مائية كافية للاهوار ودعم النقص في ايرادات الفرات عن طريق نهر دجلة لانقاذ الاهوار الوسطى.
كما دعت وزارة الموارد المائية والوزارات الأخرى المعنية مثل وزارة الزراعة والصحة والهجرة والمهجرين الى لعب دور قيادي مسؤول في انقاذ الاهوار والثروة الحيوانية واستقرار القرى والتجمعات السكانية في منطقة الاهوار.
وكذلك دعت الحكومة لتخصيص مساعدات اغاثية فورية لسكان الاهوار تتضمن الاغذية والمساعدات الطبية ومياه الشرب ووسائل الاحتفاظ بالثروة الحيوانية.
وشددت على ضرورة العمل الفوري على اشراك المنظمات الدولية وخاصة اليونيب واليو ان دي بي والفاو والدبليو اف بي على تقديم المساعدات الانسانية والاغاثية للمنطقة.
المصدر: شفق نيوز