زاوية الأبحاثزاوية العقائد الدينيةعقائد السنة

خليفة الله المهدي

أخرج ابن ماجة: حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف، قالا: حدثنا عبد الرزاق عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة. كلهم ابن خليفة. ثم لا يصير إلى واحد منهم. ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق. فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم “. ثم ذكر شيئاً لا أحفظه. فقال ” فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج. فإنه خليفة الله، المهدى” ) خليفة الله المهدي[ سنن ابن ماجة – لمحمد بن يزيد القزويني المتوفي سنة 273 هـ – تحقيق وترقيم وتعليق: محمد فؤاد عبد الباقي – دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – ج2 ص1367 ح4084].

العلماء الذين صححوا هذا الحديث:

– ذكره ابن كثير عن ابن ماجة في النهاية في الفتن والملاحم ج1 ص31: وقال عنه: ( تفرّد به ابن ماجه، وهذا إسناد قوي صحيح ). أقول: لم يتفرد به إبن ماجة بل أخرجه الحاكم كذلك في مستدركه (4\510:#8480)، وكذلك (4\547) مختصراً بلفظ: «إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان، فأتوها ولو حبواً، فإن فيها خليفة الله المهدي». و صحّحه على شرطي البخاري ومسلم.

– وايضا ذكره القرطبي في كتابه (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ) باب في المهدي وذكر من يمهد له ح1، عن ابن ماجة، وقال: ( اسناده صحيح ).

– وقد ذكره أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري المتوفي سنة 840 هـ، في كتابه ( مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة ) وقال عنه: هذا إسناد صحيح . رجاله ثقات. كما نقل ذلك الالباني في السلسلة الضعيفة ج1 ص195 ح85 ، وكذلك نقل ذلك الشيخ خليل مأمون شيحا ، في كتابه ( سنن ابن ماجة بشرح السندي ومصباح الزجاجة – دار المعرفة – بيروت – لبنان – الطبعة الاولى – 1416 هـ – ج4 ص412 – 413 باب خروج المهدي – ح4084.

ورواه الحاكم في المستدرك بسند آخر الى سفيان الثوري، وقال : صحيح على شرط الشيخين.

ووافقه الذهبي في ( تلخيص المستدرك) الحاكم على ان الحديث صحيح على شرط الشيخين.

تخريج الحديث:

جاء هذا الحديث في عدة كتب معتبرة عند ابناء العامة وبطرق مختلفة وبعضها بمتن مختصر، مع اختلاف يسير في المتن مع اجماعها على ذكر المهدي ع ووصفه بأنه ( خليفة الله ):

– سنن ابن ماجة – لمحمد بن يزيد القزويني المتوفي سنة 273 هـ – تحقيق وترقيم وتعليق: محمد فؤاد عبد الباقي – دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – ج 2 ص 1367 ح4084:

حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف ، قالا : ثنا عبد الرزاق عن سفيان الثوري ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ….. الخ.

– المستدرك – الحاكم النيسابوري المتوفي سنة 405 هـ – إشراف : يوسف عبد الرحمن المرعشلي -ج 4 – ص 463 – 464: خبرنا أبو عبد الله الصفار ثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة ثنا الحسين بن حفص ثنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله ( ص ): ……… الخ.

– دلائل النبوة للبيهقي المتوفي سنة 458 هـ – تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي – دار الكتب العلمية – بيروت _ لبنان – الطبعة الأولى – 1405ﻫ – ج1 ص515 – 516:

فقد رواه بثلاثة طرق عن ( عبد الرزاق ) حيث قال: ( أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أبو القاسم الطبراني حدثنا إبراهيم بن سويد الشبامي حدثنا عبد الرزاق (ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن مخلد ابن أبان الجوهري ببغداد حدثنا عبد الله بن أحمد بن ابراهيم الدورقي حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقتتل عند كنزكم هذه ثلاثة كلهم ولد خليفة لا تصير إلى واحد منهم ثم تقبل الرايات السود من خراسان فيقتلونكم مقتلة لم تروا مثلها) ثم ذكر شيئاً فإذا كان ذلك فائتوه ولو حبواً على الثلج فانه خليفة الله ).

ثم قال البيهقي:

وفي رواية ابن عبدان ثم تجيء الرايات السود فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ثم يجيء خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فاتوه فبايعوه فانه خليفة الله المهدي.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظِ أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخسر جردي حدثنا موسى بن عبد المؤمن حدثنا أبو جعفر محمد بن مسعود أخبرنا عبد الرزاق فذكره بإسناده ومعناه وقال فإذا رأيتموهم فبايعوهم ولو حبواً على الثلج فانه خليفة الله المهدي. تفرد به عبد الرزاق عن الثوري.

ثم قال البيهقي: وروي من وجه آخر عن أبي قلابة وليس بالقوى: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا محمد ابن غالب حدثنا كثير بن يحيى حدثنا شريك عن علي بن زيد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا اقبلوا برايات السود من عقب خراسان فآتوها ولو حبواً فان فيها خليفة الله المهدي).

ورواه عبد الوهاب بن عطاء عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان موقوفا قال إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فآتوها فإن فيها خليفة الله المهدي. أنبأنيه أبو عبد الله الحافظ إجازة أخبرنا الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد الوهاب بن عطاء فذكره.

 

– السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة واشراطها – لأبي عمر عثمان بن سعيد المقرئ الداني المتوفي سنة 444 هـ – دراسة وتحقيق الدكتور رضاء الدين بن محمد بن ادريس المباركفوري – دار العاصمة للنشر والتوزيع – ج5 ص1032 ح548: ( حدثنا حمزة بن علي ، حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عثمان بن إسماعيل السكري ، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا سفيان الثوري ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يقتتل عند كنزكم نفر ثلاثة كلهم ابن خليفة ، ثم لا يصير الملك إلى أحد منهم . ثم تقبل الرايات السود من قبل خراسان ، فائتوها ولو حبوا على الركب فإن فيها خليفة الله المهدي ) انتهى.

توثيق رجال الحديث:

السند المعتمد هو سند ابن ماجة في سننه والحاكم في مستدركه، إذ أن سند ابن ماجة  قد حكم  بصحته عدد من كبار علماء أبناء العامة، وسند الحاكم شهد هو بصحته على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في التلخيص.

والآن نذكر توثيق رجال سند ابن ماجه على نحو الاختصار:

1 –  اول واسطة في السند تحتوي على رجلين وتوثيق احدها يكفي ، وبما ان محمد بن يحيى – الذهلي[عيَّن لقبة ابن كثير في البداية والنهاية ج6 ص276 ، في ذكر نفس الرواية بسندها عن ابن ماجة. وأيضا عيَّن لقب أحمد بن يوسف بـ ( السلمي ) في نفس الموضع ].

– أحمد بن يوسف: بن خالد ، ابو الحسن النيسابوري ، المعروف بحمدان: وثقه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 12 ص 384 – 385 برقم  168 : ( أحمد بن يوسف * ( م ، د ، س ، ق ) ابن خالد بن سالم ، الامام الحافظ الصادق ، أبو الحسن ، السلمي النيسابوري ، ويلقب بحمدان ، …… قلت : كان محدث خراسان في زمانه . سمع الجارود بن يزيد ، وحفص بن عبد الرحمن ، وحفص بن عبد الله ، وهاشم بن القاسم قيصر ، ومحمد بن عبيد الطنافسي ، وموسى بن داود ، وعبد الرزاق ، وطبقتهم . حدث عنه : مسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجة ، …… ذكره الحاكم ، فقال : أحد أئمة الحديث ، كثير الرحلة ، واسع الفهم ، مقبول عند الأئمة في أقطار الأرض ، وهو من خواص يحيى بن يحيى ، ومن المصاهرين له …. ).

– عبد الرزاق: بن همام بن نافع الحميري: روى عنه البخاري في صحيحة ، وكذلك مسلم في صحيحه، فهو حجة معتمد عندهما. ووثقه الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 1 ص 364 برقم  357 : ( عبد الرزاق ابن همام بن نافع الحافظ الكبير أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني صاحب التصانيف ……….. قلت : وثقه غير واحد ، وحديثه مخرج في الصحاح وله ما ينفرد به ، ونقموا عليه التشيع ، وما كان يغلو فيه بل كان يحب عليا رضي الله عنه ويبغض من قاتله ، وقد قال سلمة بن شبيب : سمعت عبد الرزاق يقول : والله ما انشرح صدري قط ان أفضل عليا على أبى بكر وعمر . وكان رحمه الله من أوعية العلم …….. ).

– سفيان الثوري: روى عنه البخاري في صحيحه، وكذلك مسلم في صحيحه، فهو حجة معتمد عليه عندهما. ووثقه الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 1 ص 203 – 204 برقم 198: ( سفيان بن سعيد بن مسروق الامام شيخ الاسلام سيد الحفاظ أبو عبد الله الثوري ثور مضر لا ثور همدان الكوفي الفقيه . حدث عن أبيه وزبيد بن الحارث وحبيب ابن أبي ثابت والأسود بن قيس وزياد بن علاقة ومحارب بن دثار وطبقتهم ، وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وابن وهب ووكيع والفريابي وقبيصة وأبو نعيم ومحمد بن كثير وأحمد بن يونس اليربوعي وخلائق . وقال شعبة ويحيى بن معين وجماعة سفيان أمير المؤمنين في الحديث ……. ).

– خالد الحذاء: هو خالد بن مهران ابو المنازل الحذاء: روى عنه البخاري في صحيحة كثيراً، وكذلك مسلم في صحيحة، فهو حجة عندهما موثوق به. ووثقه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 6 ص 190 – 193 برقم 90: ( خالد بن مهران * ( ع ) الامام الحافظ الثقة ، أبو المنازل البصري المشهور بالحذاء ، أحد الاعلام . …………… قال فيه أحمد بن حنبل : ثبت . قال النسائي : ثقة .…. ).

– ابو قلابة [هو غير ( ابو قلابة ) الذي اسمه عبد الملك بن محمد الرقاشي ، فإن عبد الملك هذا متاخر، وابو قلابة الذي نترجم له يلقب بالجرمي روى عن الصحابة، وقيل انه توفي بالشام سنة 104 او 105 هـ، كما نص على ذلك محمد بن سعد في الطبقات الكبرى ج7 ص185، بينما عبد الملك ابو قلابة يلقب بالرقاشي، وولد سنة 190 هـ وتوفي سنة 276 هـ، حسب ما ذكره الخطيب البغدادي في تارخ بغداد ج10 ص423 – 426 برقم5584، ترجمة عبد الملك بن محمد ابو قلابة الرقاشي]: هو عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر الجرمي. البصري: روى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما كثيراً، فهو حجة عندهما ومعتمد عليه.

– أبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد الدمشقي يقال اسمه عبد الله: احتج به مسلم في صحيحه، وذكره ابن حبان المتوفي سنة 354 هـ  في كتابه (الثقات ) – مؤسسة الكتب الثقافية – الطبعة الاولى لسنة 1393 هـ – ج 5 ص 179، وذكر توثيقه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 4 ص 491 – 492، برقم 191، حيث قال: ( أبو أسماء الرحبي .. الدمشقي ، ….. وروايته عن أبي ذر في مسلم . ….. وكان من كبار علماء الشام . وثقه أحمد العجلي وغيره ، ولم يخرج له البخاري . وفي اسم أبي أسماء اختلاف : فقيل عمرو بن مرثد ، وقال أبو الحسن ابن سميع وأبو زرعة النصري : اسمه عمرو بن أسماء . لم أقع له بوفاة ، وهو من كبار التابعين . أرى أنه مات في خلافة الوليد ابن عبد الملك ).

– ثوبان: الهاشمي: صحابي، متفق على وثاقته.

ـــــــــــــــ

(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 24/سنة 2 في 04/01/2011 -29 محرم 1432هـ ق)

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى