بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا أعدَّ الناس وهم في ضيافة الله سبحانه؟؟
أكثر من مليار مسلم في العالم من مشرقه إلى مغربه يبدون استعداداً ملفتا للانتباه عند قرب حلول شهر رمضان المبارك ، حتى أنهم في كل سنة يستحدثون من أجله طقوساً لم تكن قبلا ، غير أن القاسم المشترك بين أولئك المسلمين وهمهم الكبير هو (التبضع أو التسوق) حتى أن هذه الحمى بدأت تنتقل إلى أنفس من ليس هو بمسلم خوفا من إقبال المسلمين ونهمهم على اقتناء الطعام ، بل يكاد إعلام الدول الإسلامية وفضائياته لا يلتفت إلى مكون من مكونات البيت وهو (المطبخ) إلا في شهر رمضان حيث يستحيل هذا الركن من البيت إلى محراب ـ لا أبالغ إن وصفته بأنه أهم لديهم من محراب العبادة ـ والغريب أن المسلمين لا يلتفتون إلى صفتهم في هذا الشهر الكريم على الرغم من أنهم يذكرون تلك الصفة بألسنتهم ولكنهم يخالفونها بكل حركة من حركاتهم ؛ وتلك الصفة هي أن العباد في هذا الشهر الكريم كلهم (ضيوف) الله سبحانه!!! فالناس في هذا الشهر هي مدعوة للجلوس إلى مائدة الله سبحانه ، فهل استعد الضيوف لهذه المائدة ، ولمستضيفهم استعداداً يؤهلهم لأن يكونوا ضيوفاً على القدر الذي يرضاه لهم مستضيفهم؟؟؟!!!
هل سأل الضيوف وهم يعيشون هذه الضيافة العظيمة منذ أن خلق الله سبحانه آدم(ع) وسيستمر الحال الكريم إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ، هل سألوا أنفسهم في كل مرة يوفقون إلى هذه الضيافة الكريمة ماذا يقدم لهم مضيفهم على مائدته حتى أنهم وصفوا مائدة هذا الشهر المبارك بالكرم؟؟ فالغريب أن المسلمين لا يختلفون على أن هذا الشهر هو شهر الكرم ، بينما واقعهم النفسي والمادي يشتغل بخلاف هذه الصفة حيث يستحيل هذا الشهر العظيم في واقع الناس إلى شهر للشكوى من غلاء الأسعار ، وشكوى من الاستغلال ، وشهر ينشط فيه شياطين المال والاقتصاد ، بعد أن علموا أن من كرم الله سبحانه بعباده أنه صفد شياطين الجن وحجبهم عن عباده في هذا الشهر كي يكونوا متفرغين إلى مائدته تفرغا كاملا لا يشغلهم شاغل ، وربما يسأل سائل : لماذا لم يصفد أولئك الذين تصفهم بشياطين المال والاقتصاد كذلك؟؟ والجواب : نعم صفدهم الله سبحانه ولكن عباده أطلقوا أيديهم وتركوهم يعبثون في حرمة هذا الشهر العظيم!! وربما يسأل مستغرباً : كيف؟؟!! أبين له ما كان غائبا عنا كلنا ـ وأقصد المسلمين ومازال هناك من يعمل على تغييبه ـ وهذا الغائب عن المسلمين عموما هو أدب الضيوف وهم مقبلون على مضيفهم سبحانه ، فهل من الأدب أن يفكر الضيف ولو تفكيراً بما على المضيف أن يقدم له؟؟!! بله عن أن يفكر في اصطحاب شيء معه إلى مائدة مضيفه لأن ذلك سيكون مدعاة إلى الإساءة البالغة للمضيف ، فما بالك والمضيف هو الله سبحانه ، فماذا يسمي المسلمون الإساءة في جنب الله سبحانه؟؟ ألا يسمونها من الكبائر؟؟
منذ أكثر من ألف عام كان رسول الله(ص) قد أعلن عما في مائدة الله سبحانه من صنوف العطاء والغذاء الإلهي ، بل وقبل بيان ما في مائدة الله سبحانه بين الرسول(ص) ما على المدعوين إلى هذه المائدة عمله قبل بلوغها ، حيث ورد في خطبة رسول الله(ص) عند إقبال هذا الشهر العظيم كل ما يحتاج إليه المسلم كيف يتعرف على حقيقة هذه الضيافة ، ولكن لأمر دبر بليل ـ كما يقال ـ أعرض الناس عن بيان حقيقة هذه الضيافة الكريمة ، وليس هناك أحد من الخلق يعرف حقيقة هذه الضيافة كما يعرفها رسول الله(ص) بوصفه المعلم المبعوث منه سبحانه ، وحتى لا تأخذ هذه الخطبة طريقها إلى مسامع الخلق أدخلها خبراء التدليس وأساطين الانحراف في دهاليز الظلمة ، حيث مرروها بدهليز السند ، ومن ثم بدهليز الطائفية ، وبعد ذلك بدهليز الأغلبية ، حيث صار الإسلام في آخر الزمان هو دين الأغلبية بغض النظر عن كون هذه الأغلبية هي فعلا مازالت تدين بدين الله أو أنها ابتعدت عنه؟؟ مع أن كل معطيات الواقع توضح جليا أن الأمة لم يبق لديها من الإسلام إلا اسمه ، تماما كما وصف رسول الله(ص) حيث قال(ص) : [سيأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه يسمون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود .]( ثواب الأعمال – الشيخ الصدوق – ص 253) ، ولعل حلول هذا الشهر الكريم بيننا هو العلامة الكبيرة الواضحة على أن الناس لم يبق لديها من الإسلام إلا الاسم حسب أما روح الإسلام وأخلاقه ومبادئه فكلها أضحت اليوم في (خبر كان) للأسف ، والآن لنسمع كلمات رسول الله(ص) في هذا الشهر المبارك وبماذا يصف مائدة الله سبحانه فيه ، وما الذي يجب على من قبل ضيافة الله أن يفعل ، [… عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطبنا ذات يوم ، فقال : أيها الناس ، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهر هو عند الله أفضل الشهور ، وأيامه أفضل الأيام ، ولياليه أفضل الليالي ، وساعاته أفضل الساعات ، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله ، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ، أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ، ودعاؤكم فيه مستجاب ، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابة ، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم ، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه ، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ، ووقروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم ، واحفظوا ألسنتكم ، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم ، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم ، وتحننوا على أيتام الناس يُتحنن على أيتامكم ، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم ، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم ، فإنها أفضل الساعات ، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده ، يجيبهم إذا ناجوه ، ويلبيهم إذا نادوه ، ويعطيهم إذا سألوه ، ويستجيب لهم إذا دعوه . أيها الناس ، إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ، ففكوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أو زاركم ، فخففوا عنها بطول سجودكم ، واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين ، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين . أيها الناس ، من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر ، كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه . فقيل : يا رسول الله ، وليس كلنا يقدر على ذلك . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : اتقوا النار ولو بشق تمرة ، اتقوا النار ولو بشربة من ماء . أيها الناس ، من حسن منكم في هذا الشهر خلقه ، كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه ، ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه ، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ، ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ، ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ، ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور . أيها الناس ، إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة ، فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عليكم ، وأبواب النيران مغلقة ، فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فقمت فقلت : يا رسول الله ، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال : يا أبا الحسن ، أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل ، ثم بكى ، فقلت : يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ فقال : يا علي ، أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر ، كأني بك وأنت تصلي لربك ، وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين ، شقيق عاقر ناقة ثمود ، فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فقلت : يا رسول الله ، وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال : في سلامة من دينك . ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبك فقد سبني ، لأنك مني كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك ، واصطفاني وإياك ، فاختارني للنبوة ، واختارك للإمامة ، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي . يا علي ، أنت وصيي ، وأبو ولدي ، وزوج ابنتي ، وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد مماتي ، أمرك أمري ، ونهيك نهيي ، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية ، إنك لحجة الله على خلقه ، وأمينه على سره وخليفته على عباده .]( الأمالي – الشيخ الصدوق – ص 154 – 155) ، وأتمنى على القارئ الكريم أن يقرأ هذا النهج العملي بدقة وتركيز ، واسأله أن يدلني : أين قال رسول الله(ص) في خطبته المباركة إذا قدم عليكم شهر رمضان فاهرعوا إلى الأسواق؟؟!! وأين قال (ص) : إذا أقبل عليكم شهر رمضان فاتخذوا من المطابخ محاريب عبادة؟؟!! وأين قال (ص) : إذا أقبل عليكم شهر رمضان فعليكم أن تنفقوا أوقاته بالتفكير في طعامكم وشرابكم ولهوكم؟؟!! وأين قال (ص) : إذا أقبل عليكم شهر رمضان فاستعدوا له بالألعاب واللهو والمسابقات ، التي من ضمنها مسابقات القرآن؟؟!!
والآن علينا أن نسأل الناس : هل أنتم واثقون أنكم في هذا الشهر المبارك في ضيافة الله سبحانه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي من صفاته الكرم؟؟ وإذا كانت إجابتكم بـ(نعم) فيأتيكم السؤال : فلماذا تطلقون شياطين المال والاقتصاد من الإنس بعد أن صفدهم الله سبحانه ، فهذا الشهر الكريم المائدة المادية فيه هي مائدة الفقراء وليس مائدة الأغنياء ، ومن المخزي جداً لمن يسمي نفسه ضيفا لله سبحانه ثم بعد أن يقوم من مائدة الإفطار يلقي بثلثيها على أقل تقدير في سلة القمامة ، ومن المخزي لمن يعد نفسه ضيفا لله سبحانه ويأتيه ربه سبحانه وهو يعيش التنبلة في أوضح صورها في محراب العمل لله سبحانه ، ومن المؤلم أن لا يفهم الناس وهم يدعون أن في زمن التطور الفكري والعقلي أن الصوم إنما شرّع ومنع الناس فيه من مباشرة شهواتهم المحللة حتى يلتفتوا إلى مائدة الله سبحانه التي فيها أصناف العطاء الأخروي ، ففيها الكرم وفيها السماحة ، وفيها المحبة وفيها الوفاء وفيها الصدق وفيها العدل وفيها الرحمة ، وفيها كل ما لذ وطاب من طعام الجنة الذي كلما ازداد العبد منه استطعاما كلما زاد بهاء ونوراً ، فالطعام الإلهي هو طعام الفكر ، وطعام الاتصاف بصفات الله سبحانه ، حتى يكون العبد حقا وصدقا هو صنيعة خالقه ، فالخالق سبحانه كما أحب أن يرى جميل صنعه في الوجود ، فهو أشد حباً أن يرى صنعه في ميدان العمل والمعرفة ، فبالعمل تستبين عظمة الصانع ، وللأسف فالناس يعيشون هذه الحقيقة على المستوى المادي ولكنهم على مستوى الحقيقة ينحرفون عنها بغرابة ، فمثلا أي صنيع مادي ؛ كالسيارة ، والمواد الكهربائية هي عنوان صانعها أي بوجوده هي دالة على أن صانعها هو الجهة الفلانية ، ولكن في ساحة التفاضل يتمايز الصانعون فتكون مثلا الصناعة الألكترونية لا أحد يغادر الصناعة اليابانية ، لماذا؟؟ لأن هذه الصناعة في ميدان العمل والكفاءة هي الأفضل عطاءً والأطول عمراً ، ولذا فهي أفضل صناعة ومن ثم فصانعها هو الأفضل ، ولكننا مع الحق سبحانه نعرض تماما عن هذا الميزان الفطري الإلهي ، فالناس اليوم وكذلك منذ بدء مسيرة البشرية فصراع البشرية مع أولياء الله سبحانه هو يتركز على هذه النقطة ، وهي نقطة بيان أفضلية الصانع ، فمازال الناس تصر على أنها أفضل من صانعها في الاختيار ، على الرغم من أنها في كل ذلك لا يكون حصادها غير الشوك والحنظل ويأتيها النداء الإلهي أن خياري المنقذ لكم من حصاد الشوك والحنظل هو من ينطبق عليه قانون إدارة صنعي ، وهذا القانون هو من ثلاثة أركان أصل ، وهي : الركن الأول : النص ؛ أي هذا الذي هو اختياري لكم أنا ـ أي الصانع الحكيم سبحانه ـ من اخترته لكم لصلاحكم وهذا المختار لكم مني هو رحمتي تسعى بين أظهركم وهو الصدق وهو العدل وهو صورة لكل صفاتي التي بها صنعتم .
الركن الثاني : العلم ؛ وهو صفة من صفاتي جاءكم هذا المختار ممثلا لها فلا يُسأل عن أمر بين صدفي رسالتي لكم إلا وأجاب ، كما أنه يثبت علو كعبه العلمي بدعوة كل من يدعي أنه عالم للمناظرة لتستبين حقيقة ما يحمله هذا المختار الإلهي من العلم .
الركن الثالث : راية البيعة لله ؛ أي يأتي داعيا الناس إلى إقامة حاكمية الله سبحانه ، والانصياع لاختيار الصانع حتى يكون المصنوعون عاملين على وفق المخطط الإداري الكافل لصلاحهم بتحقيق الرحمة والصدق والعدل ، وإن أي انحراف أو معاندة لهذا المخطط الإداري الإلهي سيكون ناتجه ؛ الظلم ، والكذب ، والجور ، وهذا ما هو واضح اليوم على أرض الواقع ولا يحتاج إلى دليل ، فدليله الواقع المتحرك الذي يئن الناس فيه من الظلم والجور وغياب المصداقية غيابا كاملا .
فهل ينتبه الناس ويستفيدوا من ضيافة الله سبحانه هذا العام ويلتفتوا إلى المائدة الإلهية ، ويعرضوا عن موائد الطعام المادي الذي يحاول شياطين المال والاقتصاد الدنيوي إغراء الناس بها ، مستندين إلى أن عموم الناس لم يفهموا الرسالة الإلهية التي من أجلها شرع الامتناع عن مباشرة الحلال من الشهوات ، ولعل أعظم شيطان يصفد في هذا الشهر العظيم هو هذا الشيطان الساكن بين جنبي كل واحد منا ، شيطان الشهوة ، فهذا الشهر الكريم هو شهر الطبابة الإلهية لأنفس الناس ، كي تعود عاملة على وفق ما أراد لها صانعها سبحانه ، فهذا الشهر ـ إذا جاز التعبير ـ هو شهر الصيانة لما خُرِّبَ من الأنفس في سالف أيام السنة ، واليوم في هذا الشهر مائدتان ؛ مائدة اجتهد في صنعها شياطين المال والاقتصاد الدنيوي لتضييع الفرصة على الناس من تطبيب أنفسها ، ومائدة الله سبحانه وتعالى التي تدعو الناس إلى إقامة قانون الله سبحانه في إدارة الحياة لتحقيق الرحمة والصدق والعدل ، وهذا القانون لابد له من مصداق أو ممثل ينطبق عليه انطباقا تاما كي يتحقق قوله سبحانه وتعالى {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}(النساء/165) نعم بوجود رسول الإمام المهدي(ص) للناس كافة تسقط حجة الناس ، وكل ما سيتقولون به إنما هو تمسك بالشبهات ، بعد أن استبان الحق ولذا فلا عذر ولا عاذر لمن يتخلف عن مائدة الله سبحانه في هذا الشهر الفضيل ، ولا صيام لمن ترك مائدة الله سبحانه واقبل على مائدة شياطين المال والاقتصاد الدنيوي .