دعت الولايات المتحدة يوم الأربعاء الحكومات إلى التحرك سريعا لمنع “كارثة إنسانية ذات أبعاد هائلة” في حال انهيار سد الموصل في العراق.
واستضافت الولايات المتحدة والعراق اجتماعا لدبلوماسيين كبار ومسؤولين من الأمم المتحدة لبحث احتمال انهيار سد الموصل، الذي قالت سامانثا باور المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة خلاله إنه سيسبب كارثة ذات أبعاد واسعة.
ويعاني سد الموصل من عيوب هيكلية منذ إنشائه في الثمانينيات. وفي حال انهياره ستغمر كميات هائلة من المياه وادي نهر دجلة حيث الكثافة السكانية عالية.
وضم الاجتماع الذي عقد يوم الأربعاء 9 مارس/آذار، في مقر الأمم المتحدة باور ونظيرها العراقي محمد علي الحكيم وخبراء من سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي ومسؤولين من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ودبلوماسيين آخرين.
وذكرت باور في بيان أصدرته البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة “الإفادات المقدمة عن سد الموصل اليوم تقشعر لها الأبدان… رغم اتخاذ خطوات مهمة لمواجهة الانهيار المحتمل لا يزال السد يواجه هذا الخطر.”
وأضافت “في حال حدوث انهيار هناك احتمال قائم في بعض الأماكن لحدوث موجة فيضان بارتفاع يصل إلى 14 مترا يمكن أن تكتسح كل شيء في طريقها.. الناس والسيارات والذخائر التي لم تنفجر والنفايات والمواد الخطرة الأخرى بل يمكن أن تعرض مراكز سكنية ضخمة للخطر.”
ومنذ اكتمال بناء السد عام 1984 سعت الحكومة العراقية إلى تدعيم أساساته بضخ مادة إسمنت خاصة في الفجوات التي تظهر تحت البناء، وبات النشاط الزلزالي الطفيف المنتظم في المنطقة يشكل خطرا محتملا.
وتبين فيما بعد أن السد بني على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل لذا توجب حقن خرسانات السد بشكل دوري لضمان عدم انهياره وقد بدأت هذه العملية في منتصف الثمانينيات.
بعد حرب العراق 2003 تبين أن السد مهدد بالانهيار بسبب عدم تدعيم خرساناته وفي حال انهياره فإنه سيؤدي إلى فيضان بارتفاع 100 متر وغمر مدينة الموصل ومدن وادي دجلة وقتل ما يقرب من 10 ملايين نسمة من سكان مدينة الموصل ومدن وادي دجلة إضافة إلى تدمير القرى المجاورة لمجرى النهر خصوصا في حال عدم متابعة مشكلة الخرسانات والتربة الضعيفة.
كما أدى نقص صيانة السد بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) عليه لفترة وجيزة في 2014 إلى إضعاف بنيته.
المصدر: وكالات