تناولت معظم الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس سلسلة التفجيرات التي شهدها العراق أمس في نسختيها الورقية والالكترونية، كما ظل الشأن السوري مهيمنا على تغطيات الشؤون الدولية وصفحات الرأي، حيث افردت له صحيفة الاندبندنت افتتاحيتها.
لكن صحيفة الغارديان انفردت بلقاء مع توكل كرمان الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام وناشطة مصرية تدعى مريان إبراهيم حول ما حققه الربيع العربي للنساء العربيات.
اختارت الغارديان للمقابلة عنوان “فقط نصف الصراع: النساء العربيات يحاربن للحفاظ على المكاسب التي حصلن عليها في الشارع”، ونشرت إلى جوار هذا العنوان صورة كبيرة لنساء مصريات يشاركن في مظاهرة.
يقول معد المقابلة كريس ماكغريل، مراسل الصحيفة في واشنطن، “عندما حاول علي عبد الله صالح، دكتاتور اليمن الذي مكث في السلطة طويلا، أن يفرض الصمت على توكل كرمان استدعى شقيقها”.
ويذكر الكاتب بأن الدور الذي لعبته الناشطة السياسية كرمان هو الذي أهلها إلى الفوز بجائزة نوبل للسلام.
وينقل ماكغريل عن كرمان قولها إن صالح وجه رسالة واضحة إلى شقيقها مفادها أن كل من يعارضه سيقتل.
“لسنا أولوية”
ويرى الكاتب أن كرمان لم تكن استثناءا، بل إن المرأة العربية كانت في “طليعة الثورات” التي شهدتها المنطقة.
وتقول كرمان أن أهم شىء قدمه الربيع العربي للمرأة “هو منحها أدوارا قيادية”.
وتقول كرمان إن هناك تغييرا حدث في الدول العربية “عندما صارت النساء قائدات للرجال”.
لكنها تتساءل “هل هذا كاف لتغيير وضع النساء؟”، وتجيب على تساؤلها “ليس بعد”.
كما ينقل ماكغريل عن ناشطة مصرية تدعى مريان إبراهيم قولها إن وتيرة التغيير قد تراجعت عقب الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.
وتضيف مريان “لقد عدنا لنواجه حقيقة وضعنا كنساء مصريات”، مضيفة “نحن لسنا أولوية حتى بالنسبة لرفاقنا الثوار، إنهم يفكرون فقط في التغيير السياسي لكن لا أحد يفكر في وضع قواعد للحقوق الاساسية بما فيها حقوق المرأة”.
تفجيرات العراق
وإلى صحيفة الفاينانشيال تايمز التي نشرت تقريرا عن سلسلة الانفجارات التي ضربت انحاء مختلفة من العراق صباح أمس الثلاثاء.
تقول الصحيفة، في التقرير الذي أعده ميشيل بيل، إن من شان هذه الانفجارات على الأغلب أن تزيد من حدة الانقسامات السياسية في البلاد.
ويشير بيل إلى أن الانفجارات وقعت “بينما يكافح نوري المالكي، رئيس الوزراء الشيعي لحكومة التحالف، لتجنب اقتراع بحجب الثقة”.
ويضيف أن معارضي المالكي الساعين لحجب الثقة عنه يتهمونه بانه “استبدادي وأنه يستهدف الأقلية السنية في البلاد”.
وينقل التقرير عن جوست هيلترمان محلل الشؤون العراقية في مجموعة الأزمات الدولية قوله إن هذا النوع من الهجمات سيؤدي إلى تخندق المالكي في الخيار الأمني.
“كتل متشاكسة”
ويعلل الكاتب ما ذهب إليه بالقول “لأن ما يراه في هذه الهجمات هو محاولة سنية للإطاحة به”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذه الهجمات استهدفت زوار من الطائفة الشيعية.
ويرى بيل أن الهجمات جلبت المزيد من التوترات الطائفية “في بلد يعاني أصلا من أزمة سياسية متصاعدة”.
ويضيف أن التوتر السياسي قد تزايد “لأن الكتل الشيعية والسنية والكردية في حكومة الوحدة الوطنية المتشاكسة قد توزعت بين مجموعات تدعم المالكي وأخرى ترغب في إزاحته”.
ويقول إن معارضي المالكي يتهمونه “بتركيز سلطات الوزارات الأمنية القيادية بين يديه وطرد خصومه من مناصبهم”.
ويشير في هذا الصدد بالتحديد إلى “طارق الهاشمي نائب الرئيس السني المطلوب لمحاكمته بتهم تتعلق بالإرهاب”.
“السياسة وحدها”
وننتقل إلى صحيفة الاندبندنت التي افدرت أحد مقالاتها الافتتاحية للشأن السوري وجاء بعنوان “السياسة وحدها يمكن أن تمنح الأمل لحل مشكلات سوريا”.
يرى الكاتب أن الصراع في سوريا، الذي يصفه بأنه بلغ مرحلة غير مسبوقة، يمكن أن يشعل منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وتضيف الصحيفة أنه لا أمل في التوصل إلى حل للأزمة السورية إلا بعقد مصالحة بين السنة والشيعة وخلق دولة حقيقية بدلا عما يسميه “تجمعات جغرافية لطوائف دينية مختلفة وقبائل ومجموعات عرقية”.
ويستشهد الكاتب بتقرير نشرته الصحيفة في عدد الأمس وذكرت فيه أن السعودية وقطر يمدون مقاتلي المعارضة بمضادات للدبابات وأنواع أخرى من الاسلحة، بينما تمد روسيا الحكومة السورية بمروحيات مقاتلة.
ويرى الكاتب أن هذه التطورات “تذهب بالصراع في سوريا، الذي أزهق أرواح 11 الف شخصا، إلى مستويات جديدة من العنف”.
وتخلص افتتاحية الصحيفة إلى القول “باي تعريف يتسق مع البديهة، فإن هذه حرب أهلية”.