الأزمة السياسية في مصر، والصراع السوري وتأثيره على دول الجوار، واستمرار تهديد القاعدة كانت القضايا الرئيسية التي ركزت عليها الصحف البريطانية في تغطيتها للشؤون الدولية.
ففي صحيفة الديلي تلغراف نطالع مقالا لمراسل الصحيفة في القاهرة ريتشارد سبنسر حول الأزمة في مصر تحت عنوان ” آمال الوصول لتسوية في مصر تتلاشى بعد تراجع طرفي الأزمة”.
ووصف المراسل محاولات الوصول إلى تسوية للأزمة في مصر، التي يقودها الغرب، وإنهاء اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، بأنها مبعثرة بعد أن رفض طرفا الأزمة التقارير التي تحدثت عن التوصل لاتفاق.
وتقول الصحيفة إن الدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين مدفوعين بنجاحهم في إقناع الجيش بعدم استخدام القوة المفرطة في إنهاء اعتصامات أنصار مرسي التقوا بنائب مرشد جماعة الاخوان المسلمين خيرت الشاطر في محبسه.
ووفقا لتقارير تناولتها وسائل الإعلام، تم التوصل لمقترح بمقتضاه تمنح جماعة الاخوان 3 حقائب وزارية في الحكومة المؤقتة ويفرج عن بعض قادتها.
وأضافت التلغراف أن المقترح لم يتطرق إلى الحديث عن مصير الرئيس المعزول الذي يجب مناقشة قضية احتجازه.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن جماعة الاخوان، سرا، مستعدة لأن تكون مرنة وتقبل التخلي عن فكرة عودة مرسي لمنصبه.
ولكن قيادات الجماعة أعلنت رفضها لهذا المقترح الذي لا يقدم جديدا عما تم عرضه من السلطات عقب الاطاحة بمرسي.
ويقول مراسل التلغراف إن الإسلاميين والدبلوماسيين كانوا في حالة قلق وترقب من خطوة استخدام القوة لفض اعتصامات مؤيدي مرسي غير أن تواجد شخصيات أمريكية وأوروبية بارزة في مصر في الوقت الراهن جعل من الخطوة أمرا مستحيلا.
وأضاف المراسل أن ما وصفه بـ” السلام المؤقت” منح الفرصة للمتشددين في طرفي الأزمة لممارسة ضغوط، فمعظم قيادات الجماعة يعتقدون أن بإمكانهم الصمود أمام محاصرة اعتصامهم بل ويمكنهم توسيع رقعته أما مؤيدي الجيش فيرون ضرورة حظر جماعة الاخوان والقضاء عليها.
ونقلت الصحيفة في ختام المقال عن دبلوماسي قوله إنه إذا تم الوصول بالفعل إلى أرضية مشتركة بين طرفي الأزمة فلن يمكن لأي منهما التراجع عن موقفه علانية مما يزيد من تأزم الموقف.
نظرة شك
القتال الدائر بين أكراد سوريا والجهاديين أزعج الحكومة التركية
وحول الصراع في سوريا وتأثيره على دول الجوار، نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز موضوعا تحت عنوان ” المخاوف الأمنية تجبر أنقرة على تعزيز العلاقات مع الأكراد السوريين”.
وتقول الصحيفة في تقريرها الذي كتبه، دانيل دومبي وابيغال فيلديمغ سميث، إنه بعد مرور قرابة عام على تهديد تركيا بشن عمل عسكري ضد جماعة كردية في سوريا، تسعى أنقرة الآن إلى تعزيز علاقاتها مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وسط مخاوف من قيام الإسلاميين المتشددين بزعزعة استقرار وأمن تركيا بل وتقويض الجهود الرامية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتأتي تحركات أنقرة ضمن جهودها لتعزيز اتصالتها بحزب العمال الكردستاني ودعم علاقتها بكردستان العراق.
وأوضحت الفاينانشال تايمز أن المسؤولين في أنقرة لطالما تعاملوا بطريقة من الشك مع أكراد سوريا لأنهم خلافا لأكراد العراق، منبثقون عن حزب العمال الكردستاني في تركيا.
وأضافت الصحيفة أن القتال العنيف بين حزب الاتحاد الديمقراطي والجماعات الجهادية وعلى الأخص، جماعة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، على الحدود أزعج الحكومة التركية التي تريد الإطاحة بالرئيس السوري.
ووفقا للصحيفة، تركيا لا تشعر بالاستياء فقط من آثار الدمار الناتج عن القتال الدائر على حدودها، ولكن هذه المعارك تشتت دعم الجيش السوري الحر بالمعدات والأسلحة في معاركه ضد القوات الحكومية.
وقالت الفاينانشال تايمز إن الحكومة التركية دعت الشهر الماضي صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي للقاء مسوؤلين في أجهزة الأمن والاستخبارات بهدف ” محاولة ضم أكراد سوريا إلى المعارضة المسلحة ضد الرئيس الأسد، والاعتراف بهم كلاعب أساسي في الحياة السياسية في سوريا”.
ويلقي عدد كبير من الأكراد باللوم على تركيا، التي فشلت في وقف محاولات واشنطن في إدراج جبهة النصرة في قائمة الجماعات الإرهابية، بدعم الجهاديين على الحدود وهو ما تنفيه أنقرة، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن صالح مسلم قوله إنه “في الوقت الذي لا تزال فيه الأسلحة تتدفق على المسلحين المتشددين وبخاصة جماعة جبهة النصرة إلا أنه يثق في نوايا تركيا الحسنة”.
خطر القاعدة
أغلقت الولايات المتحدة سفاراتها في نحو 19 دولة بسبب تهديدات أمنية
وعلى صحيفة الغارديان نطالع موضوعا تحليليا لجيسون بوركي حول خطر تنظيم القاعدة تحت عنوان ” قيادة مدمرة وعضوية في تراجع ولا تزال القاعدة تمثل تهديدا”.
وتقول الصحيفة إن قيادة القاعدة أصبحت الآن مفتتة وتلجأ إلى التسول من حلفائها من الجماعات المحلية طلبا للمال والسلاح في الوقت الذي يتوجه معظم عناصرها إلى سوريا وذلك وفقا لأجهزة الاستخبارات الباكستانية.
ولكن خبراء يحذرون من أن تنظيم القاعدة قادر على إعادة بناء نفسه سريعا وبشكل خطير وتظل ايدولوجيتها مصدر تهديد قوى للعالم أجمع والدليل على ذلك ما حدث من إغلاق سفارات غربية في شتى أنحاء منطقة الشرق الأوسط الأسبوع الجاري.
وذكر مسؤولون باكستانيون إنه مع وجود أقل من 100 فرد من بينهم قادة ومقاتلون ومدربون وخبراء تتضاءل قدرة ” القيادة العامة” لتنظيم القاعدة الموجودة في باكستان تحت قيادة أيمن الظواهري على الإعداد لشن عمليات في أنحاء العالم.
وتقول الغارديان إن هناك إجماعا كبيرا على خطورة تنظيم القاعدة والتهديد الكبير الذي يمثله على الرغم من اختلاف الخبراء والمتخصصين حول العالم في أولوية وكيفية التعامل مع الإرهاب.
وذكرت الصحيفة أن تقارير تحدثت عن خطط وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي اي ايه” لتحويل مواردها من أفغانستان وباكستان إلى منطقة الشرق الأوسط وافريقيا.
ويظل تقييم قدرة القيادة العامة للقاعدة في باكستان مثار جدل، فعلى الرغم من اتفاق أجهزة الاستخبارات الغربية على أن قيادة التنظيم تضررت بشدة بسبب القضاء على عناصر بارزة فيه وانخفاض التأييد له في العالم الإسلامي، لايزال خبراء يرون أن تهديد تنظيم القاعدة لا يزال كبيرا وبخاصة مع رحيل القوات الدولية من أفغانستان في غضون 18 شهرا.