في مقابلة لروسيا اليوم، كشف نائب مدير معهد الفيزياء التابع لأكاديمية العلوم الروسية يفغيني راغوجين كشف عن توقعاته بوقوع كوارث في عام 2012.
س: شهد العام الماضي كوارث أدت الى مشاكل بشرية واقتصادية كبيرة، ما هي توقعاتكم بالنسبة لعام 2012 وتحديدا لمنطقة الشرق الأوسط؟
عام 2011 شهد العديد من الكوارث، زلزال اليابان والذي أودى بحياة الكثيرين، من مدة قصيرة كان هناك زلزال في تركيا، أيضا وزلزال هنا في روسيا والذي من حسن الحظ لم يخلف ضحايا، لأن ذلك يعود إلى عدم وجود مناطق سكنية منطقة حدوثه. فيما يخص عام 2012 توقعاتنا بالنسبة لروسيا إيجابية، حيث تغيب مؤشرات وقوع زلازل في بلدنا. أما فيما يخص الشرق الأوسط فهذه المنطقة تعتبر منطقة زلازل خطيرة نوعا ما. مع أن السنوات الأخيرة لم نشهد هزات عدا زلزال تركيا، إلا أن منطقة الشرق الأوسط في هذا العام يمكن أن تتعرض لهذه الظاهرة الطبيعية، مثلا البلدان المجاورة للبحر الميت والصدع اللبناني هي مناطق غير مستقرة من الناحية السسمية، مع أنها لم تشهد هزات ارضية منذ فترة طويلة، وهذا أمر مقلق لأن النشاط يتراكم ومخلفات هذا التراكم قد تكون وخيمة.
س: رغم تطور اجهزة الرصد والتنبؤ بالكوارث قبل وقوعها نرى ان اغلب الكوارث الطبيعية تحصد المئات من الارواح الى جانب الخسائر الاقتصادية، برايكم ما هو السر في هذه المفارقة؟
يجب القول أنه في القدم، وعلى سبيل المثال في الصين، فالزلازل كانت دائما تضرب البلد وتخلف آلاف القتلى، نظرا للمساكن البدائية التي كان يعيش فيها الصينيون. وكانت هناك زلازل في مناطق أخرى، لكن تلك المناطق لم تكن مسكونة. أما الآن فنحن أمام نمو ديمغرافي متزايد، وأحياء مكتظة بالمنازل، زيادة على الفقر في بعض الدول، وكذلك بناء منازل مقاومة للزلازل امر باهض التكلفة، ما يؤدي إلى ان يكون عدد الضحايا كبيرا. زيادة على أن وسائل الإعلام قد قطعت شوطا كبيرا في تغطية الأحداث، فإذا كانت الكارثة في السابق تغطى بعد أسبوع أو أشهر، فحاليا يعلم الجميع بالحدث في اليوم نفسه. ويتشكل انطباع أن الحوادث تزداد وتزداد.
س: تساهم الدول المتقدمة بشتى الوسائل في اقامة الانظمة الديمقراطية في حين أن الكوارث تنال من الدول الضعيفة، لماذا لا تعمل تلك الدول على تركيز جهودها في تطوير البنية التحتية في البلدان الفقيرة لتقليل من الخسائر البشرية؟
أضرب لك مثالا عن تشيلي التي تعرضت لكارثتين خلال خمسين عاما، أولهما كانت عام ألف وتسعمائة وستين، وكانت من اقوى الزلازل منذ بداية تسجيلها حيث خلقت التسونامي وأودت بحياة عدد هائل من الضحايا وآلاف المنازل المنكوبة، حينها استخلصت السلطات هناك العبر، وبدأت تبني المنازل المقاومة للزلازل والمهيأة للثبات أمام التسونامي، وتعرض نفس البلد لزلزال جديد في ألفين وعشرة لكن عدد الضحايا كان يحصى بالمئات. أما في هايتي ففي العام نفسه ضربها زلزال أضعف بكثير من تشيلي، لكنه دمر كل شيء. برأيي هناك حكومات لا تستخلص دروسا من التجارب التي تمر منها. كما تستطيع الدول المتقدمة مساعدة الدول الفقيرة بتقديم التكنولوجيا الراقية لمقاومة الزلازل ولتقييم النشاط السيسمي، فالدول الفقيرة ليس لديها إمكانيات للتطور في المجال العلمي.