ادان جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض أعمال العنف التي اتهم النظام السوري بممارستها ضد المتظاهرين.
وقال كارني إن سوريا لم تحترم التعهدات التي حددتها بعثة مراقبي الجامعة العربية.واضاف المتحدث الامريكي ان الوقت قد حان كي يتخذ المجتمع الدولي اجراءات ضد الرئيس السوري وحكومته.
كما اعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فكتوريا نولاند ان جيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى سيزور القاهرة لاجراء مشاورات مع الجامعة العربية حول الوضع في سوريا.
وفي تصريحات أدلت بها للصحفيين الثلاثاء، قالت نولاند “مبعث قلقنا أنَّ النظام السوري لم يف بكل الالتزامات التي قدَّمها للجامعة العربية حين قبل اقتراحها قبل نحو تسعة أسابيع. وعلى سبيل المثال لم يتوقف العنف، فهو أبعد ما يكون عن ذلك.”
ومن المقرر ان تجتمع يوم السبت المقبل اللجنة المنبثقة عن وزراء الخارجية العرب لمناقشة التقرير الاولي الخاص بفريق المراقبين العرب الى سوريا لتقييم موقف دمشق من المبادرة العربية.
ومن جهة أخرى، ينظم متظاهرون من المعارضة السورية اليوم اعتصاماً مركزياً في ساحة السبع بحرات في دمشق تحت شعار عرس الشام حرية وعدالة في مدينة دمشق، بحسب ناشطين سوريين.
تهديدات الأسعد
بدوره، هدَّد العقيد رياض الأسعد، قائد ما يُعرف بـ “الجيش السوري الحر” المنشقِّ عن الجيش السوري، بتصعيد الهجمات داخل سوريا، قائلا إنَّه “غير راضٍ” عن مدى التقدم الذي يحققه المراقبون العرب في وقف الحملة العسكرية ضد المحتجين.
وفي لقاء أجرته معه وكالة رويترز للأنباء، قال العقيد الأسعد: “إذا شعرت خلال أيام، وفي حدِّ أقصى أسبوع، أنَّهم غير جادِّين، فسوف نتَّخذ قرارا سيفاجئ النظام والعالم.”
وأضاف: “الأرجح الآن هو أنَّنا سوف نبدأ تصعيدا كبيرا في عملياتنا، وسيكون ذلك تحوُّلا نوعيَّا في ظروف وشروط القتال، ونأمل أن يساندنا الشعب السوري في ذلك.”
يُشار إلى أن العقيد الأسعد كان قد أعلن مع بدء المراقبين العرب مهمَّتهم في سورية قبل أيام أن “الجيش السوري الحر” سوف يوقف عملياته ضدَّ قوات الجيش والأمن السورية.
إلاَّ أن تصريحات الأسعد عن تمديد مهلة إيقاف جيشه لعملياته في سوريا تزامنت مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرُّه العاصمة البريطانية لندن، عن قيام منشقِّين عن الجيش السوري الثلاثاء بقتل 18 عنصرا على الأقل من عناصر قوات الأمن في محافظة درعا الواقعة جنوبي البلاد.
وكان المرصد قد أعلن الاثنين أيضا أنَّ منشقِّين عن الجيش السوري استولوا في وقت سابق من اليوم على نقطتي تفتيش تابعتين لقوات الأمن في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد.
لجنة وزارية
في غضون ذلك، قالت مصادر في جامعة الدول العربية إن لجنة وزارية مصغَّرة منبثقة عن وزراء الخارجية العرب ستجتمع يوم السبت المقبل لمناقشة تقرير أوَّلي من بعثة المراقبين العرب في سوريا، التي أعلن حزب البعث الحاكم فيها أنه سيعقد مؤتمره الحادي عشر خلال الأسبوع الأول من الشهر المقبل.
وأفادت المصادر بأنَّ اجتماع اللجنة الوزارية المذكورة سيُعقد بحضور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، ووزراء خارجية كلٍّ من مصر والسودان والجزائر وقطر وسلطنة عمان.
وستجري اللجنة تقييما لعمل لجنة المراقبين التي أمضت الأسبوع الأوَّل من مهمَّتها في سوريا في مراقبة مدى التزام السلطات السورية بتطبيق بنود المبادرة العربية التي تهدف إلى إنهاء حوالي 10 أشهر من العنف في البلاد التي تشهد منذ الخامس عشر من شهر مارس/ آذار الماضي انتفاضة شعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
يُشار إلى أن العربي كان قد أعلن في مؤتمر صحفي الاثنين أن “النظام السوري سحب الأسلحة الثقيلة من الأحياء السكنية في مدن البلاد”، لكنه أكَّد في الوقت ذاته أن إطلاق النار “لا يزال مستمرَّا، وأنَّ القنَّاصة لا يزالون يشكِّلون تهديدا لسلامة المواطنين السوريين”.
دعوة لسحب المراقبين
وكان سالم الدقباسي، رئيس البرلمان العربي، قد دعا مؤخَّرا إلى سحب المراقبين العرب من سوريا، وذلك بحجَّة أنَّ البعثة “توفر غطاء للحكومة السورية لمواصلة ما وصفه بالأعمال غير الإنسانية”.
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره السوري إلى التنحِّي عن الحكم، قائلا إن النظام السوري “يرتكب مجازر بحقِّ شعبه”.
“في الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا… يجرى التحضير لانعقاد المؤتمر القطري الـ 11 للحزب خلال شهر، مع المضي بتنفيذ خطوات مشروع الإصلاح الوطني الديمقراطي، ومع أوضاع محلية وعربية ودولية بالغة الحساسية والخطورة”
من بيان صادر لحزب البعث الحاكم في سوريا
ففي كلمة وجَّهها من إحدى القواعد العسكرية الفرنسية بمناسبة الاحتفال بحلول العام الجديد، قال ساركوزي: “لقد أثارت المجازر التي يرتكبها النظام السوري الاشمئزاز عبر العالم.”
مؤتمر البعث
وفي تطوُّر سوري داخلي لافت، حدَّدت القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في سوريا موعد انعقاد المؤتمر القطري الحادي عشر للحزب خلال الأسبوع الأوَّل من شهر فبراير/ شباط المقبل.
وجاء في بيان نشرته صحيفة “البعث” الرسمية الناطقة باسم الحزب: “في الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا يجرى التحضير لانعقاد المؤتمر القطري الـ 11 للحزب خلال شهر، مع المضي بتنفيذ خطوات مشروع الإصلاح الوطني الديمقراطي، ومع أوضاع محلية وعربية ودولية بالغة الحساسية والخطورة.”
وكشف البيان أن المادة الثامنة من الدستور الدائم للبلاد، والتي تنصُّ على أن حزب البعث هو الحزب القائد في المجتمع والدولة ويقود جبهة وطنية تقدمية، هي من أهم المواد التي يجري الآن نقاشها من قبل لجنة صياغة الدستور الجديد، والمقرر أن تنتهي من عملها خلال النصف الأوَّل من الشهر الجاري.
سوريا: سقوط نظام الأسد قد يؤدى إلى تغييرات كبيرة
تتمتع سوريا بموقع جيو إستراتيجي مميز مكنها من لعب دور هام في صياغة السياسات الإقليمية في المنطقة في السنوات الأخيرة، وبعد اندلاع الانتفاضة على نظام بشار الأسد في مارس / أذار بدأت دول في المنطقة تراقب عن كثب تطورات الأوضاع السياسية في سوريا.
وقال البيان أيضا: “إن حزب البعث قادر اليوم على رسم خريطة طريق تقرُّ تحولات فكرية وسياسية وتنظيمية واعدة”، مشيرا إلى أن المؤتمر سيُعقد برئاسة الأسد، وسيتم في نهايته انتخاب أعضاء قيادة قطرية جديدة، ولجنة مركزية، وتشكيل حكومة جديدة للبلاد.
استهداف أنابيب غاز
من جانب آخر، ذكرت الوكالة السورية للأنباء “سانا” أن “مجموعة إرهابية مسلَّحة” استهدفت صباح الثلاثاء خطَّا لأنابيب الغاز القادم من حقول المنطقة الوسطى، والمارّ بالقرب من بلدة الرستن الواقعة وسط البلاد، “ما أدَّى إلى حدوث انفجار واشتعال النار في الخط في نقطة التفجير”.
وفي العاصمة دمشق، واصلت وسائل الإعلام المحليَّة تسليط الضوء على المسيرات الحاشدة التي تشهدها ساحة “السبع بحرات” وسط المدينة “تأكيداً على الوحدة الوطنية، ورفضاً للتدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية”، كما ذكرت “سانا”.
وقد نشرت الوكالة صورا لمشاركين في المسيرات حملوا لافتات كُتبت عليها شعارت تدعو “للتصدي للمجموعات المسلَّحة ولمواجهة الضغوط التي تتعرَّض لها سوريا