أكد السفير محمد جمال الدين البيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب أن الأزمة المالية العالمية كانت أكبر عملية نصب في التاريخ حيث تمت سرقة أموال المستثمرين والشعوب ولعب دور البطولة فيها المضاربون العقاريون وهو ما يجب على الجميع التنبه إليه في الاستثمارات المقبلة بالأسواق العالمية.
وأشاد البيومي بتجربة الإمارات في جذب الاستثمارات مؤكداً إن نمو كل نقطة على خريطة الوطن العربي هو مكسب لنا جميعا مشيراً إلى إن هناك نقاط جذب متعددة للاستثمارات بالمنطقة ومنها الإمارات ومصر ولبنان وتونس والمغرب والمملكة العربية السعودية لافتا إلى إن الإمارات استطاعت أن توفر البنية التحتية المتميزة والخدمات التي أهلتها لكي تحتل هذه المكانة المتقدمة في مجال استقطاب الاستثمارات الأجنبية.
وأوضح بيومي أنه من بين العوامل المهمة المعقدة والمعرقلة للاستثمار في الوطن العربي القيود المفروضة على حركة الإنسان العربي سواء في النقل والإقامة والتملك فالاستثمار يحتاج إلى مرونة في التحرك والسفر وأيضا القيود البيروقراطية وتعقيد الإجراءات ورغم كل هذا نلاحظ إن الاستثمارات المتدفقة العربية من الخارج وبين العرب وبعضهم البعض زادت بنسب جيدة ابتداء من العام 2008 نتيجة الإحساس بالخطر والفساد في الأسواق الغربية الذي كشفته الأزمة المالية العالمية حيث تصاعدت وزادت ما بين 4 – 5 مرات.
وقال بيومي إن اتحاد المستثمرين العرب الذي تأسس في 1995 يعتبر نقطة الوصل بين القطاع الخاص والحكومات العربية وينقل توجهاتها نحو تنمية الاستثمار والتجارة وفقا لمستندين هامين هما اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار العربي والتجارة والتي انشأت آليات للتحكيم في منازعات الاستثمار بين المستثمرين العرب وحكوماتهم اضافة الى بروتوكول اتفاقية التجارة الحرة بين الدول العربية الذي وقع العام 1997 بهدف إزالة الرسوم الجمركية بين الدول الموقعة وعددها 17 دولة على مدار 10 سنوات وتمكنت هذه الدول في اختصار وتقليص المدة الى 7 سنوات فقط ومنذ يناير 2005 ازيلت الرسوم الجمركية بين الدول العربية. وفقاً لصحيفة “البيان” الإماراتية.
وحول مناخ الاستثمار في الدول العربية وبينها قال البيومي : يقلقنا جميعا ان حجم الاستثمارات العربية البينية لا يقارن بحجم هذه الاستثمارات في الخارج حيث تقدر ما بين 60- 70 مليار دولار بينما تقدر الاستثمارات العربية في الولايات المتحدة وأوروبا واسيا وغيرها من دول العالم ما بين 1600 1800 مليار دولار امريكي أي ان الاستثمارات العربية البينية تقدر بنسبة 5% فقط من اجمالي استثمارات العرب الخارجية وهذا يعتبر دون مستوى الطموحات التي ننشدها ونأمل أن تشهد الفترة المقبلة زيادة في مستوى وحجم ونوعية الاستثمارات بين البلدان العربية.
وكشف البيومي عن إن العام 2011 وما شهده من تحولات سياسية أو ما يطلق عليه الربيع العربي في بعض الدول العربية اثر كثيراً على تدفق الاستثمارات وحركة الاستثمار في المنطقة وتكاد تكون جمدت ويكفي أن نشير إلى أن التدفق الاستثماري على مصر في هذا العام كان صفرا بل إن بعض القائم منها لملم أمواله وأوراقه ورحل أو جمد أعماله في انتظار ما ستفسر عنه التطورات على الساحة المصرية واعتقد إن العام 2013 سوف يشهد عودة تحليق وصعود الأداء بالاقتصاد المصري وبعض اقتصاديات دول المنطقة المتأثرة بالاضطرابات السياسية.
ولفت إلى أن الاقتصاد المصري ورغم ما تعرض ويتعرض له فان أساسياته قوية فهو اكبر سوق عربي واكبر جيش في المنطقة وهذا يعني وجود فرص كبيرة للاستهلاك أو بمعنى أدق الإنفاق الاستهلاكي كما أن مصر وهذا أمر يغفله كثيرون تحقق اكبر ثالث ناتج قومي على مستوى الوطن العربي وتنافس على المركز الثاني وبه أكبر قاعدة صناعية في المنطقة.