زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

ما هي العبادة ؟

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الخلق من اجل هدف محدد و سامٍ الا وهو عبادته سبحانه وتعالى (وما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون) وقد ورد عن أهل البيت عليهم السلام اي ليعرفون . وبما ان الانسان وجد من اجل عبادة الله سبحانه وتعالى فلا بد له ان يعرف كيف يؤدي هذا العمل. لأن الذي يؤدي عمل لا يعرف عنه شيء او يجهل منه شيء قد يفسده من حيث لا يعلم وهو يحسب انه يحسن صنعاً كما قال الله تعالى (هل ننبئكم بالاخسرين اعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً) الكهف 104 .

وعن ابي عبد الله (ع) قال: (من عمل على غير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح). الكافي ج1.

وهنا يرد سؤال وهو ما هي العبادة؟ هل هي مجموعة الاعمال من صلاة وصوم وحج وزكاة وما الى ذلك من اعمال؟ ام هو أمر آخر، وهذه الاعمال  لا تقبل الا به او من خلاله ؟!

و للتعرف على اجابة هذا السؤال لا بد لنا الرجوع الى من امر الله الخلق بسؤالهم وقرن طاعته بطاعتهم وهم محمد وال محمد (ص) .

و قد قال عيسى بن عبد الله لابي عبد الله (ع) : جعلت فداك ما العبادة ؟ فقال: (ع): (حسن النية بالطاعة من الوجوه التي يطاع الله منها). الكافي ج2 ص 111.

والوجوه التي يطاع الله منها هم خلفاء الله الذين وجه الله بهم خلقه من انبياء ومرسلين و اوصياء (ع) . فقد سئل ابي عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل (كل شيء هالك الا وجهه) القصص 88 . فقال (ع) : (ما يقولون فيه ؟ . قلت : يقولون يهلك كل شيء الا وجه الله , فقال (ع) : سبحان الله لقد قالوا قولاً عظيماً، انما عنى بذلك وجه الله الذي منه يؤتى).

و عن الفضل بن شاذان عن داوود بن كثير قال : قلت لابي عبد الله (ع) : (انتم الصلاة في كتاب الله عز وجل وانتم الزكاة وانتم الحج؟، فقال: يا داوود ! نحن الصلاة في كتاب الله ونحن الزكاة ونحن الصيام ونحن الحج ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله و نحن وجه الله، قال تعالى (فاينما تولوا فثم وجه الله). بحار الانوار 24 :303 .

فالعبادة وببساطة هي الطاعة فمن اطاع الله فقد عبده سبحانه وبما ان الله سبحانه وتعالى اجل واكرم من ان يباشر خلقه بنفسه فقد اختار لنفسه اولياء يدلون الناس على رضاه و سخطه و يعبرون عنه سبحانه و تعالى و جعلهم خلفاءه في ارضه و حججه على عباده و وجهه الذي واجه به خلقه و بابه الذي منه يؤتى و جعل طاعتهم طاعته و معصيتهم معصيته و حبهم حبه و بغضهم بغضه . و لا تنفع الاعمال العبادية الظاهرية الا بولاية خليفة الله في كل زمان لأنه كما قلنا هو وجه الله و بابه الذي منه يؤتى .

وقد ورد عن اهل البيت (ع) بأن الانسان و ان جاء بجميع الاعمال العبادية الظاهرية و لم يؤمن و يتولى ولي الله فهو مشرك . فعن عميرة عن ابي عبد الله (ع) قال : (سمعته يقول أٌمر الناس بمعرفتنا و الرد الينا و التسليم لنا ثم قال (ع) و ان صاموا و صلوا و شهدوا ان لا اله الا الله و جعلوا في انفسهم ان لا يردوا اينا كانوا بذلك مشركين). الكافي ج2 ص 399 .

اذن عبادة الله هي حسن النية بالطاعة من الوجوه التي يطاع الله منها وهم خلفاء الله في ارضه من انبياء ومرسلين و اوصياء (ع).

و الحمد لله وحده وحده وحده

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى