ادانت بريطانيا الاثنين المستوطنات الاسرائيلية ووصفتها بانها “تخريب متعمد” للجهود الهادفة الى اقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما اعتبر دفعة قوية لجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاحياء عملية السلام المتعثرة.
وجاءت تعليقات الحكومة البريطانية على لسان نائب رئيس الوزراء نك كليغ، التي اعتبرت اقوى موقف بريطاني ضد اسرائيل في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، متزامنة مع جولة يقوم بها عباس في اوروبا، فيما يجري مفاوضون من الطرفين محادثات اولية لاعادة احياء مفاوضات السلام.
وكانت تلك المحادثات قد بدأت في الثالث من الشهر الحالي اعقبت توقفا طويلا للمفاوضات بقرار من عباس قبل نحو 15 شهرا بسبب استمرار اسرائيل في النشاطات الاستيطانية بالضفة الغربية.
وقال كليغ، خلال زيارة عباس الى لندن: “عندما تفرض حقائق ووقائع على الارض يكون من المستحيل تحقيق ما اتفق عليه الجميع قبل سنوات على انه الحل النهائي، وانت هكذا توقع ضررا كبيرا”، في اشارة منه الى المستوطنات الاسرائيلية التي يتواصل بناؤها في الضفة الغربية.
واضاف ان “هذا تخريب متعمد للتعهدات الاولى التي قطعت في المفاوضات التي اجريت قبل سنوات، وهذا ما جعلنا نعبر عن قلقنا كحكومة من تزايد فرض الشروط”. الا ان كليغ اكد في الوقت نفسه انه احد المؤيدين الاقوياء لاسرائيل.
يشار الى ان بريطانيا ومعظم اعضاء مجلس الامن الدولي دعموا في فبراير/شباط الماضي مشروع قرار دولي يدين بناء المستوطنات باعتبارها غير مشروعة وعقبة كبيرة امام تحقيق السلام.
الا ان واشنطن اسقطت القرار باستخدام حق النقض (الفيتو) بالقول انها تريد من اسرائيل وقف الاستيطان، لكن الادانة لن تساعد في هذا الجهد.
وقد رحب عباس، الذي سيزور برلين وموسكو، بتصريحات كليغ بالقول: “هذا هو بالضبط ما نريد ان نسمعه رسميا من حكومة المملكة المتحدة”، داعيا من جديد الى وقف الاستيطان.
وقال كليغ: “اذ وجد وقت مناسب لتحقيق تقدم حقيقي، فالوقت هو الآن، بعد ان تغيرت امور وجرت تحولات كثيرة في المنطقة برمتها”.
وقال عباس انه لم يسمع اي جديد من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الا ان المفاوضين الفلسطينيين سيجتمعون كما هو مقرر مع نظرائهم الاسرائيليين مرتين او ثلاث مرات لاحقا.
وكانت اللجنة الرباعية، المكونة من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، حاولت اعادة احياء المفاوضات في اكتوبر/تشرين الاول، التي توقفت بعد اسابيع من بدئها في عام 2010.
وتسعى الرباعية الى تحديد موقف الطرفين من مسائل رئيسية في المفاوضات مثل الحدود والترتيبات الامنية ومستقبل حل الدولتين بحلول السادس والعشرين من الشهر الحالي.