بسم الله الرحمن الرحيم
عن ابي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : (( لَا تَرَوْنَ مَا تُحِبُّونَ حَتَّى يَخْتَلِفَ بَنُو فُلَانٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ فَإِذَا اخْتَلَفُوا طَمِعَ النَّاسُ وَ تَفَرَّقَتِ الْكَلِمَةُ وَ خَرَجَ والسفياني )) الكافي 209 8
يبدو ان هذه هي الأيام الأخيرة التي ترقبها وانتظرها الكثيرون أملا في الخلاص من حكومة بني العباس حكومة العمائم العميلة فقد أخبرت الروايات ان أمارة نهايتها يكون في ظهور الاختلاف بينهم فما ان يختلفوا فستنتهي دولتهم إلى دون رجعة إنشاء الله .
وربما دخل الان الاختلاف مراحله الأخيرة إنشاء الله فبعد ان شهدت حكومة العمائم العميلة اختلافات كثيرة على مدى سنوات حكومتهم العميلة تفرقت فيها ألويتهم فانشق عنهم حزب الفضلات والتيار الصدري ورساليون والدعوة للجعفري وبعض المستقلين أصبح الآن التعويل الذي يبقي الائتلاف قائما هو تحالف الدعوة للمالكي ومجلس الكفر الأعلى .
فإذا اختلف هذين التكتلين أيضا أصبح مصداق الاختلاف كاملا إنشاء الله .
فبعد ان اظهر المالكي رغبته الجامحة في تكوين مجالس الإسناد في محافظات الجنوب رغبة منه في توطيد مكانه وتوسيع قواعده شعر المجلس الأعلى ان المالكي قد تجاوز الخط الأحمر وأنهم عدوا هذا تهديد لمراكز نفوذهم فتمت السيطره عليه ووئده بسرعة بسبب قوة النفوذ التي يتمتع فيها ال الحكيم وخصوصا في النجف حيث تم اعتقال قادتها عدنان الحميدي الأمين العام لـ تجمع العراقيين المستقلين العشائري مع أخيه وابن شقيقته وبدون أي تفاهم رغم تبجحهم حينها بالدعم الأمريكي بواسطة ابو ريشة إلا ان ذلك لم يشفع لهم فالسلطة المحلية في النجف تصرفت بقوة وبسرعة عجيبة ولهذا وصلت تلك الرسالة للمالكي واضحة وقرائها جيدا فعلم ان السلطة الحقيقة في المحافظات الجنوبية لأتباع المجلس الأعلى وانه سيخرج من المولد بلا حمص !!
لذلك عمد إلى انشاء تلك المجالس في محافظات اخرى مستغلا عملياته العسكرية في البصرة وبقية المحافظات حيث تشكلت في بابل وكربلاء وميسان والبصرة لاسناد الحكومة في عملياتها العسكرية فقامت بتسليم المطلوبين والتائبين عن العمل مع الميليشيات وتعهدت بمساعدة الدولة في فرض القانون في المناطق الشيعية وبمعزل عن الإدارات المحلية في المحافظات فقوبل بحملة كبيرة من التصريحات والمسيرات وربما سيتطور الأمر لنوع آخر من المعالجات !
وكان هذا الرفض قد اكتسب صفة الهجوم بشكل بالغ كما في تصريح النائب تقي الدين المولى «القيادي في المجلس الأعلى» لـ «الحياة» : «المجلس يرحب بتشكيل مجالس إسناد أو مجالس عشائرية في حال تحديد تبعيتها بشكل دقيق وإبعادها عن العمل تحت مظلة الحكومة العراقية» ، فليس من مصلحتهم ان تكون المجالس تبعيتها للحكومة لأنها ستكون حينها في الصف الآخر وليس في صفهم أي انهم يعتبرون الحكومة كيان قائم بفضلهم وتوجيههم ووظيفته لا تعدو عن اعتبارها شرطي يقف لحماتهم ومراعاة مصالحهم ولا يحق لهذا الكيان التفكير بندية ابدا .. وقال العامري الذي يرأس «منظمة بدر»، أن «تشكيل الحكومة العراقية مجالس إسناد من دون التنسيق مع الحكومات المحلية إجراء غير دستوري ويتنافى مع القانون، لأن الدستور العراقي ينص على أن الحكومات المحلية هي المسؤولة عن الملف الأمني في المحافظات». كما انطلقت مسيرة احتجاجية في الحلة لمجموعة من المنتفعين الموالين للمجلس نحو 300 شخص رفضوا تشكيل مجالس الاسناد في بابل وهددوا الحكومة بالاعتصامات والتظاهر ووصفوا تلك الخطوة انها تؤدي “ان العصبية القبلية والتناحرات بين ابناء العشائر وهي سيلة يتبعها الحكام لاضطهاد الشعوب”. وكان ممثلوا الحكومات المحلية في محافظات الوسط والجنوب عقدوا بداية شهر ايلول الحالي بدعم من المجلس الأعلى مؤتمرا في بابل اعلنوا خلاله رفضهم القاطع لتشكيل مجالس الاسناد كونها تدخل في سياق الدعاية لحزب الدعوة الذي ينوي كسب العشائر للفوز باكبر قدر ممكن من المقاعد في مجالس المحافظات قبل نهاية العام الحالي مطالبين الحكومة بالرجوع إلى ممثلي الحكومات المحلية للتنسيق معهم بشأن هذه المجالس في حال اقتضت الضرورة تشكيلها في تلك المحافظات.
وبعد اتضح التخبط والعشوائية والكيل بمكيالين والنظر بالعين العوراء لحكام العراق فقد شمروا عن سواعدهم لمحاربة المليشيات التي كانوا السبب الرئيسي في وجودها وتسليحها سواء الشيعية او السنية وبعد ان تم القضاء عليها قتلا واعتقالا وتشريدا قاموا بتشكيل الصحوات من بقايا تلك المليشيات لتقوم بالباقي بحجة القاعدة ثم تغير التوجه فجأة لحل مجالس الصحوات واعتقال قادتها ثم تشكيل مجالس الاسناد للمساهمة في القضاء على بقايا التيار الصدري واحتوائهم ثم رفضها من قبل طائفة من مكونات الحكومة الرئيسية وهو الاختلاف الاخير الذي وصل به التدرج المصلحي والنفعي لكل الاطراف والذي قد يؤدي الى سقوط الجرة من يد المالكي
أبي بصير عن أبي جعفر ع قال ((…… إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم فعند ذلك فانتظروا الفرج و ليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان بخروج القائم إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ و لن يخرج القائم و لا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم فإذا كان ذلك طمع الناس فيهم و اختلفت الكلمة و خرج السفياني و قال لا بد لبني فلان أن يملكوا فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق كلهم و تشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني و السفياني هذا من المشرق و هذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هنا و هذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما أما إنهما لا يبقون منهم أحدا ثم قال ع خروج السفياني و اليماني و الخراساني في سنة واحدة و في شهر واحد في يوم واحد و نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم و ليس في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس و كل مسلم و إذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رأيته راية هدى و لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل فهو من أهل النار لأنه يدعو إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ثم قال لي إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار و كرجل كانت في يده فخارة و هو يمشي إذ سقطت من يده و هو ساه عنها فانكسرت فقال حين سقطت هاه شبه الفزع فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه ))
بحار الأنوار 230 52
839 4 دقائق