أخبار الترندأخبار الصحفأخبار العالمأخبار علماء الدينخبر عربي وإسلاميزاوية التاريخزاوية شبهات وردودزاوية علامات آخر الزمانعقائد أهل الكتاب

بفتوى، هدمت أضرحة أئمة البقيع (ع)

بفتوى، هدمت أضرحة أئمة البقيع (عليهم السلام)
نعم أيها الأحبة هذا هو الواقع المرير الذي لا يسعنا تجاهله ولا غض البصر عنه، فان سبب هدم تلك البقاع الطاهرة والتي تعتبر نافذة إتصال بين المؤمنين وبين أرواح الأئمة في هذا العالم السُفلي بعد رحيلهم عنه، وهي قبورهم التي تحتوي أجسادهم الطاهرة.
أنها لجريمة كبرى بحق الإنسانية عندما تحجب نافذة الاتصال مع خيرة خلق الله “سبحانه وتعالى” أو قل وسيلة التواصل مع الله سبحانه فالله فتح تلك النافذة وجعلها دائمة العطاء سواء في حياتهم الشريفة أو بعد رحيلهم إلى ربهم وخالقهم سبحانه، فغلق هذه النافذة هو جناية كبرى على كل المريدين للولوج من تلك النافذة والوصول إلى ما شاء الله سبحانه، وهو كمثل قَطعِ الماءِ عن أشجارِ بستان يُراد منها أن تثمر.
عمد رجال الدين إلى إصدار فتوى مفادها هدم ومنع وتحريم زيارة أضرحة الأئمة الطاهرين، عترة النبي محمد “ص” هذا ما نشرته جريدة أم القرى بعددها 69 في 17 شوال 1344 ﻫ الذي يحتوي نص الاستفتاء وجوابه الذي قدمه الشيخ عبد الله بن بليهد إلى علماء المدينة المنورة في حينه يستفتيهم في أمر القبور وهذا هو نص الجواب المنسوب لعلماء المدينة: “أما البناء على القبور فهو ممنوع إجماعاً لصحة الأحاديث الواردة في منعه ولهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه مستندين على ذلك بحديث علي أنه قال لأبي الهياج ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته؛ رواه مسلم.
وأما اتخاذ القبور مساجداً والصلاة فيها وإيقاد السرج عليها فممنوع لحديث ابن عباس: لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. رواه أهل السنن.
وأما ما يفعله الجهال عند الضرائح من التمسح بها والتقرب إليها بالذبائح والنذور ودعاء أهلها مع الله، فهو حرام ممنوع شرعا لا يجوز فعله أصلاً.
وأما التوجه إلى حجرة النبي عند الدعاء فالأولى منعه كما هو معروف من معتبرات كتب المذهب ولأن أفضل الجهات جهة القبلة.
وأما الطواف والتمسح بها وتقبيلها؛ فهو ممنوع مطلقاً.
وأما ما يفعل من التذكير والترحيم والتسليم في الأوقات المذكورة، فهو محدث هذا ما وصل إليه علمنا”.

أيها المسلمون لا يحق لكم التسليم لفتاوى مخالفة للقرآن الكريم وللسنة النبوية المطهرة فقد ثبت في القرآن الكريم إقرار الله سبحانه بناء المسجد على القبور، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا).
فهذا هو القرآن يقر وبوضوح ان بناء المسجد على القبور لا أشكال فيه، وإلا لو كان محرما لذكر ذلك الله سبحانه ولا يتركه حتى يغري المسلمين بفعل المحرم من خلال عدم بيان الموقف من بناء المسجد على القبور ونحن نعلم أن المسجد دار عبادة ودعاء وتضرع وتوسل إلى الله سبحانه.
أما في السنة النبوية الشريفة فقد نصت الأحاديث على ذلك فقد ذكر البيهقي في سننه الكبرى وغيره بأنه كلما كانت ليلة عائشة من رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنون، وآتاكم ما توعدون» ذكره في الجزء: 5/249، وذكر النسائي في سننه، كتاب الجنائز، باب زيارة قبور المشركين، وأبي داود في سننه في زيارة القبور ح3234، وابن ماجة في سننه في باب ما جاء في زيارة قبور المشركين: إن النبي صلى الله علي وآله زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله.
بالإضافة إلى الأحاديث المتكاثرة التي تذكر بأن النبي صلى الله عليه وآله كان يُعلم عائشة الدعاء عند زيارة القبور.
ولا يصح الإعتماد على أحاديث تُخالفُ القران الكريم وتُخالف المشهور.
والبقيع مقبرة لكثير من الصحابة والتابعين حيث دفن فيها الكثير من الصحابة الأجلاء والتابعين من شهداء بدر وشهداء الحرة وأبناء النبي “ص” وعماته وزوجاته فهي ليست تحتوي فقط قبور الأئمة “عليهم السلام” وتعدى أمرُ الهدمِ إلى بيتِ الوحي وغيره.
ولذا؛ نحن نقول لا يسع المسلمون جميعا اليوم الإستمرار بالسكوت على هذه الجريمة النكراء، ولا بد من إنهائها وإعادة بناء تلك الاضرحة الطاهرة محال نظر الله سبحانه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى