بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله هذا الرجل الطاهر.
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و اترك الحكم للقاريء الكريم.
الحلقة الثالثة والعشرون
(يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (الزمر:6)
و سنبدأ بتفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي:
وقوله: ” يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ” بيان لكيفية خلق من تقدم ذكره من البشر والانعام، وفي الخطاب تغليب اولي العقل على غيرهم، والخلق من بعد الخلق التوالي والتوارد كخلق النطفة علقة وخلق العلقة مضغة وهكذا، والظلمات الثلاث هي ظلمة البطن والرحم والمشيمة كما قيل ورواه في المجمع عن أبي جعفر عليه السلام.
وقيل: المراد بها ظلمة الصلب والرحم والمشيمة وهو خطأ فإن قوله: ” في بطون أمهاتكم ” صريح في أن المراد بالظلمات الثلاث ما في بطون النساء دون أصلاب الرجال.
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 17 ص 238.
اما الشيخ الطوسي رحمه الله في تفسيره التبيان فيقول:
وقوله (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق)
قال قتادة ومجاهد والضحاك والسدي: معناه نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم يكسي العظام لحما ثم ينشئ خلقا آخر. وقال ابن زيد: معناه الخلق في بطون الأمهات بعد الخلق في ظهر آدم. وقوله (في ظلمات ثلاث) قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي وابن زيد: يعني ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة. وقيل: صلب الرجل وظلمة الرحم.
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 9 ص 9.
اما ما ورد من كتب ابناء السنة فنورد اولاً ما جاء في تفسير ابن كثير:
وقوله عز وجل ” يخلقكم في بطون أمهاتكم ” أي قدركم في بطون أمهاتكم ” خلقا من بعد خلق ” يكون أحدكم أولا نطفة ثم يكون علقة ثم يكون مضغة ثم يخلق فيكون لحما وعظما وعصبا وعروقا وينفخ فيه الروح فيصير خلق آخر ” فتبارك الله أحسن الخالقين “. وقوله جل وعلا ” في ظلمات ثلاث ” يعني في ظلمة الرحم وظلمة المشيمة التي هي كالغشاوة والوقاية على الولد وظلمة البطن كذا قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وعكرمة وأبو مالك والضحاك وقتادة والسدي وابن زيد.
تفسير ابن كثير ج 4 ص 50
و كذلك ما ورد في تفسير الرازي
ثم قال تعالى: * (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق) * وفيه أبحاث: الأول: قرأ حمزة بكسر الألف والميم، والكسائي بكسر الهمزة وفتح الميم، والباقون أمهاتكم بضم الألف وفتح الميم. الثاني: أنه تعالى لما ذكر تخليق الناس من شخص واحد وهو آدم عليه السلام أردفه بتخليق الأنعام، وإنما خصها بالذكر لأنها أشرف الحيوانات بعد الإنسان، ثم ذكر عقيب ذكرهما حالة مشتركة بين الإنسان وبين الأنعام وهي كونها مخلوقة في بطون أمهاتهم وقوله: * (خلقا من بعد خلق) * المراد منه ما ذكره الله تعالى في قوله: * (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) * (المؤمنون: 12 – – – – 14) وقوله: * (في ظلمات ثلاثة) * قيل: الظلمات الثلاث البطن والرحم والمشيمة وقيل: الصلب والرحم والبطن ووجه الاستدلال بهذه الحالات قد ذكرناه في قوله: * (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) *.
تفسير الرازي ج 26 ص 245.
أما ما جاء في كتاب المتشابهات في الجزء الرابع للسيد احمد الحسن (ع):
س / ما هي الظلمات الثلاث في قوله تعالى (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (الزمر:6)
ج /
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين
وهي (ظلمة الذر)، و(ظلمة الدنيا) و(ظلمة الرجعة)، وهي عوالم قوس النزول.
وعوالم قوس الصعود:- هي الأنوار الثلاثة وهي (قبل الفناء) و(الفناء) و(العودة بعد الفناء)، وهي مراتب محمد (ص) الثلاثة قبل (فتح الحجاب) و (بعد فتح الحجاب) و (بعد عودة الحجاب)، فهو يخفق بين الفناء في الذات الإلهية فلا يبقى إلا الله الواحد القهار، وبين عودته إلى الأنا والشخصية.
وهذه المراتب الستة في قوس الصعود والنزول تمثل كل الوجود، وتجلي النور في الظلمة، وظهور الموجودات بالنور في الظلمات، وهي واو النزول، و واو الصعود تشير إلى الستة أيام وستة مراتب
(،) واو النزول
(و) واو الصعود
والدائرة في راس الواو تدل على الحيرة في قوس الصعود هي الحيرة في النور لعدم إدراك ومعرفة النور التام، الذي لا ظلمة فيه، وهو: الله سبحانه وتعالى معرفة تامة وكاملة. فتكون مراتب قوس الصعود هي: (قبل الفتح) و (بعد الفتح) و (الفناء) و الثالثة هي: (العودة إلى الأنا والشخصية بعد الفناء) .
أما الحيرة في الظلمة: لأنها في أدنا مراتبها لا تـُدرك ولا يُحصَّل منها شيء، بل هي ظلمة وعدم ليس لها حظ من الوجود، إلا قابليتها للوجود. وهذه هي حقيقة المادة: ظلمة وعدم، لا يُحصَّل منها شيء، ولا يُعرف منها شيء، لولا تجلي الصورة الملكوتية فيها، وإظهارها لها.
فتكون مراتب قوس النزول:- هي عالم الذر ثم النزول إلى ظلمة المادة ثم الصعود في قيامه القائم حتى الوصول إلى الرجعة، وهي المرتبة الثالثة، وهذه هي صورة قوس النزول والصعود.
وباجتماعهما وتداخلهما يتحصَّل كل الوجود من بدايته إلى نهايته، وهو محمد (ص)
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 4