قبل أيام تم إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين من أنصار الإمام المهدي (ع).. ولو أنهم لم يرحلوا إلى بغداد للتحقيق ما أطلق سراحهم .. فقد غصت سجون المرجعية في النجف والمحافظات الجنوبية بالمعتقلين من أتباع السيد اليماني وأتباع التيار الصدري الذين أفتت المرجعية بتكفيرهم والذين شملوا بالعفو الذي أصدره نوري المالكي ( أبو لجنه ) لثلاث مرات ولكن دون أي بصيص أمل لخروجهم والظاهر انهم تحت التعذيب النفسي الثقيل والمهين إلى ان ترضى المرجعية أو لنقل حتى تامن المرجعية وزبانيتها منهم لأنهم خائفين منهم حتى وهم في السجون ..
ربما يعتبر البعض في نسب الاعتقالات ومن ثم التعذيب إلى المرجعية فيه تجني و مبالغة بحق الحوزة .. ولكن الواقع المعاش يشهد بان كل القرارات التي اتخذت لتدعيم هذه الحكومة اللقيطة كانت بمباركة المرجعية ولا تكاد فعالية تخلوا من هرولة المسؤولين إلى النجف ثم الوقوف بين ( درابين ) النجف القديمة أمام جحر السيستاني للتصريح أمام الفضائيات بتأييد ودعم الحوزة .. ولكم ان تراجعوا المواقع الالكترونية لتشاهدوا الحملة المسعورة التي شنها المراجع على ما يسمى بالمليشيات واولهم السيستاني وبشير النجفي ( الباكستاني ) اذ اتهموا اتباع الدعوة اليمانية نصا بالضالة المضلة وهم لم يفتوا حتى بحق الوهابية بمثل هذه الفتوى رغم انهم يبيحوا قتل الشيعي والسني على حد سواء بل العكس طالب المراجع بالمصالحة الوطنية معهم واوفدوا الوفود واقاموا المؤتمرات وما عهد مكة الا احدها وان كان بشكل مبطن .
بل ان الأمر وصل بهم بالإفتاء بالدفن كما قال الفياض والصرخي لعنة الله عليهم بحق أتباع السيد احمد الحسن ومن بعدهم التيار الصدري وزمر وأرعد أبواقهم من بعدهم مثل المجرم موحان الفريجي في البصرة ومحافط الناصرية والجلال الصغير وغيرهم ..
ولتقريب الصورة اكثر وتوضيحها انقل هذه الحادثة للتاريخ ؛ .. قبل عامين عندما فتح السيد اليماني مكتبا للحوزة المهدية في النجف وكان المكتب بجانب مكتب السيستاني تماما قامت الدنيا ولم تقعد ؛ حاولوا اغلاقه بالترغيب والترهيب لما له من دور فاضح للدجل الحوزوي وانكشفت مهزلة الفراغ العلمي التي تعيشها الحوزة أمام الناس ؛ كان عدد المؤمنين قليلا والدعوة فكرية عقائدية تماما والحكومة تغض النظر عنها تماما لذلك فليس من المعقول أن تمارس القمع معها بدون سبب فلا يوجد أي مؤشر على اشتراك الأنصار في نزاع مسلح مع أي احد أو حتى حيازتهم للسلاح فقضيتهم قضية عقائدية ناهيك من غرق العراق بالعصابات التكفيرية والمليشيات المتناحرة فيما بينها فهل من المعقول أن الدولة تترك كل هذه الفوضى وتتجه لقمع أناس بسطاء عزل يدعون للإمام المهدي (ع) بروايات آل محمد والكلمة فقط !! طبعا لا يفعل هذا حتى المجنون لأنه سوف يزيد وضع البلاد تفاقما وتأزما والحكومة في غنا عن ذلك في ظل الأوضاع آن ذاك.
إذن فمن المستحيل أن يكون أمر اقتحام المكتب قد صدر من الدولة ، وفي هذه الحالة يكون الأمر قد صدر حتما من السلطة المحلية في النجف ( جند المرجعية اليزيدية ) فقد اتصل مدير مكافحة إرهاب النجف هاتفيا بالسيد حسن الحمامي المسؤول عن مكتب أنصار الإمام المهدي (ع) في النجف وابلغه أن عليهم إغلاق المكتب بدون توضيح الأسباب فتم على ضوء ذلك تشكيل وفد من ثلاثة عشر شيخا من الحوزة لاستيضاح الأمر وكانوا في وضع محرج إذ لم يكن هنالك أي مبرر معقول لذلك الأمر وقد علل النقيب غانم (أبو حسن) ذلك الموقف أثناء اللقاء بالقول (( لماذا تدخلونا في مشكلة ؛ القضية بيناتكم انتم رجال دين وهم رجال دين حلوا مشكلتكم معهم وليس لنا دخل في أي شيء فنحن جهة تنفيذية ))
وتم الاتفاق على أن يضعوا شرطة عند مدخل المكتب مهمتهم التفتيش والحماية ، وانتهى كل شيء ولكن بعد ذلك يبدو أن الضغط الذي تعرضت له الشرطة من رجال الدين (الحوزة) الذين لم يفصح عنهم النقيب كبير جدا ً بحيث اضطرهم أخيراً للاذعان بدون مبرر حقيقي للاعتقال فتم ارتكاب الجريمة بحق بيت الله والمؤمنين وأغلق المكتب واعتقل من فيه بما فيهم من شيوخ كبار السن وأطفال .
وأما ما يجري دهاليز التعذيب المظلمة فذلك الذي لا يحتمله عقل إنسان .. إنهم يعاقبون الإنسان لانسانيته ولعقيدته أسوء مما فعل البعثيون بالمؤمنين او بالمعارضين ؛ أول ما يفعل بالمعتقل هو انه يعاقب بدم بارد يعلق بالسقف بربط يديه من الخلف او بالمقلوب ويترك بدون ان يسأله احد أو يمر به احد ولأيام .. ثم ياتي بعد ذلك التعذيب المتنوع الذي يناسب كل شخص وحسب ما يرى المجرم المتعهد ؛ بالضرب والركل والسياط أو بالقضبان الحديدية أو بالطرق على الرأس حتى أن الكثير من المعتقلين الآن فقدوا بصرهم او احد عيونهم بسبب ذلك او بالقائهم من اماكن عالية وتكسير الاعضاء وهذا ما اكده الكثير من الذين افرج عنهم حيث لم يسلم من تكسير عضو او عضوين الا القليل منهم والتعليق من الارجل وثم انزالهم بالمقلوب وهم مكبلين في برميل من الماء حتى الاختناق ثم إخراجهم في النفس الأخير ومن ثم صعقهم بالكهرباء ؛ أو تثقيب الأعضاء بالدريل الكهربائي .. أما الألفاظ البذيئة والاهانة والتجويع والترهيب وغيرها فحدث ولاحرج … هذا يحصل في هذه الساعة ولحد الآن تحت سراديب المرجعية في النجف وفي المحافظات الجنوبية ايضا وبعلمهم وبتأييدهم ومباركتهم .. ومعتقل (جدر موحان ) في البصرة آخر فضائح جند المرجعية اليزيدية فهل فعل صدام معشار ما فعل بنو العباس لعنة الله عليهم وعجل بهلاكهم .