قال مسؤولون باكستانيون إن غارات نفذتها طائرات امريكية بدون طيار في الساعات الـ 24 الاخيرة على اهداف في منطقة خيبر القبلية الباكستانية المحاذية للحدود مع افغانستان اسفرت عن مقتل 60 شخصا تقريبا.
قال مسؤولون باكستانيون إن غارات نفذتها طائرات امريكية بدون طيار في الساعات الـ 24 الاخيرة على اهداف في منطقة خيبر القبلية الباكستانية المحاذية للحدود مع افغانستان اسفرت عن مقتل 60 شخصا تقريبا.
وقالوا إن 50 على الاقل قتلوا في ثلاث غارات استهدفت وادي تيرا، وذلك بعد يوم واحد من غارة قتلت 7 في منطقة مجاورة.
وقال مسؤولون امنيون إن كل القتلى كانوا من المسلحين، وهو ادعاء لم يتسن التأكد منه.
في غضون ذلك، اكدت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية انها قررت سحب اكبر عملائها من باكستان بعد ان تلقى تهديدات بالقتل.
فقد كشفت هوية مدير محطة وكالة المخابرات المركزية في اسلام آباد في دعوى قضائية بينت علاقته بالغارات التي تنفذها الطائرات الامريكية بدون طيار، وقد ادى نشر اسمه في وسائل الاعلام الباكستانية الى ظهوره على لافتات حملها متظاهرون ضد الولايات المتحدة في العاصمة الباكستانية.
“مقتل زعماء”
يذكر ان هذا النوع من الغارات التي تستهدف المناطق القبلية في باكستان قد تضاعفت خلال ولاية الرئيس باراك اوباما بحيث تحدث الآن عدة مرات في الاسبوع الواحد.
ويقول مراسل بي بي سي في كراتشي سيد شعيب حسن إنه يبدو ان الولايات المتحدة تقوم الآن بتوسيع رقعة حربها لتشمل اجزاء اخرى من الحزام القبلي وعلى وجه الخصوص منطقة وزيرستان.
وتقول التقارير الاخبارية إن اولى الغارات الاخيرة وقعت في الساعة الثامنة من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي في وادي تيرا قتل فيها سبعة من مسلحي حركة طالبان واصيب 11 عندما ضرب صاروخ آليتين في منطقة ساندانا في الوادي المذكور حسب ما صرح به مسؤول امني باكستاني لبي بي سي الذي اضاف بأن القتلى كانوا من المسلحين الوافدين الى منطقة خيبر من مناطق اخرى.
ولم تكد تمضي دقائق قليلة حتى وقعت غارة ثانية في منطقة سبين درانج استهدف فيه مبنى كان يعقد فيه مسلحون تابعون لحركة (عسكر اسلام) اجتماعا. وقال المسؤول الامني الباكستاني إن 32 شخصا على الاقل – بمن فيهم قادة بارزون في الحركة – لقوا مصرعهم في الغارة.
يذكر ان حركة (عسكر اسلام) ما برحت تحاول فرض نموذجها المتشدد من الحكم الاسلامي على المنطقة. وكان عدد صغير من مسلحيها قد شاركوا في قتال قوات حلف شمال الاطلسي الغربية في افغانستان المجاورة.
واضاف المسؤول ان غارة ثالثة وقعت لاحقا عصر الجمعة في منطقة ناراي بابا اسفرت عن مقتل 11 مسلحا كلهم من منطقة وادي سوات كانوا قد لجأوا الى ناراي بابا هربا من العملية التي ينفذها الجيش الباكستاني في منطقتهم.
وكان سبعة على الاقل من المسلحين التابعين لحافظ جل بهادر، احد زعماء حركة طالبان، قد قتلوا في غارة مماثلة يوم الخميس.
خيبر
ويؤكد مراسلنا سيد شعيب حسن ان منطقة خيبر لم تكن في الماضي هدفا للغارات الامريكية لان الامريكيين لم ينظروا اليها بوصفها ملاذا رئيسيا للمسلحين كما وزيرستان التي تعتبر المعقل الرئيسي لزعامات حركتي طالبان والقاعدة.
ولكن مراسلنا يضيف بأن الضربات الامريكية في وزيرستان وغيرها اجبرت هؤلاء المسلحين على الفرار الى ملاذات اخرى ولذا فقد بدأ الامريكيون باستهداف هذه الملاذات الجديدة ايضا.
وقد نفذت الطائرات الامريكية بدون طيار – التي يجري التحكم بها عن بعد من مقرات في الولايات المتحدة – اكثر من مئة غارة هذا العام معظمها في اقليم وزيرستان الشمالي.
وتغضب هذه الغارات الرأي العام الباكستاني، بينما تنتقدها الحكومة الباكستانية التي تقول إنها (الغارات) تعزز شعبية المسلحين.
ولكن المحللين يقولون إن المسؤولين الباكستانيين يؤيدون سرا هذه الغارات بل وانهم ربما يزودون الامريكيين بالمعلومات الاستخبارية الضرورية لتنفيذها.