لقد تغافل الانسان عن الايات والأنظمة المحكمة في نفسه وفي الآفاق ، واهمل التفكر في دقة وتناغم هذه الانظمة منتجة نظاما شاملا مهيمنا غاية في الدقة لامجال لخلل في احد انظمته الجزئية ،
ولو حدث لاختل النظام باكمله، وهل من قادرعلى تصور نظام يجمع هذه الملايين او المليارت من الانظمة بل التي لانهاية لعددها دون خلل واحد في احدها ولو كان موجودا لاختل النظام باكمله ، فاي دقة هذه واي حكمة لمن ابدعها ، فلو فرضنا مثلا اختلال احد القوانين الفيزيائية مثل الجاذبية فهل يتصور البقاء والاستمرار بدونه وكذلك لو اختل احد القوانين الكيميائية او احد العناصر الكيمائية في مكوناته فهل يمكن بعد ذلك الاستمرار والبقاء ؟ ،
وكذلك القوانين الرياضية فاي خلل بسيط سيخل بكل الموازين والنتيجة لايمكن العيش والاستمرار بدون اي قانون من هذه القوانين مهما كان بسيطا وصغيرا،هذ اضافة الى مااودع في الانسان نفسه من قوى وانظمة مادية ومعنوية، فحتى التصور نفسه لو لم نعطَ القدرة عليه لاستحال عندها التفكير، فانا مثلا لايمكنني الكتابة من غير تصور الكملة التالية، والحروف، والمتلقي، وردة فعله، وامور اخرى تتعلق بما اكتب الان فقط، فكيف بما هو اكبر، واعقد، واكثر حاجة، فمن اودع كل هذه الانظمة والقوانين التي تكمل بعضها بعضا ولو اختل فيها شيء مهما كان بسيطا اختل الكون باكلمه ؟؟؟!!! افليس حريا بالانسان ان يتفكر في حجمه الحقيقي؟؟؟!!! ومحدودية عقله ليكون هذا التفكر رادعا له عن الاغترار بهذا العقل وحاجبا له عن توهم قدرة مزعومة يسن بها القوانين ناهيك عن نتائج هذا التشريع التي لايمكن حسابها والتنبؤ بها على وجه اليقين وتأثيرها على الانسان والحيوان والنبات والجماد والبيئة ………
سن الانسان القوانين بعيدا عما اراده الخالق فماذا جنى وما كانت النتيجة …؟ ، صار الانسان يفسد ويسفك الدماء بالقوانين القاصرة التي تبدا بشكل حالم واعدة بالجنة لمنفذيها وما تلبث ان تصبح جحيما وفسادا ودماءا تفور ، فيرسل الخالق برحمته للناس رسولا يذكرهم بعدم قدرتهم على فعل ذلك بانفسهم فالقادر على كل شيء هو وحده القادر على هذا والانسان متاثر بكل مايحيط به من انظمة وهو داخل في منظومتها فليس له القدرة على التاثير بماهو منظم ومتقوم فيه، ولكنه نتيجة الجهل بحجمه الحقيقي وقدراته تصور بانه قادر على ذلك، ولم يلتفت الانسان الى ان هذا التخيير(اي القدرة على الاختياربين قانون الله وقانون الانسان ) الذي اعطاه الله للانسان مع الامر باتباع الاوامر الالهية – بغير قهر- ماهو الا الاختبار الذي وجدنا على هذه المعمورة لاجله فمن يتصور انه قادر على سن القوانين ملتويا على الخالق فهو مخطأ ، بلى هو مخير ان يخوض في الباطل للامتحان ليس الا، مع ان النتيجة التي نستخلصها من استقراء التاريخ الانساني المتمرد على قانون الله هي خسران الدنيا اضافة الى خسران الاخرة .
فما هذه الغفلة وما هذا الجهل ؟ ، اليس حريا بمن اكتشف الخلية ان يسجد لخالقها ؟ ، اليس حريا بمن اكتشف الاجهزة الداخلية في الانسان وتناسقها في العمل ان يكل نفسه والاخرين معه الى من صنع هذه الاجهزه ونسقها بهذا النسق المبهر؟ ، ولكن الانسان يابى الاعتراف بانه غير قادر ويأبى التنازل عن هذه المقدرة لغيره ان لم يكن مرغما على الاطاعة والاعتراف والتنازل وطالما اعطي الخيار، وطالما انه كان قادرا على التجربة يظل مصرا على عدم التنازل لخالقه سبحانه وتعالى، وكأن حياته والاخرين رخيصة كحياة الفئران ليخضعها للتجارب وها هو بعد الاف السنين لازال تائها فاسدا سافكا للدماء مجربا في كل الازمنة لافكاره وانظمته لكنه لم ينجح الا في احلامه وطموحاته والان بعد كل هذه المحاولات والتجارب الفاشلة وماجرته على الانسانية من ويلات أذِنَ الله لوليه بان يظهر دينه وقانونه ونظامه الذي حان وعده بظهوره على الدين والانظمة والقوانين كلها ولا يتوهم احد بأن الدين الذي يدعيه المسملون من سنة او شيعة او اصحاب الاديان الالهية الاخرى من مسيح او يهود او غيرهم هو الذي يظهر على غيره ، بل جاء بدين محمد ص وعيسى وموسى وابراهيم عليهم السلام جاء به غضا طريا كما جاءاو به هم ولم يحمله الا القليل ومات مع موتهم وبقي حامله ينتظر وعدا من الله له بان يظهر مالديه من دين الله خالصا من غير شوائب فدين محمد (ص) ودين عيسى وموسى وكل المرسين واحد وما الاختلاف الا من صنع الذين تقمصوا ادوار الانبياء وتابعتهم الناس على ذلك ، فهذه هي نهاية التاريخ بالنسبة للتجارب البشرية وبداية امر الله وقهره للناس على تقبل دينه كما قهرهم على تقبل القوانين والظواهرالاخرى مثل الجاذبية والليل والنهار وقوانين الفيزياء والكيمياء والرياضيات التي يتبجحون باكتشافها ناسين من وضعها وابدعها ، لهذا فحجج الله هم الناقلين للاوامر الالهية والقوانين التي تصلح البشرية فقد قال السيد اليماني رسول المنقذ والمندوب عنه : (الذي يضع القانون هو الله سبحانه وتعالى وهو الخالق لهذه الأرض ومن عليها ويعلم ما يصلح أهلها وسكانها من إنس وجن وحيوانات ونباتات وغيرهم من المخلوقات التي نعلمها ولا نعلمها ويعلم الماضي والحاضر والمستقبل وما يصلح الجسم والنفس الإنسانية وما يصلح الجنس الإنساني ككل فالقانون يجب أن يراعي الماضي والحاضر والمستقبل والجسم والنفس الإنسانية ومصلحة الفرد ومصلحة الجماعة ومصلحة باقي المخلوقات بل يجب أن يراعي حتى الجماد كالأرض والماء والبيئة …الخ ومن أين لغير الله سبحانه وتعالى أن يعرف تفاصيل كل هذه الأمور مع أن كثير منها غائب عن التحصيل والإدراك أي لا يمكن العلم به ومعرفة صفاته ..الخ ثم لو فرضنا أن أحد ما عرف كل هذه التفاصيل فمن أين له أن يضع قانون يراعي كل هذه التفاصيل مع أن بعضها يتناقض في أرض الواقع فأين تكون المصلحة ؟ وفي أي تشريع ؟ من المؤكد أنها لن تكون إلا في القانون الإلهي والشريعة السماوية لأن واضعها خالق الخلق وهو يعلم السر وأخفى وهو قادر أن يجري الأمور كيف يشاء سبحانه وتعالى عما يشركون )
فسبحانك اللهم ما أحلمك وأعظمك مبدئا ومعيدا . تقدست أسماؤك ،وجل ثناؤك ، وكرم صنائعك وفعالك .
والحمد لله وحده وحده وحده